بدأت في الآونة الأخيرة تكثر اختبارات الأداء الخاصة بالهواتف الذكية، خصوصًا بعد الكشف عن هاتف OnePlus 5 من شركة ون بلس، والذي يشتهر بامتلاكه أداءٍ قويّ من سرعة فتح التطبيقات والتنقل بين الواجهات. ركزت الاختبارات الأولى بشكلٍ مباشر على وضعه لجانب هاتف iPhone 7 Plus والتي أظهر فيها قدرته على توفير أداءٍ أسرع بفضل ذاكرته العشوائية الضخمة وخفة الانتقالات Animations مقارنةً مع هواتف أيفون. ولكن ماذا عن هواتف أندرويد الرائدة الأخرى، وكيف سيكون أدائه مقارنةً بها؟
هذا هو موضوع اختبار السرعة الذي سنتحدث عنه اليوم، والذي يقارن بين أداء كل من OnePlus 5 مع HTC U11 وأخيرًا Galaxy S8. بهدف إعداد الاختبار، تم إعادة الهواتف لحالتها الأصلية عبر تنفيذ ضبط لحالة المصنع Factory Reset ومن ثم تم تحميل نفس التطبيقات عليها جميعًا، وذلك بهدف جعل الأمور متساوية قدر الإمكان، ولو أنه من المستحيل جعلها كذلك، خصوصًا مع هاتف Galaxy S8 الذي يمتلك الكثير من التطبيقات والخدمات الإضافية المثبتة مسبقًا على الهاتف والتي لا يمكن إزالتها إلا بالحصول على صلاحيات الجذر (روت Root Access).
تم تنفيذ الاختبار على مرحلتين: المرحلة الأولى تتضمن فتح 20 تطبيق مع عدم إغلاقها وإبقائها عاملة في الخلفية، بينما تتضمن المرحلة الثانية إعادة فتح نفس التطبيقات لتحديد قدرة الذاكرة العشوائية على إبقائها فعالة بدون الحاجة لجلب البيانات الخاصة بها من جديد، وإعادة فتح التطبيق من جديد.
نتائج المرحلة الأولى كانت على الشكل التالي:
- أنهى هاتف OnePlus 5 الجولة الأولى خلال زمنٍ قدره 51.29 ثانية
- أنهى هاتف HTC U11 الجولة الأولى خلال زمنٍ قدره 54.9 ثانية
- أنهى هاتف Galaxy S8 الجولة الأولى خلال زمنٍ قدره دقيقة وثانيتين
نتائج المرحلة الثانية (وكامل الاختبار) كانت على الشكل التالي:
- أنهى هاتف OnePlus 5 الاختبار خلال زمنٍ قدره دقيقة واحدة و 52 ثانية
- أنهى هاتف HTC U11 الاختبار خلال زمنٍ قدره دقيقتين وثانية واحدة
- أنهى هاتف Galaxy S8 الاختبار خلال زمنٍ قدره دقيقتين و 18 ثانية
يمكن تفسير النتائج السابقة على ضوء بعض المعلومات المتعلقة بمواصفات الهواتف وواجهات تشغيلها:
- يمتلك هاتف OnePlus 5 قدرةً ممتازة على فتح التطبيقات بسرعةٍ أعلى من منافسيه لسببين، أولًا واجهة الاستخدام الخفيفة والقريبة جدًا من أندرويد الخام، ثانيًا امتلاكه لشاشةٍ بدقةٍ أخفض من المنافسين، ما يخفف عبء معالجة عدد إضافيّ من البيكسلات ويختصر الوقت اللازم لإظهار واجهة التطبيق.
- سجل هاتف HTC U11 أداءً أفضل من هاتف Galaxy S8 بسبب واجهته الخفيفة وعدم وجود عدد كبير من التطبيقات المثبتة مسبقًا، حيث عملت إتش تي سي بدءًا من هاتف HTC 10 على الاعتماد بشكلٍ أكبر على تطبيقات جوجل بما يساهم بتخفيض عدد التطبيقات المثبتة مسبقًا على الهاتف والتي ستستهلك جزءًا من موارده سواء فتحها المستخدم أم لا.
- تفوق هاتف OnePlus 5 على كلا الهاتفين في الجولة الثانية التي تعتمد بشكلٍ كبير على أداء الذاكرة العشوائية، وهذا يرجع بشكلٍ أساسيّ للسعة الضخمة والبالغة 8 غيغابايت، مقارنةً مع 4 غيغابايت لهواتف HTC U11 و Galaxy S8.
من ناحيةٍ أخرى، يجب أيضًا الإشارة إلى بضعة أمور هامة:
- لا يوجد فارق هائل في الأداء بين الهواتف الثلاثة، وتمتلك جميعها القدرة على توفير تجربة استخدام سلسلة ترضي الغالبية الساحقة من المستخدمين
- لن يقوم أي شخص بفتح 20 تطبيق بشكلٍ متتالي ومن ثم إعادة فتحها بهذه السرعة. هذا الاختبار هو بمثابة اختبار “إجهاد” لمعرفة قدرة الهواتف على تحمل الأداء الشديد، وبالتالي، وإن كانت السرعة والسلاسة هي العامل الأهم والأبرز عند شراؤكم للهاتف الذكيّ، فإن هاتف OnePlus 5 هو أفضل من يقدم هذه الميزات بالوقت الحاليّ.
بهذه الصورة، يحافظ هاتف ون بلس الجديد على سمعة الشركة المتميزة، ليس فقط بتقديم مواصفاتٍ عالية بسعرٍ منخفض، ولكن أيضًا بتوفير أداءٍ قويّ وسلس. يجب ألا ننسى أن هذا الأداء تطلب الإبقاء على شاشةٍ بدقةٍ أخفض من المنافسين، وتضمينه بذاكرةٍ عشوائية ضخمة تمثل ضعف ما يتوفر على الهواتف الأخرى، وعلى الرغم من هذه الفروقات، أعتقد أن هواتف HTC U11 و Galaxy S8 ستقدم أداءً مرضيًا لكل المستخدمين، إلا في حال كنتم من يرغب بتعذيب هواتفه الذكية وتشغيل 20 تطبيق بنفس الوقت!
أحدث التعليقات