لماذا يحترق جالكسي نوت 7؟ لماذا احترق للمرة الأولى، ثم للمرة الثانية ما أجبر سامسونج على إلغاء الهاتف نهائيًا فيما يُقال أنه كلفها مبلغًا هائلًا يصل إلى 17 مليار دولار من الخسائر؟
بحسب تقرير نشرته صحيفة The New York Times فإن سامسونج نفسها لم تعرف السبب بعد، إذ يذكر التقرير أن مُهندسي الشركة عادوا إلى التصاميم الأولى للّوحة الإلكترونية الرئيسية للهاتف بهدف العثور على اي خطأ قد يؤدي إلى المشكلة، لكنهم لم يعثروا على السبب حتى الآن.
بالتأكيد هناك سبب يبدو أنه لم يكن واضحًا أو بديهيًا للشركة عندما قامت بسحب الهاتف للمرة الأولى، حيث اعتقدت سامسونج أن المشكلة اقتصرت على البطارية وقامت بتبديلها، لكن ربما كانت هنالك مشكلة ثانية غير البطارية أو مجموعة صغيرة من المشاكل التي اجتمعت معًا وتسببت بهذا الخطأ الفادح.
هناك الكثير من النظريات التي ظهرت حول سبب احتراق الهاتف، منها ما زال يتحدث عن وجود مشكلة تصنيعية حتى في البطاريات الجديدة، ومنها ما يتحدث عن مشكلة في تقنية الشحن السريع، لكن النظرية الأقرب للواقعية حتى الآن هو التحليل الذي نشره موقع PhoneArena والذي اعتمد فيه على وثائق مسربة من هيئة حماية المستهلك الكورية التي حققت بالمشكلة، وكذلك على بعض التقارير الأخرى ذات الوثوقية.
لماذا يحترق جالكسي نوت 7؟
تقول النظرية أن تصميم الهاتف المُتجانس والمُنحني من الجهتين الأمامية والخلفية، والنحافة العالية، والبطارية الكبيرة التي تم إقحامها (عنوةً) في مكانٍ ضيق، هي كلها أشياء اجتمعت معًا لخلق بيئة مُهيّأة للانفجار!
صنعت سامسونج هاتف نوت 7 كي يكون أنحف هاتف من سلسلة نوت حتى الآن، بل أنحف هاتف بقياس 5.7 إنش على الإطلاق، ولإعطائه شكلًا متماثلًا من الأمام والخلف، قامت بثني الزجاج بنفس النسبة من الجهتين، أضف إلى ذلك بأن نسبة انحناء الزجاج في نوت 7 هي أعلى مما كانت عليه في جميع هواتف سامسونج السابقة ذات الشاشات المنحنية.
الصورة التالية تُظهر المقارنة بين مجموعة من أجهزة سامسونج، الخط الأحمر يُمثّل درجة انحناء الشاشة نسبةً للهيكل. انحناء الزجاج الخلفي هو بنفس النسبة أيضًا كي يعطي الهاتف مظهرًا متماثلًا من الجهتين:
الصورة التالية تُظهر فارق السماكة بين Note 5 و Note 7: رغم هذه المساحة الضيقة ما زال على الهاتف أن يوفر المكان الكافي لاستيعاب قلم S Pen بداخله، وبطارية كبيرة الحجم نسبيًا، والعزل الخاص بمقاومة الماء.
ملفات التحقيق التي تم تسريبها من هيئة حماية المستهلك الكورية (عند التحقيق في حوادث الاحتراق الأولى)، تبيّن بأن البطاريات التي صنعتها شركة SDI التابعة لسامسونج كانت أكبر بمقدار شعرة من الفتحة الخاصة باستيعابها. كما أن صفائح العزل التي تفصل بين القطبين السالب والموجب للبطارية كانت قريبة جدًا من حواف الهاتف، ما جعلها عرضةً للإصابة بالضعف أو الانحناء تحت الضغط وهو ما تسبب بقِصَر في البطارية short circuit يؤدي إلى ارتفاع الحرارة فالاحتراق.
إضافةً إلى ذلك فقد عثرت التحقيقات المسربة على مشكلة في تغليف خلايا البطارية، وتحديدًا في شريط العزل وفي تغليف القطب السالب.
هذا يعني أن البطاريات كانت تحتوي بالفعل على مشكلة تصنيعية كما ذكرت سامسونج، لكن هذا ليس السبب الوحيد لاحتراق الهاتف إذ اجتمعت المشكلة التصنيعية مع المكان الضيّق جدًا داخل الهاتف والضغط العالي ما أدى إلى هذه المشكلة. ووفقًا للخبراء فإن كل مشكلة من هذه المشاكل لربّما لم تكن لتؤدي إلى اشتعال الهاتف بمفردها، لكن اجتماعها معًا ضمن الظروف المناسبة أدى إلى هذه النتيجة.
كل ما ذكرناه بالأعلى يُفسّر احتراق البطارية للمرّة الأولى فقط. ما فعلته سامسونج هو أنها بدّلت البطاريات المعطوبة والتي احتوت على مشكلة تصنيعية فعلًا، ببطاريات من المفترض أنها سليمة، وهي كذلك أصغر قليلًا كي لا تضغط على الحواف من الداخل.
الصورة التالية تُظهر مسحًا بالأشعة السينية يعرض الفرق ما بين البطارية القديمة (يسار) والجديدة (يمين). لاحظ كيف يتضح أن بطارية شركة SDI أكبر حجمًا بالفعل من المكان المخصص لها، وكيف تضغط بشدّة على زاوية الهاتف:
إذًا ما الذي تسبب بالاحتراق الثاني للهواتف، حتى تلك التي احتوت على بطارية شركة ATL (السليمة)؟ هذا في الحقيقة ما زال لغزًا، لكن الاحتمال الأول هو أن البطارية الجديدة تحتوي على مشكلة تصنيعية أيضًا، وهذا سيكون أمرًا غريبًا جدًا لو صح. والاحتمال الثاني هو أن الضغط ما زال موجودًا وسببه الانحناء العالي من الجانبين، أي أنها مشكلة في تصميم الهاتف بالدرجة الأولى. ورغم أن صور الأشعة السينية تُظهر أن الوضع أصبح أفضل من حيث عدم تعرّض البطارية للانضغاط على الحافة الجانبية للهاتف لكن ما لا يظهر في الصورة هو الضغط الذي يُسببه الانحناء القادم من الأعلى والأسفل.
من المُرجّح أن الخطأ هو في تصميم الهاتف بالدرجة الأولى وليس في البطارية بحد ذاتها، وربما لو كان لدى سامسونج مزيدًا من الوقت لكانت أعادت تصميم البطارية لتقديم عزل ومقاومة أفضل للضغط لكن سامسونج قدّرت على ما يبدو بأن البطارية السليمة والأصغر قليلًا تكفي لحل المشكلة، ولم يكن لدى الشركة الوقت الكافي لاختبار البطاريات الجديدة مع الهاتف وحاولت التعجيل قدر الإمكان بإعادة طرح الهاتف إلى الأسواق.
هذه طبعًا مجرّد تقديرات لكنها ذات احتمالية عالية، ولا ندري إن كانت سامسونج ستقوم لاحقًا بالنشر العلني لنتائج تحقيقها بالمشكلة.
هل تعتقد بصحّة هذه النظرية؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
المصدر: لماذا يحترق نوت 7؟ هذه هي النظرية الأكثر منطقية حتى الآن
أحدث التعليقات