لماذا لن أشتري هاتفًا آخر من ون بلس (أو من أي شركة ناشئة أُخرى)؟

غير مصنف أضف تعليق

oneplus

“لا تتنازَل” … هذا هو الشعار الذي انطلقت به شركة ون بلس OnePlus الصينية وخطفت به أنظار واهتمام المُتابعين. وكانت الفكرة المُثيرة للاهتمام في الهاتف الأول للشركة OnePlus One هي طرحه بسعر يبدأ من 300 دولار فقط، لكن بنفس جودة ومواصفات الهواتف التي تُباع بضعف هذا السعر تقريبًا.

في مُراجعتنا للهاتف، لم نُخفِ إعجابنا به، فهو يُقدّم بالفعل مواصفات عتادية ممتازة وجودة صناعة عالية. لكن ما تبيّن بعد استخدام الهاتف لفترة، هو أنك في النهاية ستجد بعض “التنازلات” دون شك.

الآن وبعد استخدامي للهاتف كهاتفي الرئيسي لحوالي السبعة أشهر، قررت أنّي لن أقوم مرّةً ثانية بشراء هاتف من “وَن بلس” أو من أي شركة جديدة ناشئة مهما كانت المُغريات. في الواقع لم يكن من مُخططاتي شراء الهاتف أساسًا، حيث كنتُ قد راسلت الشركة أوّل طرحه طالبًا منهم هاتفًا لمُراجعته فقط وإعادته إليهم فاعتذرت الشركة عن ذلك قائلةً بأن الضغط الكبير على طلب الهاتف لن يُتيح لهم الإمكانية لذلك. لكن ما حدث لاحقًا بأن هاتفي القديم Nexus 4 تعرّض للسرقة في فترة كنت أعتزم فيها أساسًا تبديله بهاتف Nexus 5، لكن في ذات الوقت الذي فقدت فيه الهاتف، وصلتني دعوة لشراء OnePlus One، فقررت شراءه كي لا أخسر الدعوة (النادرة) وكانت الفكرة أن أقوم بتجربته لفترة ثم بيعه.

ورغم أن قراري كان استخدام OnePlus One لفترة قصيرة بهدف التجربة ثم بيعه، إلا أنني وجدتُ نفسي مع الهاتف لفترة طويلة لعدة أسباب، منها أن طرح هاتف Nexus 6 كان يقترب، فقلتُ أنتظره. لكن تبيّن لاحقًا بأن قياس شاشته هو 6 إنش وهذا كبير جدًا بالنسبة لي فأحجمت عن الفكرة وقررت شراء الجيل الثاني من Moto X لكن أخافني بأن بطاريته صغيرة نسبيًا، خاصة بعد أن اعتدت على بطارية OnePlus One الممتازة. ثم قررت شراء HTC One M8 وتحويله إلى نسخة جوجل بلاي GPE فكان أني لم أعثر على النسخة القياسية من الهاتف في السوق ووجدتُ عوضًا عنها نسخة الشريحتين التي لا يُمكن تحويلها إلى نسخة GPE. قررتُ العودة إلى فكرة الهاتف الممتاز Nexus 5 لكني بعدها فضلتُ انتظار مؤتمري CES 2015 و MWC 2015 وهذا ما كان.

كل هذه الفقرة السابقة الطويلة هي استباقًا لمن يُريد أن يسألني لماذا إذًا بقيت مع OnePlus One كُل هذه الفترة رغم أن الهاتف لم يُعجبني؟ في الواقع وكي أوضّح: لا أريد أساسًا القول بأن الهاتف لم يُعجبني، الهاتف أعجبني من نواحٍ عدّة -وما زال- لكن تبيّن بأن فكرة أنك (لن تتنازل) ليست بالدقيقة، والآن سأوضح الأسباب:

1- الشركة مُتخبّطة من الناحية البرمجية: جاء الهاتف بروم “سيانوجين” دعمًا لفكرة بأن هذا الهاتف هو Community Driven، أي أن تطويره يتم بدعم من مُجتمع المصادر المفتوحة وما إلى هُنالك من هذا الكلام الذي كان تسويقيًا لا أكثر. كل هذا جميل، لكن الهاتف لم يحصل على تحديث أندرويد 5.0 – Lollipop حتى الآن، في الوقت الذي حصلت فيه مُعظم الهواتف المُنافسة الرئيسية على التحديث من موتورولا إلى سامسونج إلى إل جي إلى سوني. وهذا كان عكس ما توقعه الجميع عندما كان الهاتف في بداياته.

الأسوأ من ذلك هو أن الشركة الناشئة وقعت في خلاف مع شركة “سيانوجين” انتهى بشجار شبه علني ما بين الشركتين، لحسن الحظ ما زالت سيانوجين ستقوم بتحديث الهاتف لكن هذا لم يحدث بعد، وذكرت “وَن بلس” حرفيًا قبل يومين بأنه لا سُلطة لديها على سيانوجين ولا تستطيع تحديد موعد وصول التحديث.

