أعلنت شركة مايكروسوفت عن شرائها لمنصة تطوير التطبيقات Xamarin في صفقةٍ بلغت قيمتها 400 مليون دولار أمريكيّ، وذلك ضمن مساعي الشركة الأمريكية لتحسين وتطوير نظام ويندوز 10 والتطبيقات التي يدعمها، خصوصًا مع توقع مايكروسوفت بوصول عدد مستخدمي نظام تشغيلها الجديد على مُختلف المِنّصات لأكثر من 1.4 مليار شخص. بنفس الوقت، وبالتوازي مع إعلان الاستحواذ على منصة Xamarin، أعلنت مايكروسوفت أنها ستقوم بإيقاف مشروع أستوريا Project Astoria الذي أطلقته لجعل التّطبيقات الخاصة بنظام الأندرويد مُتوافقة مع نظام تشغيلها.
عبر هذا الخبر، سأحاول استعراض أهمية الإعلان الجديد، سواء بالنسبة لمُستخدمي أنظمة التشغيل المُختلفة أو بالنسبة للمُطوّرين.
نظام ويندوز 10 ومشروع أستوريا
بالعودة للعام الماضي، أعلنت مايكروسوفت عن إطلاقها لمشروع تم تسميته “أستوريا Astoria”. المشروع خاصٌ بالمُطوّرين، وهو يهدف لجعل التّطبيقات المُتاحة على هواتف الأندرويد مُتوافقة مع نظام تشغيل ويندوز 10 الجديد من مايكروسوفت. قامت مايكروسوفت بإطلاق مشروعٍ آخر لجلب تطبيقات iOS إلى ويندوز 10، وقد قامت بتوصيف هذه المشاريع على أنها “جسور” لنقل التطبيقات وجعلها متوافقة مع نظامها الجديد.
لمن لم يفهم سبب هذا الإجراء، علينا أن نتذكر أن مايكروسوفت أطلقت نظام تشغيلها الجديد ليكون مُتوافقًا مع كافة المِنّصات التقنية: سابقًا، كان حاسوبك الشخصيّ يمتلك نظام تشغيل ويندوز 7 وهاتفك الذكيّ يمتلك نظام ويندوز فون (على سبيل المثال). على الرّغم من أن مايكروسوفت هي التي طورت النّظامين، إلا أنهما لا يتمتعان بتوافقيةٍ كاملة أو متجر تطبيقاتٍ مُوّحد.
مع جعل نظام ويندوز 10 متوافقًا مع كافة المنصات التقنية (حاسوب شخصيّ، حاسوب لوحيّ، هاتف ذكي، وحتى أجهزة الإكس بوكس) سيحصل المستخدم على توافقيةٍ أعلى، وإمكانية إدارة حساباته وتطبيقاته وملفاته الشخصية بشكلٍ أسهل وأفضل.
المشكلة الوحيدة هي التطبيقات. نظام ويندوز 10 يتضمن متجر تطبيقات مثله مثل الأندرويد و iOS، إلا أن تأخر إطلاقه يعني أن متجر تطبيقاته سيكون “فقيرًا” بالمُقارنة مع المتاجر الأخرى، مثل متجر بلاي أو App Store الخاص بآبل. من ناحيةٍ أخرى، ومن أجل اختصار الوقت وجلب التطبيقات الكثيرة التي يعتمد عليها المستخدمون، قامت مايكروسوفت بإطلاق مشروع أستوريا من أجل دعم المُطوّرين ونقل تطبيقاتهم إلى متجر ويندوز 10 وحل أي مشكلة بالتوافقية.
وداعًا لأستوريا، وأهلًا بمنصة Xamarin
يبدو أن مشروع أستوريا لم يُكتب له النجاح، وبدلًا من الاستمرار به وتطويره، قررت مايكروسوفت انتهاج سلوكٍ جديد. قامت الشركة بشراء منصة تطوير تطبيقات متكاملة هي منصة Xamarin التي تتيح للمطورين كتابة البرامج الخاصة بالتطبيقات اعتمادًا على عدة لغات وبيئات برمجية.
أحد أهم بيئات البرمجة المتوافقة مع أنظمة ويندوز هي بيئة .NET بالإضافة للغة #C. الميزة التي قدمتها مايكروسوفت بصفقتها الجديدة أن منصة Xamarin تدعم تطوير التطبيقات اعتمادًا على لغة #C (اللغة الأساسية لتطبيقات ويندوز) لتكون متوافقة مع مختلف أنظمة التشغيل، ما يعني أن التطبيق الذي سيتم تطويره ليكون متوافقًا مع نظام ويندوز 10، سيكون متوافقًا أيضًا مع نظام الأندرويد، وهو ما يُقدّم خياراتٍ إضافية للمطورين الذين يُفضلون لغات البرمجة الخاصة بأنظمة ويندوز، ولا يودون استخدام لغات وبيئات برمجية أخرى.
الصور التالية تظهر مثالًا توضيحيًا بسيطًا: كود برمجي مكتوب بلغة #C باستخدام منصة Xamarin لتأدية وظيفة معينة أو تطبيقٍ معين (تطبيق إعدادات الهاتف، قائمة معلومات..الخ) وتوافقه مع أنظمة أندرويد و iOS. (للاطلاع على الكود البرمجيّ ومصدر الصور: اضغط هنا).
بالنسبة لجسور نقل التطبيقات وجعلها متوافقة مع نظام ويندوز 10، فهي لم تتوقف بالنسبة لجلب تطبيقات iOS وجعلها متوافقة مع نظام ويندوز 10، أما بالنسبة لتطبيقات الأندرويد، فإن مايكروسوفت تطلب من المطورين الانضمام للمشروع الجديد المُتمثل بمنصة Xamarin التي استحوذت عليها.
ما الذي سنحصل عليه؟
أصبح مطورو التطبيقات يمتلكون خياراتٍ جديدة الآن. المطورون الذين يفضلون استخدام لغة #C أصبح بإمكانهم الآن تطوير تطبيقاتهم لتكون متوافقة مع مختلفة أنظمة التشغيل، وليس فقط نظام ويندوز. أفكارٌ كثيرة قد يكون رؤيتها محصورًا بنظام ويندوز أصبح بالإمكان مشاهدتها الآن على أنظمة التشغيل الأخرى، مثل الأندرويد.
كخلاصة، ما قامت به مايكروسوفت الآن هو توسيع الخيارات الخاصة بتطوير التطبيقات، وهي لا تريد الاكتفاء بجعل التطبيقات العديدة متوافقة مع نظام ويندوز 10، بل تسعى أيضًا لإتاحة الفرصة لتكون التطبيقات الخاصة بنظام تشغيلها متوافقة مع أنظمة التشغيل الأخرى.
في المستقبل القريب، سيصبح عدد التطبيقات المتوافقة مع مختلف أنظمة التشغيل أكبر. إذا كنت ممن يفضل استخدام نظام ويندوز على حاسبك الشخصيّ ونظام الأندرويد على هاتفك الذكيّ (أنا أحد هؤلاء الأشخاص)، سيُصبح لديك الآن كمية أكبر من التطبيقات التي يمكن أن تشاهدها على هذين النظامين وإمكانية ربطها مع بعضها البعض. إدارتك لشؤونك الشخصية وملفاتك من المفترض أن تصبح أسهل، وأكثر كفاءة وفاعلية.
المصدر
أحدث التعليقات