X

هل الهواتف الرائدة لسنة 2015 تفتقر إلى اللمسة الخَلاقة؟

متابعي أخبار الهواتف الذكية حول العالم ينتظرون بفارغ الصبر موعد إعلان شركاتهم المفضلة على هواتف رائدة جديدة، و أثناء مدة إنتظارهم يتم تسريب العديد من المعلومات و الصور حول الجهاز. لعل أهم ما يهتم به كل متابع للهواتف الذكية لهذه السنة هو تصميمها الخارجي و المواد التي تم استخدامها في التصنيع، هذا ما يجعل الكثير خائبي الظن حول شركاتهم المفضلة، حيث تابعنا هذه السنة مجموعة من الهواتف الرائدة الجديدة، و عموما فقد استطاعت و بجدارة.. تخييب ظن الكثيرين!

الوقت يمر، لكن التصميم لا يتغير. هذا قد يكون العنوان الأفضل لهذه التدوينة، و ربما لسنة 2015 ككل فيما يتعلق بالهواتف الذكية التي رأيناها من شركات عملاقة مثل سوني، إتش تي سي و إل جي.. لكن ما السبب الذي يجعل هذه الشركات تعتمد على فلسفة تصميم واحدة في كل أجهزتها الأخيرة؟ لماذا لا تضفي بعض التغيير؟ هل هذا يعني ضعفها في إنتاج أجهزة بلمسة خلاقة؟

منذ نشأة الأندرويد، صناعة الهواتف الذكية لم تعد حكرا على آبل أو بعض الشركات القليلة الأخرى التي كانت تعتمد أنظمة تشغيل أخرى، رأينا كيف استطاعت سامسونغ الهيمنة على هذا السوق بمختلف أجهزتها المحمولة، إلى جانب إل جي، سوني، موتورولا و إتش تي سي كذلك. كل سنة يحصل المستهلك على ما معدله 4 هواتف ذكية رائدة من هذه الشركات ما يجعل الإختيارات تصعب و السوق تكتظ بالأجهزة، لكن يبقى العيب الوحيد في التصميم الذي أصبح روتينيا و نمطيا جدا، ليشكل نقطة مُشتركة بين هذه الشركات كلها.

المشكلة هي أن الوقت تغير، كانت صناعة الهواتف الذكية حكرا على بضعة أسماء فقط، لكن أصبحنا اليوم نرى شركات ناشئة صينية و أوروبية تستحوذ على نسب قد تكون قليلة من المستخدمين، لكنها حتما تتقدم بخطوات ثابثة و يُتوقع أن تزيح هذه الشركات أسماء عملاقة من عرشها في غضون الخمس إلى العشر سنوات القادمة.
هذه الشركات الناشئة من جهة، تعتمد على التصميم ليكون أول ما يجذب المستهلك إليها، هواتف ذات نحافة شديدة، أو ربما مواد معدنية صلبة، تصاميم أنيقة تأتي مع مواصفات قوية و سعر جيد.. ما الصفقة الأفضل من هذه؟ رأينا حدوث هذا مع هاتف OnePlus One، و الشركة الصينية شايومي أصبحت تستحوذ على السوق الصينية إلى جانب أسماء محلية مثل هواوي.

بتعبير بسيط، فقد فقدت الشركات الكبيرة القدرة على توفير ميزات جديدة في أجهزتها في خضم المنافسة، أو لنقل أنها استهلكت كل قواها في منافسة بعضها البعض.. كما نرى الآن مع سامسونغ و آبل اللتين تقتبسان من بعضهما البعض، ربما في التصميم، أو البرمجيات، أو حتى حلول الإتصال و غير ذلك. لا عجب أن الشركة التايوانية إتش تي سي تواجه مشاكل مالية نتجت في الفترة الممتدة بين 2011 و 2013 و مازالت عواقبها تتطال الشركة إلى حدود اليوم، آملة في أن تكون هواتفها من سلسلة One M التركيبة السحرية لإخراجها من هذه المشاكل.. عذرا إتش تي سي، حتى مع مكبرات الصوت المزدوجة التي ميزت هواتفك على مر السنوات، فالتصميم نفسه لن يجعلك تحصلين على مستهلكين جدد، بل و ربما ستفقدين بعضهم!

الأندرويد أصبح النظام الأكثر إستخداما، و سبق لنا نشر إحصائيات حول متجر التطبيقات الخاص بجوجل، ما يثبث لنا مدى قوة هذا المتجر و عدد التطبيقات و التحميلات التي يحملها بين صفحاته، لكن للأسف فالأندرويد وحده لا يكفي لجعل المستخدم يقرر شراء هاتف إن لم يحمل أمورا جديدة، ربما مواد معدنية صلبة؟
الشبه الكبير طال بضعة هواتف رائدة من شركات أخرى، بغض النظر عن الإقتباس الكبير الذي قامت به سامسونغ في هاتفها الأخير S6 و S6 Edge عن هاتف آبل iPhone 6، فقد سبق لشركة أخرى أن جعلت من الزجاج غطاء هواتفها الأخيرة، هذه الشركة هي سوني. أصبح الزجاج المقاوم للخدوش Gorilla شائعا بين هواتف الأندرويد إذا، و قد نرى في المستقبل القريب ربما هواتف أخرى تحمل نفس الفلسفة.. قد يضفي ذلك لمسة جمالية، لكن دعونا لا ننسى، نحن نرغب بأغطية قابلة للإزالة! نريد تغيير البطارية، إمكانية إضافة بطاقة ذاكرة خارجية عوض دفع أسعار خيالية مقابل نسخة 32GB فقط.

في هذه الأثناء، هواتف الشركات الصينية تخترق الأسواق الناشئة ثم العالمية، تصاميم فريدة من نوعها.. نذكر منها هاتف Oppo Find 7 و Xiaomi Mi Note و غيرها من التصاميم المريحة أثناء حملها دون القلق حول إنزلاقها من اليد، أو تغطيتها ببصمات الأصابع في كل زاوية.. لا أقول أن الهواتف الرائدة سيئة، العكس.. هي أفضل ما يمكن للنقود شراءه، مواصفات و برمجيات عالية الأداء و كاميرات تستطيع تصوير مقاطع فيديو بدقة 4K.. لكن لمن يرغب بكل هذا بالإضافة إلى تصميم أنيق و غير مبالغ فيه، فأعتقد أن هذه السنة قد لا تكون الوقت المثالي لشراء هاتف ذكي.

The post هل الهواتف الرائدة لسنة 2015 تفتقر إلى اللمسة الخَلاقة؟ appeared first on اندرويد العرب.

Leave a Comment