غدًا هو الموعد الرسميّ للكشف عن هاتف HTC 10 المقبل من شركة إتش تي سي التايوانية، والذي يفترض أن يكون هاتفها الرائد وأيقونتها للعام الحاليّ، والذي تعول الشركة عليه كثيرًا كأحد الحلول التي ستساهم بإيقاف أزمتها المالية.
وكأي هاتفٍ ذكيّ ينتمي لفئة الهواتف العليا، سينال الهاتف المقبل نصيبه من التسريبات والإشاعات المختلفة، إلا أن كمية التسريبات والإشاعات التي ارتبطت بهذا الهاتف كانت أكبر من أي وقتٍ مضى، نظرًا للوضع الحرج الذي تمر به الشركة، ونظرًا لأن الهاتف يفترض أن يكون تُحفةً جديدة تساهم بإنقاذ الشركة.
عبر هذا المقال، سنستعرض أبرز التفاصيل والأخبار والتسريبات المتعلقة بالهاتف المقبل. لن أقوم بسرد كافة الأخبار والتسريبات، بل سأقوم بذكر أبرز الأخبار والتسريبات، وأبرز مواصفات الهاتف التي ترددت بشكلٍ كبير في العديد من التسريبات.
موعد الإعلان عن الهاتف
سيتم الإعلان عن الهاتف بشكلٍ رسميّ غدًا بتاريخ 12 أبريل/نيسان بتمام الساعة 8 صباحًا بتوقيت نيويورك، أو الساعة 1 ظهرًا بتوقيت لندن. (يمكنكم حساب الفارق الزمنيّ بحسب دولتكم). يمكنكم متابعة حدث الإطلاق الرسميّ للهاتف من الموقع الخاص بشركة إتش تي سي: اضغط هنا.
اسم الهاتف: هل ستتخلى الشركة عن “One” و “M” ؟
في بداية التسريبات، كان هنالك شبه إجماع على أن الهاتف سيحمل اسم “One M10″، إلا أن التسريبات اللاحقة أشارت إلى أن إتش تي سي ستتخلى عن كلمة “One” في اسم هاتفها الجديد ليصبح “HTC M10” ثم ذكرت التسريبات أن الشركة ستعتمد فقط على رقم “10” ليصبح اسم الهاتف “HTC 10”.
ساهمت الحملة التشويقية التي قامت بها إتش تي سي بتعزيز هذه الشائعات، حيث عمدت على إطلاق وسم #powerof10 ليعبر عن الهاتف الجديد، كما قامت بالتشويق للمواصفات المختلفة فيه مرفقةً برقم “10”، مثل: Audio10, Camera10, Performance10…وهكذا. حاليًا، يبدو أن الهاتف بالفعل سيحمل هذا الاسم، وهنالك شبه إجماع من مختلف المصادر على هذه المعلومة.
مواصفات الهاتف الأساسية
بالنسبة لمواصفات الهاتف نفسها، يبدو أن إتش تي سي ستعتمد على أقوى المواصفات التقنية المتاحة حاليًا. بدءًا من الشاشة، فمن المفترض أن تكون بقياس 5.15 إنش (أو 5.2 إنش) وبدقة 1440×2560 بيكسل ومصنوعة بتقنية Super AMOLED (أو Super LCD 5).
شريحة المعالجة هي Snapdragon 820 من كوالكوم، مع ذاكرة عشوائية بسعة 3 أو 4 غيغابايت وعدة خيارات من مساحة التخزين الداخلية: 16 أو 32 أو 64 أو حتى 128 غيغابايت. سيتضمن الهاتف أيضًا منفذ microSD في بعض النماذج من أجل توسيع مساحة التخزين الداخلية.
أيضًا، وبالحديث عن شريحة المعالجة، يبدو أن الشركة ستعمل على إطلاق نموذجين أساسيين من الهاتف بحسب شريحة المعالجة. الأول سيتضمن شريحة Snapdragon 820 والثاني سيتضمن شريحة Snapdragon 652، وقد أكدت الموافقة الأخيرة من هيئة FCC هذا الأمر، عبر إعطاء الموافقة لنموذجين من الهاتف المقبل كي يتم بيعهما في السوق الأميركية.
