من المعروف بأن آبل هي من الشركات التي تمارس أقصى درجات السرية المحيطة بتطوير منتجاتها على الإطلاق. ومن المعروف بأن حتى معظم الموظفين يعملون على تطوير أجهزة آيفون دون أن يعرفوا شكلها النهائي إلا بالنسبة لفئة معدودة لا تتعدى مدير الشركة وبعض المهندسين الأساسيين. أحد الأساليب التي تمارسها آبل هي تغطية الجهاز بغلاف خاص يخفي شكله بشكل كامل يمنع أي أحد من رؤية الجهاز حتى أثناء مراحل اختباره الأخيرة.
لكن في عالم الأندرويد فالأمر مختلف، فجميعنا عرفنا تفاصيل تبين أنها دقيقة حول أجهزة HTC و سوني إريكسون وموتورولا الأخيرة، من ضمن التفاصيل صور أظهرت لنا بوضوح أشكال الأجهزة قبل الكشف عنها رسمياً، وليس مواصفاتها فحسب. حتى بالنسبة لسامسونج فأجهزتها تتسرب قبل ظهورها في كثير من الأحيان.
لكن بالنسبة لهاتف Galaxy S III فحتى الآن لم نصل إلى أي حقيقة ملموسة تبدو لنا مؤكدة أو حتى شبه مؤكدة، جميع التسريبات التي ظهرت، تظهر بعدها تسريبات أخرى تقدم أشكالاً مختلفة تماماً وجميعها مزيفة بالطبع على ما يبدو. ومع أن إصدار الجهاز الرسمي قد اقترب، ولابد أن الجهاز قد خرج من أسوار سامسونج وأصبح تحت الاختبار على عدة مشغلات للهاتف النقال في أنحاء مختلفة من العالم إلا أن الجهاز لم يتسرب حتى الآن، فما السر يا ترى وكيف استطاعت سامسونج الحفاظ على سرية الجهاز حتى الآن؟
بحسب موقع ETNews الكوري، فإن سامسونج تطبق على الجهاز وسائل للحماية والسرية شبيهة بتلك التي تطبقها آبل على أجهزة آيفون، أي أنه لا يوجد أي موظف في أي شركة في العالم من الشركات التي تتعاون معها سامسونج في اختبار الجهاز والتحضير لتسويقه يمكن أن يعرف شكل الجهاز الحقيقي المغطى بإحكام، بالإضافة إلى عدد من وسائل الحماية الأخرى التي لا نعرفها.
لماذا كل هذه السرية؟
الجهاز دون شك سيكون المنافس الرئيسي لهاتف آيفون 5 القادم (أم سيحمل إسم الآيفون الجديد؟)، وبالتأكيد لا تريد سامسونج لأي معلومة أن تصل إلى آبل قد تجعل تلك الأخيرة تعدل على تصميم هاتفها القادم أو تضيف إليه ميزة ما مفقودة في الآيفون وموجودة في هاتف سامسونج. قد يعتقد البعض بأن سوق آبل ضخم وزبائنها سيشترون هاتفها الجديد على أية حال، هذا صحيح، لكنه لا يعني بأن آبل لا تعبأ بمنافسة سامسونج ولن تسعى إلى جعل هاتفها أفضل، فهذا واضح من التطورات القانونية الشهيرة بين الشركتين.
هناك أمر آخر هام، سامسونج قد لا تعبأ كثيراً بتسريب يقوم به موظف متحمس للجهاز، بقدر ما تخشى من تسريب متعمد يتم إرساله سرياً إلى آبل دون أن يظهر في الصحافة، إذ يوجد أيضاً حرب تجسس سرية بين الشركات لا نستطيع إنكارها.
لكل هذه الأسباب تفرض سامسونج طوقاً من السرية لا مثيل له حول جهازها القادم. ولن نعرف حقيقته قبل الكشف عليه الذي قد يتم في أية لحظة خلال الأسابيع القليلة القادمة.
أحدث التعليقات