في عالم ليس ببعيد عن يومنا هذا، تسيطر الروبوتات والألات على كل شيء، ويصبح البشر كائنات استهلاكية غير منتجة، ربما هذا هو السيناريو الأسوأ لنهاية عالمنا، ولكن دعنا نرجع قليلا إلى الخلف. ودعنا نشرح كيف سيحدث هذا وما الذي نتحدث عنه.
إنه ببساطة مصطلح يسمى بالذكاء الاصطناعي، وهو عبارة عن ذكاء يظهر عند كيان اصطناعي غير الإنسان، أو كيفية جعل الكمبيوتر يؤدي عمليات مناظرة لقدرات البشر العقلية.
ويهدف الذكاء الاصطناعي إلى الوصول إلى فهم عميق للذكاء الإنساني عن طريق محاكاته، بالإضافة إلى الاستثمار الأفضل للكمبيوتر والعمل على استغلال إمكاناته كافة، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي، الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.
وشهد الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا، وتعد تقنية “التعلم العميق” أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.
وقد أقدمت الكثير من الشركات التقنية الموجودة في وادي السيلكون وعلى رأسهم فيس بوك وجوجل لالاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها، ضاربين بعرض الحائط تحذيرات العلماء من أثارها السلبية.
وأشار عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج، في ديسمبر 2014، خلال لقاء مع صحيفة BBC، إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا.
كما أعلن المؤسس والرئيس السابق لشركة مايكروسوفت بيل جيتس العام الماضي عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما.
في حين وصف مؤسس مشروع صواريخ الفضاء التجارية سبيس إكس، وسيارات تسلا الكهربائية، إيلون ماسك، الذكاء الاصطناعي بأنه من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الآلات الذكية “باستحضار الشيطان”.
ويثير هذا النظام جدلاً فلسفياً حول طبيعة العقل البشري وحدود المناهج العلمية، وهى قضايا تناولتها نقاشات وحكايات أسطورية وخيالية وفلسفية منذ القدم. كما يدور جدل عن ماهية الذكاء وأنواعه التي يمتلكها الإنسان، وكيفية محاكاتها بالآلة.
كان وما زال الذكاء الاصطناعي سبباً لأفكار شديدة التفاؤل، ولقد عانى نكسات فادحة عبر التاريخ، واليوم أصبح جزءاً أساسياً من صناعة التكنولوجيا، حاملاً عبء أصعب المشاكل في علوم الحاسوب الحديثة.
Leave a Comment