بالنسبة للكاميرا الخلفية، فهي من المفترض أن تكون بدقة 12 ميغابيكسل، مع تقنية UltraPixel التي تعتمد على بيكسلاتٍ بحجمٍ كبير يصل لـ 2 ميكرون، بالإضافة لمثبتٍ بصريّ OIS وتقنية التركيز التلقائيّ المدعوم بالليزر. الكاميرا الأمامية قد تكون بدقة 5 أو 8 ميغابيكسل، إلا أن المثير هو ذكر العديد من التسريبات وجود مثبتٍ بصريّ فيها، ليكون بذلك الهاتف أحد الهواتف القليلة التي تعتمد على مثبتٍ بصريّ في الكاميرا الأمامية.
باقي المواصفات تتعلق باعتماد هيكلٍ معدنيّ بالكامل للهاتف (وهو المعيار التصميميّ الذي أطلقته إتش تي سي وأصبح شائعًا بهواتفها الرائدة) بالإضافة لتضمين منفذ USB Type-C ما يدعم الشحن السريع وأسرع وسيلة ممكنة لنقل البيانات، وحساس بصمة على اللوحة الأمامية للهاتف بالإضافة لبطاريةٍ بسعة 3000 ميللي آمبير/ساعي ونظام أندرويد 6.0.1 مع واجهة Sense UI 8.0 من إتش تي سي.
آخر التسريبات: الفيديو الترويجيّ للهاتف!
قبل يومٍ واحد على إطلاق الهاتف بشكلٍ رسميّ، تم نشر تسريب جديد يظهر فيه الفيديو التشويقيّ الجديد للهاتف المقبل. يظهر الفيديو الجديد شكل الهاتف بشكلٍ مشابهٍ تمامًا لكل التسريبات السابقة، وهو يؤكدها من حيث التصميم، ووجود منفذ USB Type-C، غياب المكبرات الصوتية الأمامية، والحواف المنحنية على اللوحة الخلفية.
لا يوجد أي تأكيد فعلي على أن هذا الفيديو هو بالفعل الفيديو الترويجي الرسميّ للهاتف، ولكن يتم تداوله حاليًا بشكلٍ كبير على الإنترنت. الفيديو احترافي وجميل، وقد يكون بالفعل هو الفيديو الذي ستطلقه الشركة غدًا، ولكني أشك من ناحية كونه الفيديو الترويجيّ، نظرًا لأنه يختلف بالمنحى التصميميّ عن الفيديوهات التشويقية التي قامت إتش تي سي بنشرها.
المُكّبرات الصوتية الأمامية: هل نقول وداعًا؟
عندما قامت إتش تي سي بإطلاق هاتف HTC One A9 أواخر العام الماضي، كان غياب المكبرات الصوتية الأمامية أحد أبرز النقاط التي لم ترضي المستخدمين، وذلك لسببين: تميز التجربة الصوتية التي يحصل عليها المستخدم من هذه المكبرات، بالإضافة للجمالية الكبيرة التي تضيفها للهاتف، وتعطي هواتف إتش تي سي تميزًا بالشكل عن باقي الهواتف الذكية (والتي أصبحت تشبه بعضها إلى حدٍ كبير).
بالنسبة لهاتف HTC 10، فإن أوائل التسريبات ذكرت أن الشركة ستنتهج فيه تصميمًا مطورًا عن هاتف One A9، وهو ما تبين لاحقًا عبر الصور العديد المسربة للهاتف، حيث أظهرت أن الهاتف بالفعل لن يتضمن المكبرات الصوتية الأمامية.
على الرغم من ذلك، عادت إتش تي سي نفسها بأحد فيديوياتها التشويقية لتؤكد أن الهاتف سيتضمن “أفضل تجربة BoomSound على الإطلاق” بدون أن توضح مقصدها بشكلٍ دقيق. هل تتحدث الشركة عن تقنية معالجة وإظهار الصوت، أم تتحدث عن نوعية المكبرات المستخدمة، أم الأمرين معًا؟
شخصيًا، أعتقد أننا لن نشاهد المكبرات الصوتية الأمامية في الهاتف المقبل اعتمادًا على تأكيد معظم التسريبات والأخبار المختلفة المتعلقة بالهاتف، ولكن يبدو أن إتش تي سي تعمل على تقنيةٍ جديدة لإظهار الصوت بشكلٍ متميز، قد تساهم بتعويض غياب مكبراتها الشهيرة.
