منذ أن بدأت التقنية تغزوا عالمنا في نهاية الألفية الماضية وعندما كان أفضل جوال هو ذاك الجوال من صناعة اريكسون والذي يبدو وكأنه حجر من عصور غابرة.. ومن ذلك الحين والتقنية بدأت في تطور ملحوظ ومن تلك التطورات هي شبكات الاتصال والتي تطورت بزيادة الطلب عليها من يوم لآخر.. فالآن يُستخدم على شبكات الجوال حول العالم أكثر من ٦ مليار جهاز جوال.. بتقنيات ذكية وبقدرات تتوجب تطور موازي من قِبل شركات الاتصالات..

فأجهزة الجوال اليوم أشبه بأجهزة الحاسب الآلي لقدرتها على معالجة كل الأوامر بمعالجات تصل إلى سرعة عالية بأربعة أنوية وبأنظمة تشغيل تشغل وتتحكم في كل أجزاء حياتنا اليومية وتتطلب انترنت عالي السرعة بدون أدنى شك.. فلم تعد الجوالات اليوم مجرد للاتصال واستقبال الرسائل النصية.. بل هي ذهبت إلى مجال أبعد فتقوم شركات على الأجهزة الجوالة وإجتماعات تعقد من خلالها.. وصفقات تتم بإستخدام جهاز الجوال.. ونستمع للموسيقى ونتابع الأفلام ونقوم بأداء واجباتنا الدراسية وتسجيل الحضور في قاعات الجامعة وغيرها الكثير..

وهذا كله لم يكن ليتم بدون سرعات إنترنت عالية تقدمها شركات الاتصالات حول العالم بعد فضل الله علينا.. فكيف لسوني أو سامسونج أن تقوم بصناعة جوال ذكي بقدرات عالية دون أن يكون هناك شركات تتسوعب المواصفات التي تقدمها تلك الشركات.. ونلحظ التطور الذي يتوازى مع سرعات الانترنت منذ أول جيل للجوالات وحتى الجيل الرابع الذي نعيش بداياته حاليًا..

التاريخ

الجيل الأول من الشبكات صمم لأن يكون مجرد لإتمام الاتصالات الهاتفية بمدى قصير وطاقة إستيعابية ضئيلة.. كما أن تكلفة الدقائق كانت باهظة الثمن وكذلك الحصول على تلك الخدمة فقط قد تكلفك ما يزيد عن ١٠.٠٠٠ ريال ولم ولن ننسَ تلك الحقبة أبدًا.. ومن ثمّ أتت إلينا الحقبة الجديدة والتي قدمت لنا الجيل الثاني كتطور في الصوت والإستيعاب.. هذا الجيل كان قد قدّم إلينا إمكانية إرسال واستقبال البيانات بسرعة أقل ما توصف بها أنها بطيئة حيث كان أقصاها هو ١٤.٤ كيلوبت في الثانية.. ومن ثم تطور ذات الجيل إلى أن يصبح مقدمًا لنا ما يعرف بـ (GPRS) و (EDGE) لسرعة أفضل تصل من ٤٠ حتى ١٠٠ كيلوبت في الثانية..

هذا أتبعه الجيل الذي كان ثورة في عالم الانترنت والبيانات وكان الجيل الثالث.. وقد كان أول بدايات التطور نحو سرعات انترنت عالية وتطور في الصوت والطاقة الاستيعابية للبرج والمدى.. كما أنه أدخل إلينا تقنية الاتصال المرئي والعديد من الخدمات التي كانت ثورة في عالم التقنية.. وكانت السرعات التي يقدمها هذا الجيل ما بين ١٢٨ كيلوبت في الثانية حتى ٣٨٤ كيلوبت في الثانية..

تبعه خلافًا الجيل الثالث ونصف وهو الذي زادت به سرعة الاتصال تحسنت به جودة الصوت والصورة وزيادة طفيفة في سرعة الانترنت.. إلى أن أتى إلينا الجيل الرابع والذي عرف بـ (HSPA+) ومن ثم أتى (4G LTE) وهو الأفضل والأسرع..

HTSA+

هذه التقنية هي تعد بشكل أو بآخر تطورًا لذات الأبراج التي تعمل عليها الجيل الثالث والنصف.. وهي على ذات النطاق مع زيادة في السرعة والجودة بشكل واضح تكون مقاربة إلى شبكة (LTE). فتصل سرعة التحميل على هذه الشبكة حتى ١٦٨ ميجابت في الثانية وبسرعة رفع تصل إلى ٢٢ ميجابت في الثانية.. وهي بالتأكيد سرعة جنونية مقارنة بالجيل السابق! وهناك شركات توفر هذه السرعات على شبكاتها حتى ٢١ ميجابت في الثانية وهناك من يوفرها حتى ٤١ ميجابت في الثانية.. وهذا ما يجعل هناك خلافًا بين الشركات والمنظمات الحكومية في أن هناك من يراها لا ترجأ إلى أن تستطيع أي شركة بأن تعلن بأنها شبكات الجيل الرابع ويرون بأنها هي تنطوي تحت شبكات (3.75G)..