وبسبب الخلاف مع سيانوجين قامت وَن بلس بتطوير الروم الخاصة بها OxygenOS، وهي عبارة عن نسخة أندرويد مفتوحة المصدر AOSP مع بعض التحسينات الصغيرة هُنا وهناك. الشركة قامت بتطوير الروم بشكل سريع نسبيًا ومُفاجىء، وذلك بعد الخلاف مع سيانوجين الذي جاء مُفاجئًا كذلك. وبعد أن كانت “سيانوجين” أحد نُقاط قوّة الهاتف، ستعتمد الشركة الآن نظامًا هو تقريبًا نفس نسخة أندرويد الخام. هذا ليس سيئًا بالطبع فأنا أعشق أندرويد الخام، لكن الموضوع ليس أنا تحديدًا، بل هذا التخبّط غير الاحترافي من الشركة، حيث أصبح هُناك الآن تحديثين: تحديث “سيانوجين” الذي سيصل عبر الهواء خلال فترة غير معروفة، وتحديث OxygenOS الذي وعدت الشركة إطلاقه قبل أيام وأخلفت بوعدها. التحديث الثاني يجب على المُستخدم أن يكون خبيرًا بتثبيت الرومات من أجل تثبيته. أتوقع بأن التحديث القادم الخاص بسيانوجين سيكون آخر تحديثٍ ستُرسله الشركة، بعدها إن أراد المُستخدم الحصول على التحديثات اللاحقة سيكون عليه اللجوء إليه تثبيت روم OxygenOS يدويًا (والحصول على تجربة استخدام مُختلفة كليًا عمّا اعتاد عليه مع سيانوجين).

روم سيانوجين على الهاتف ليست مثالية بحد ذاتها، فالأمر الصوتي OK Google من على سطح المكتب لم يكن يعمل في البداية، ثم أصدرت الشركة تحديثًا لإصلاحه فأصبح يعمل مرة، ولا يعمل عشرة مرات أخرى. إطفاء الشاشة ثم إعادة تشغيلها مُباشرةً (في حال تذكرت شيئًا بعد إطفاء الشاشة واردت فتحها مرة أخرى) يؤدي إلى مشاكل غريبة في مُعظم الأحيان، مثل عدم الاستجابة لضغطك على زر التشغيل حيث تبقى الشاشة سوداء مهما ضغطت الزر وهذا مزعج جدًا حيث تتأخر استجابة الشاشة حتى لو ضغطت على الزر عدة مرات. ناهيك عن مشكلة تحدث بشكل عشوائي وهي فشل تشغيل الكاميرا من شاشة القفل، سواء عند محاولة فتح الهاتف بتقنية Face unlock أو عند الضغط على اختصار الكاميرا في شاشة القفل من أجل التصوير.

لا أنكر أن أداء الهاتف سريع جدًا بفضل العتاد القوي، لكن مثل هذه المشاكل الصغيرة التي لم يتم حلها حتى الآن مُزعجة بالفعل. لا مُشكلة لدي لو حدث بعض التأخير وبطىء الاستجابة أثناء استخدام الهاتف (وهذا للأمانة لا يحدث)، لكن بالنسبة لي فمشاكل أخرى مثل عدم استجابة الشاشة للفتح عندما أرغب بفتحها لأمر سريع والتعطل المُفاجىء لتطبيق الكاميرا عند الحاجة السريعة إليه هي أمور لا تُحتمل.

2- الشركة دخلت سوقًا لا تستطيع مُجاراتها، الحصول على الهاتف ما زال صعبًا، عندما تعد الشركة -أي شركة- بطرح هاتف -رخيصًا كان أم مُرتفع الثمن- يجب أن تتأكد بأنها تستطيع إنتاجه وإيصاله للمُستخدمين. الشركة وعدت بتقديم هاتف رخيص لكن الحصول عليه بالغ الصعوبة، حيث لا تمتلك هذه الشركة الصغيرة القدرة الإنتاجية لتلبية طلب السوق، وما زالت لا تشحن الهاتف إلا إلى 16 دولة، وعليك الحصول على دعوة بصعوبة شديدة كي تتمكن من شرائه، وعليك بعد كل ذلك تدبير طريقة لشحنه إلى بلدك في حال لم يكن من البُلدان المدعومة. صحيح أن الشركة فتحت كُل يوم ثلاثاء لطلب الهاتف بدون دعوة، لكن هذا جاء مُتأخرًا وما زال توفّر الهاتف محدودًا.