صور الهاتف: لا يوجد تغييرات جذرية، ولكنه بسيط وأنيق
أظهرت الصور المسربة المختلفة الشكل المفترض لتصميم الهاتف المقبل. هنالك العديد من الألبومات المنشورة والتي تظهر شكل الهاتف، وهي متشابهة إلى حدٍ كبير. بشكلٍ عام، فإن الهاتف يجمع المنحى التصميميّ لهواتف One M8 و One M9 بالإضافة للمنحى التصميميّ لهاتف One A9. أبرز ما يميز الهاتف هو الحافة المنحنية على اللوحة الخلفية للشاشة، بالإضافة إلى أن الصور تظهر تخلي إتش تي سي عن شعارها على اللوحة الأمامية ما يساهم بالحصول على أكبر مساحة ممكنة للوحة الأمامية.
تشويقات إتش تي سي: نحن مهووسون!
أعتقد أنه يمكن القول وبدرجة عالية من الإنصاف أن الحملة التشويقية والتسويقية التي قامت بها إتش تي سي للترويج للهاتف المقبل هي من أجمل ما شاهدناه منذ عدة سنوات. المثير في الموضوع أن إتش تي سي نفسها كانت أحد الشركات التي عانت من انتقاداتٍ كبيرة بسبب ضعف سياستها التسويقية.
الآن، يبدو أن الشركة التايوانية قد فهمت اللعبة التسويقية بشكلٍ أفضل (أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا!) وقامت باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لتجذب أكبر انتباهٍ ممكن لهاتفها الجديد. (شاركت كوالكوم أيضًا بالتشويق للهاتف المقبل!).
الحملة بدأت بفيديو يحمل عنوان “نحن مهووسون” وهو أيضًا عنوان الحملة. الفكرة تتعلق بهوس الشركة بالهاتف المقبل، وعملها المتواصل والدؤوب لإنتاج أفضل هاتفٍ ذكيّ ممكن. قامت إتش تي سي بنشر تغريداتٍ وملصقاتٍ تشويقية مختلفة تحدثت فيها عن أداء الكاميرا، أداء المكبرات الصوتية، أداء الهاتف نفسه، وهي تؤكد فيها جميعًا أن هاتفها سيقدم الأفضل.
World First, World Class, Front and Back. You’ll see. #powerof10 pic.twitter.com/qN9HN6OP5i
— HTC (@htc) ١٥ مارس، ٢٠١٦
Here comes the new boom. You’ll hear it. #powerof10 pic.twitter.com/Ln3XxWZ9BO
— HTC (@htc) ٢٣ مارس، ٢٠١٦
ثم بدأت الشركة بنشر الفيديوهات اللاحقة، والتي كانت أجمل ما في الحملة التسويقية. تعتمد كل الفيديوهات نفس الأسلوب ونفس الطريقة ونفس الموسيقى التصويرية. فيديو قصير، سريع، مشوق ولا يترك مجالًا للمشاهد كي يفكر، عليه فقط أن يستمتع بالعرض الذي يشاهده وأن يسعى لاقتناء الهاتف المقبل! أعتقد أن إتش تي سي نجحت كثيرًا بهذا الخصوص، وحتى لو لم يكن الهاتف المقبل بهذا الأداء “الخارق” الذي تحدثت عنه الشركة، فإن الصورة التي رسمتها الشركة بذهن المستخدمين ستساهم بتعزيز مبيعاتها، كما أعتقد.
بعيدًا عن كل هذا: ما الذي يجب أن تُقدّمه إتش تي سي؟
لنتحدث الآن بواقعية: ما الذي يجب أن يتضمنه هاتف إتش تي سي كي تضمن الشركة أفضل مبيعاتٍ ممكنة؟ أعتقد أنه يوجد شيئان لا يجب أن تتنازل الشركة عنهما في هاتفها الجديد: اعتماد أقوى مواصفات متاحة في السوق، وتضمين الهاتف بتقنية أو فكرةٍ تقنية جديدة (واحدة على الأقل) لم تُطرح سابقًا. عندما تكون بمثل هذه الوضعية وترغب بالاستمرار بالمنافسة، فهذا أقل ما يمكن أن تقوم بتقديمه.
