X

كيف لمايكروسوفت أن تعلم جوجل عن الاندرويد؟

عند الحديث عن السيطرة على سوق الأجهزة الجوالة، فإن مايكروسوفت بالتأكيد ليست واحدة مِن تلك الشركات التي تأتي إلى مخيلة أيٍ منّا.. نعم إن كنّا نتحدث عن جوجل أو آبل أو ربّما ريم، ولكن مايكروسوفت فلا.. صحيح أنها تعمل على نظامها للأجهزة الجوالة ولكن هو لم يحصد ولا حتى ٥٪ من سوق الأجهزة الجوالة في العالم.. فحتى اللحظة مايكروسوفت تعد فاشلة في سوق الأجهزة الجوالة..

ولكن هو العكس تمامًا في مجال الأجهزة المحمولة.. فمايكروسوفت تسيطر على العالم بشكل فضيع ولمدة طويلة من الزمن بنسبٍ لا تجعلنا نقول إلا أنها الأقوى وأنها ملك الأجهزة المحمولة بنظامها الشهير (Windows).. ومن هنا نتسائل! لماذا كانت مايكروسوفت ناجحة بقوة في مجال الأجهزة المحمولة وماذا على جوجل أن تتعلم من تجربة نجاح (Windows) لإنجاح الاندرويد؟

الفرق بين مايكروسوفت وآبل في في الأجهزة المحمولة هو أن مايكروسوفت تقوم بصناعة النظام وترخيصة إلى الشركات المصنعة دون تصنيع أي جهاز محمول على الإطلاق.. وفي الجهة المقابلة، آبل تقوم بصناعة النظام وكذلك الجهاز.. وكلا النظامين ناجحين ولكن مايكروسوفت القائد والبوْن واسع!

الأمر ذاته في الأجهزة الجوالة بين جوجل وآبل.. فجوجل بنظامها الاندرويد لا تصنع أي جهاز جوال أو لوحي على الإطلاق وإنما عليها إتمام النظام وعلى الشركات المصنعة مثل سامسونج وسوني واتش تي سي وغيرها وعلى الشركات أن تحصل على رخصة من جوجل.. بينما آبل تقوم هي بصناعة الجهاز كالآيفون والآيباد وكذلك النظام.. وكلا النظامين ناجحين ولكن ليس الفرق بينهما متقارب إلى حد ما!

والسؤال يقول، كيف لجوجل أن تحقق ذات النجاح الذي حققته مايكروسوفت في نظام الأجهزة المحمولة؟ والإجابة هي أن مايكروسوفت ترخص نظامها ولا تصنع أجهزة، وهو ذات الحال مع جوجل.. ولكن جوجل لا تهيمن على السوق كما هو الحال لمايكروسوفت! قد يقول قائل أن الأمر يتعلق بكون الاندرويد نظام مفتوح المصدر وهو السبب خلف تعدد إصدارات الاندرويد.. ولكن هذا ليس صحيحًا على الإجمال.. فهناك عدد من الأنظمة المفتوحة المصدر والتي لا تتعدد إصداراتها وتختلف كما هو في الاندرويد..

والمُعضلة هنا ليست بالسهلة.. فهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين، الأول أن الشركات المصنعة يودّون سلك طريق مختلف يجعلهم الأفضل بين المنافسين وهو ما يجعل العتاد للأجهزة كغثاء السيل.. والأمر الثاني هو التوافقية في النظام..

تشبع السوق

نعود بالزمن إلى ٢٥ عامًا حينما كانت (IBM) هي النمط ال١ي يجب أن تكون عليه الأجهزة في السوق.. وما قامت به مايكروسوفت هو أن جعلت نظامها متوافق مع أجهزة (IBM) بشكل كامل.. وعندما أعلنت (IBM) عن تطوير أجهزتها وإختراعها الجديد للوحة المفاتيح كان للسوق أن يمضي خلفها ككقائد آنذاك.. وبما أن مايكروسوفت كانت تجعل من نظامها يعمل متوافقًا مع أجهزة (IBM) وخط الإنتاج الذي نهجه البقية خلفها لم يكن يهم مايكروسوفت أي العتاد يعمل عليه نظامها وأي شركة صنّعتها.. ومن هنا أكملت مايكروسوفت طريقها، فكان الكل يقوم بتصنيع الأجهزة وتكون مايكروسوفت هي المُشغل لتلك الأجهزة جميعها.. وكانت الشركات الأخرى تعمد على تطوير وتحسين أجهزتها لزيادة التنافس والحصول على حصة أكبر من الشركات الأخرى ومايكروسوفت هناك تحصل على قطعة من الكعكة.. وهذا النظام مضى على أن تقوم مايكروسفت بضمان أن يتوافق نظامها مع الأجهزة إلى أن أصبحت الشركة الأولى في العالم حتى اليوم..