3- المواصفات العتادية للهاتف قوية لا شك، لكن لا شيء فيه مميّز بشكل خاص عدا السعر. في الحقيقة سعر الهاتف رخيص ليس لأن باقي الشركات مثل سامسونج وإتش تي سي وسوني (شَرِهة) وتُريد (سرقة) المُستخدم، كما تُريد “وَن بلس” لك أن تعتقد. السعر رخيص لأن الشركة لا توجد لديها أية تكاليف للأبحاث والتطوير، ولا أية تكاليف للإعلان حيث اعتمدت على الترويج للهاتف من خلال نظام الدعوات والسعر المُنخفض. هاتف “وَن بلس” يمتلك مواصفات عتادية قوية لكنه عبارة عن هاتف مُجمَّع لا يمتلك أية مواصفات استثنائية.

وهذه فكرة هامّة تُظهر الفرق ما بين الشركات الناشئة الصغيرة، والشركات العملاقة. الشركة الناشئة تقوم بالتجميع بينما تقوم الشركات الكبيرة بالتطوير. تُنفق الشركات الكُبرى المليارات من تكاليف البحث والتطوير والاختراع، لهذا تجد في هواتف سامسونج أفضل شاشة وأسرع ذاكرة داخلية من أحدث الأجيال، وفي هواتف سوني أعلى مُقاومة للماء والغُبار ضمن هيكل بالغ النحافة والأناقة بشكل يجعلك لا تُصدق كيف تمكنت الشركة من تحقيق ذلك، وفي هواتف إل جي أصغر حواف للشاشة بهيكل مُدمج صغير قابل للحمل بسهولة رغم حجم الشاشة الكبير (قارن بين هاتف OnePlus One و LG G3 من حيث سهولة الحمل والاستخدام رغم امتلاكهما لشاشة بنفس القياس)، وهواتف إتش تي سي هي قطع فنّية رائعة من الجودة والإتقان والجمال، وقِس ذلك على بقية الشركات.

هناك سبب يجعل هواتف الشركات الكُبرى مُرتفعة الثمن نسبيًا، وهو أنك تحصل على هاتف مميز مدعوم من شركة كبيرة تعرف أنه وحتى الوصول إلى إنتاجه تم ضخ الملايين من الأبحاث والتطوير، وتعلم أنه لديك بالفعل قطعة مميزة، وتعلم أنه -حتى لو تأخر وصول التحديث- فإنك في النهاية ستحصل على تحديث واحد بميزات أفضل، وليس تحديثين لا تدري أيّاهما يجب أن تُثبّت.

بالتأكيد لا يوجد هاتف خالٍ من المشاكل، وما ذكرته هُنا هو رأي شخصي عن تجربة شخصية لا أكثر. من وجهة نظر أُخرى قد يُنظر إلى OnePlus One بأنه هاتف رائع بالفعل، لكن بالنسبة لي لن أقوم مرةً ثانيةً بشراء هاتف من شركة تُريد تجريب استراتيجية جديدة على حساب المُستخدمين.

هاتف OnePlus One ما زال ممتازًا بالنسبة لفئة كبيرة من المُستخدمين (إن أمكنهم الحصول عليه بسعره الأصلي فعلًا) وهم المُستخدمون الذين لا تسمح ميزانياتهم بشراء هواتف الشركات الكُبرى، لكنهم يرغبون بشراء هاتف قوي عتاديًا. وكي لا نظلم الشركة كثيرًا، هُناك نقاط إيجابية يجب أن نحترم “وَن بلس” من أجلها، مثل الشكل المميز للهاتف رغم أنه غير مُريح كثيرًا في الاستخدام، لكن شكله جميل ومميز وحاولت الشركة فيه الابتكار بالفعل كي لا يبدو مُشابهًا للهواتف الأخرى. كما أُعطي الشركة نقطة إيجابية أُخرى في طريقة تواصلها الشفافة والمباشرة والصادقة مع المُستخدمين وهذا أمر نتمنى رؤيته من الشركات الكُبرى كذلك.

لكن لأني شخص يعشق الاستمتاع بأحدث التقنيات، لن أشتري مرةً أخرى هاتفًا من شركة تقوم بتجميع قطع لصناعة هاتف، بل سأشتري هاتفًا من شركة تقوم بتطوير وابتكار التقنيات الجديدة بهدف جعل حياتنا أسهل، بدل اعتمادها على الفُقاعات الإعلامية المؤقّتة لبيع هاتف غير مدروس.

The post لماذا لن أشتري هاتفًا آخر من ون بلس (أو من أي شركة ناشئة أُخرى)؟ appeared first on أندرويد بالعربي | أردرويد.

تم إغلاق التعليقات.

أندرويد للعرب © 2024 WP Theme & Icons by N.Design Studio | تعريب قياسي
التدويناتRSS | التعليقاتRSS | تسجيل الدخول