LTE

وفي الجهة المقابلة تأتي التقنية التي تعرف بـ (LTE) وهي التي تعرف بأنها الجيل الرابع الحقيقي.. وذلك يعود لقدرتها المهولة على التحميل والتي تصل إلى ٣٠٠ ميجابت في الثانية ورفع بسرعة ٧٥ ميجابت في الثانية وهي التي تعتمد على نظام IP.. وهي إعادة بشكل جذري لتقنية الجيل الثالث بتغيير طريقة الإرسال والاستقبال للبيانات ما يجعلها الأسرع في العالم.. ولهذا فهي لا تعمل على ذات الأبراج أو التقنية التي كانت تعمل عليها الجيل الثاني والثالث.. فالخصائص لهذه الشبكة هي مختلفة تمامًا عن البقية.. ومع كل الأسف فإن هذا يجعل من الشركات أن تعود لبناء الشبكات من البداية كما لو شيئًا لم يكن من قبل.. وهذا ما يعود خلف تأخر هذه التقنية وهذا الجيل عن السوق..

فنقول..

(HSPA+) هي تقبع في أعلى قمة الأجيال السابقة التي تعتمد على ما قبلها من الجيل الثاني والثالث.. ولكن هي لا تصل إلى مرحلة تطور شبكات (LTE) وهي المتطورة بشكل كبير وتقدم سرعات جنونية بكل ما يحمله الجنون من معنى.. وهذا يجعل منها أصعب وأبطأ في الوصول إلينا كمستخدمين لكونها مكلفة أكثر على الشركات وتأخذ وقتًا أطول لبناء بنية تحتية لهذا الجيل..

الفرق بين السرعات

هنا صورة تعبر عن الفرق بين السرعات في الولايات المتحدة الأمريكية.. والتي تعمل الشركات الأربع لديهم كالتالي:

• T-mobile: تدعم شبكة HSPA+
• AT&T: تدعم شبكة LTE
• Sprint: تدعم شبكة HSPA+
• Verizon: تدعم شبكة LTE

ومن الصورة أعلاه يتضح للعيان أن شبكات الجيل الرابع (LTE) تتفوق بشكل كبير على الشبكات التي تدعم (HSPA+) في التحميل والرفع على حد سواء..

التغطية

تجد من الصورة أعلاه في الخريطة أن شبكات الجيل الرابع الحقيقي هي المستقبل لا محاله.. وهي الخطوة التي تقدم عليها الدول المتقدمة في مجال الاتصالات في العالم.. ونلحظ السعودية والامارات والكويت كأبرز الدول العربية وأمريكا وكندا وروسيا واستراليا هي التي تقدم إعلاناتها التلفزيونية  بتقديمها لخدمات الجيل الرابع الحقيقي..

التكلفة

كما أشرت أعلاه بأن أكبر المصاعب أمامها هي التكلفة الباهظة جرّاء إعادة بناء الشبكات من جديد كتقنية جديدة في المنطقة.. وهذا بالتأكيد سيجعل من قيمة الانترنت على الجيل الرابع أكثر تكلفة على العميل ومع مرور الوقت بالتأكيد أنها ستخفظ عندما يزداد العملاء وتعود بعض الخسائر للشركات..

فنجد كثيرًا من الشركات التي كانت تقدم باقات انترنت مفتوحة قد جعلت الحد الأقصى ٢ جيجابايت أو ٥ جيجابايت مع زيادة طفيفة في التكلفة.. بينما كان العميل يحصل على انترنت مفتوح بقيمة أقل على شبكات الجيل الثالث والجيل الثالث المطور..

الأثر على الأجهزة

لعل هذا لم يلاحظه الكثير.. ولكنّي أستخدم جهازًا من جوجل وهو الجالكسي نيكسوس نسخة أمريكية وهي تدعم الجيل الرابع (LTE).. فهو أمتن قليلاً من ذات الجهاز في النسخة العالمية وكذلك هو أثقل ببضع جرامات.. ونلاحظ في الصورة أدناه الفرق بين الجهازين في الشكل الخارجي.. وذلك يعود لكون الجهاز قابل للاستخدام على شبكات الجيل الرابع يلزم مساحة أكبر وأعرض على الأقل في الوقت الحالي.. وسنشاهد هذا الفرق بدون أدنى شك على نسخة الجالكسي اس ٣ النسخة الأمريكية حيث ستكون أمتن قليلاً من النسخة العالمية..

وفي الختام

نقول بأن من مميزات شبكة (LTE) على (HSPA+):

• سرعة انترنت أعلى بكثير للمستخدم النهائي..
• جودة أعلى على مستوى الاتصال والاستعابية..
• هي المستقبل الذي سيذهب إليه العالم وفرصة تغييره متضائلة جدًا..

هذه الشبكة هي أبسط في التصميم البنائي للأبراج وأقل تعقيدًا من (HSPA+)..

• وأما ن العكس ومزايا (HSPA+) على (LTE):
• هي فعليًا متاحة حاليًا على معظم الشبكات في الدول المتقدمة..
• تكلفة التطوير أقل ما يجعلها ذو تكلفة أقل على العميل..
• هذه التقنية تعمل على جميع الأجهزة التي تدعم (HSPA) بينما (LTE) تتطلب أجهزة مخصصة على هذه الموجات..

والآن وبعد أن علمت عن الفرق بين الشبكتين.. هل تجد أن نبقى على (HSPA+) بدلاً من الانتقال إلى (LTE) وتحمل تبعات التكاليف الإضافية على التكاليف الحالية؟ وهل سبق وأن جربت الجيل الرابع الحقيقي من قبل؟