الأمر ذاته يعود ولكن هو سوق الأجهزة الجوالة اليوم.. فالشركات المصنعة كسامسونج واتش تي سي وسوني وإل جي وغيرها يحاولون أن يجعلون من أجهزتهم مختلفة وأفضل عن البقية (فكم يكون حجم الشاشة، كم الدقة لها، ماذا عن الكاميرا، المعالج، الوزن إلخ…) بينما الاندرويد هو نظام التشغيل لجميع تلك الأجهزة.. ولكن الشركات تريد أن تجعل من أجهزتها أفضل وأكثر جاذبية للمستخدم بدأت تلعب في النظام قليلاً لتجلب بعض المميزات التي لا يوفرها النظام وتعمل فقط على أجهزتها.. وهذا يعني أن نظام التشغيل على الأجهزة ليس هو الاندرويد الصافي والتي تقوم بتصنيعه جوجل.. ومن أجل هذا جوجل فقدت السيطرة على الاندرويد وتعدد إصداراته.. فعندما تصدر جوجل النسخة الأخيرة من الاندرويد فهو يأخذ أكثر من ٦ أشهر على الأرجح إلى أن تحصل الأجهزة على ذاك التحديث..

وآخر شيء توده الشركات هو أن يكون هناك مقياس كعتاد (IBM) في حالة بداية مايكروسوفت.. ولكن ما يجب على جوجل أن تقوم به وأجده أمرًا ملحًا هو “جهاز مطابق لمواصفات جوجل..” فبمجرد أن توجد جوجل مقياسًا معين للأجهزة الجوالة واللوحية فإن الكل قادر على الحصول على آخر إصدار من الاندرويد بمجرد إطلاق جوجل له.. ولكن الأجهزة ستصبح ذو نوع محدد وهو ما يعرف بـ (Commodity) وهو أمرٌ الشركات الكبرى في هذا المجال لا توده على الإطلاق.. وهذا ما أطاح بنوكيا شرّ طيحة!

التوافقية

وهنا تبدو المعضلة الأكبر والذي يسبب الكثير من المتاعب والمصاعب.. فيوميًا سواءً في التعليقات هنا أو على حسابنا في تويتر أو جوجل+ أو الفيسبوك نجد السؤال يتكرر “لماذا جهازي لم يحصل على آخر نسخة من اندرويد؟” ولنا في جهازي سامسونج الجالكسي اس ٢ والجالكسي نوت أكبر مثال على وصول التحديث إليهم.. فحتى تاريخ كتابة هذا التقرير لم يحصلا على الآيس كريم ساندويتش بعد..

وجوجل لا تحصد الكثير من المبالغ والأرباح من الاندرويد.. ففي آخر تقرير كان يثبت ذلك حيث أن جوجل حصدت من الاندرويد منذ بداية حتى الآن لم يتجاوز ٥٥٠ مليون دولار.. والحقيقة أن جوجل تحصد مبالغ أكبر من ترخيص تطبيقاتها على الآيفون والآيباد أكثر مما يجلبه نظامها لها..

الآن جوجل بخططها التي وضعتها وصلت إلى الهيمنة على سوق الجوالات بشكل واضح.. ومن هنا يجب عليها أن تبدأ في الضغط على المصنعين للوصول إلى “جهاز متوافق مع جوجل..” وهو الذي يعطي كلّ من يشتري هذه الأجهزة العلم والإيقان بأن جوجل تدعم هذا الجهاز وأن التحديثات ستصل إليه بمجرد صدوره من جوجل في ذات اللحظة..

فعلى جوجل أن تقوم بأخذ هذا الموضوع بشكل أكبر أهمية ولتأخذ نموذج (CyanogenMod) كمثال حي على دعم عشرات الأجهزة بشكل تام ومتقن.. وهم فريق ذو عمل واضح للعيان ولا يمنع أن تقوم جوجل بضمهم إلى فريق اندرويد.. وما أن تبدأ جوجل في تدعيم النظام والفكرة قد تكون موتورولا أسهل الشركات للبدأ بهذا النظام لتحفز البقية للسير في الخط الجديد الذي رسمته جوجل..

بهذا نضمن أن تكون جوجل هي مايكروسوفت الأجهزة الجوالة.. ونجد أن التحديثات تصل في ذات اليوم الذي يتم إصداره من جوجل على جميع الأجهزة في العالم.. وللعلم فإن ما كتبته أعلاه هو ما تفعله مايكروسوفت حاليًا مع نظامها الجديد للأجهزة الجوالة واللوحية.. فجميعها متوافق مع نظام ويندوز ٨ وعلى جوجل أن تصحصح وتنتبه فإما بشكل أو بآخر يجب أن تجد لهذ حلاً..

شاركني رأيك في التعليقات بالأسفل وسأكون متابع لكل ما يكتب لنرى وجهة نظركم وأتناقش وإياكم على هذا المحور المهم الذي بالتأكيد يهم كل مستخدمي الاندرويد..

Leave a Comment