أيضًا، على الشركة التايوانية أن تتخلى قليلًا عن أسعارها المرتفعة، فصعود الشركات الصينية واكتساحها الكبير لسوق الهواتف الذكية بفضل الأسعار المنخفضة والمواصفات العالية ساهم بتغيير المشهد بشكلٍ كبير. يمكننا تفهم أن إتش تي سي تتمسك بأسعارٍ عالية نظرًا للجودة والمتانة العاليتين في هواتفها، ولكنها لم تعد وحدها من يقدم ذلك!
من ناحية أخرى، وبالحديث بشيءٍ من التفصيل، هنالك نقطتان أساسيتان يجب تحسينهما في الهاتف المقبل: أداء البطارية وأداء الكاميرا. لطالما كان أداء البطارية والكاميرا من أكبر الانتقادات الموجهة لإتش تي سي وفي معظم هواتفها. تضمن هاتف One M9 العام الماضي كاميرا بدقة 20 ميغابيكسل لتكون أحد أضخم الكاميرات في السوق، ومع ذلك لم نشاهد الهاتف يصنف ضمن أفضل الهواتف الذكية من حيث جودة الكاميرا، بل تفوقت العديد من كاميرات الهواتف التي تمتلك دقة 12 ميغابيكسل عليه.
فيما يتعلق بالكاميرا تحديدًا، أعتقد أن إتش تي سي قد عملت بشكلٍ جيد على تطويرها، وهو ما شاهدناه في هاتف One A9 الذي تضمن كاميرا بأداءٍ ممتاز، رغم كونه هاتف ينتمي فعليًا لهواتف الفئة المتوسطة. إن استثمرت الشركة نجاح كاميرا One A9 وطورتها بشكلٍ أفضل وعززتها بتقنياتٍ إضافية في هاتف HTC 10، أعتقد أننا سنحصل على هاتفٍ بأداء كاميرا متميز.
ماذا عن البطارية؟ هذه هي النقطة المحيرة. بكل الأحوال، مع وجود معالج Snapdragon 820 الذي تميز بتحسين استهلاك الطاقة بشكلٍ كبير عن سلفه Snapdragon 810، وعبر تضمين بطاريةٍ بسعة لا تقل عن 3000 ميللي آمبير، أعتقد أن أداء الهاتف سيكون جيدًا، وهو أقل ما يمكن تقديمه في 2016 بنظري الشخصي.
الخلاصة: نعرف تقريبًا كل شيء، ولكننا نتمنى مفاجأة!
على الرغم من كمية الأخبار والتسريبات التي ارتبطت بالهاتف المقبل من إتش تي سي، وعلى الرغم من تسريب كل شيء – تقريبًا – فيما يتعلق بمواصفات الهاتف المقبل، إلا أني شخصيًا لازلت أتمنى أن يتضمن الإعلان مفاجأةً ما. مثل تصميم مختلف عن الذي شاهدناه بالتسريبات، تكامل وتوافق مع نظارة الواقع الافتراضي HTC Vive، بطارية بسعةٍ كبيرة، حساس بصمة يعمل بالأمواج فوق الصوتية (الذي تدعمه شريحة Snapdragon 820 من كوالكوم) أو أي شيء آخر قد لا يخطر على البال!
لا يوجد لديّ أي شك بأن الهاتف سيكون متين، عالي الجودة، بمواصفاتٍ قوية ومتقدمة، ولكن المشكلة التي عانت منها إتش تي سي هي بعدم قدرتها على تحديد ما يريده المستخدم بالضبط، ولذلك ذكرت أن أهم ما يجب أن تكون الشركة قد عملت عليه هو البطارية والكاميرا، لأن أداء الهاتف نفسه لم يكن يومًا أحد المشاكل الخاصة بهواتفها، بل كان دومًا أحد أبرز نقاط قوتها.
سيكون لنا يوم غد موعد آخر معكم عند الكشف عن الهاتف، حيث سنعمل على تغطيته ونشر ميزاته وصوره الرسمية فور صدروها. إلى ذلك الوقت، أود طرح السؤال: هل سيكون هاتف HTC 10 أفضل هاتفٍ قامت إتش تي سي بتصنيعه؟ هل سيكون أحد أفضل الهواتف الذكية في 2016؟ وهل سينجح بإعادة الشركة إلى مكانتها كأحد أهم وأكبر مصنعي الهواتف الذكية؟ شاركونا رأيكم ضمن التعليقات.
أحدث التعليقات