لم يعد خافيًا على أحد الوضع السيء الذي تمر به إتش تي سي، فالشركة التايوانية تعاني من أزمةٍ مالية خانقة، كان آخر مظاهرها هو تحقيق أخفض مدخولٍ لها منذ عقدٍ كامل، عبر مبيعات شهر فبراير/شباط الماضي.
يمكنني الآن ذكر التفاصيل المتعلقة بمدى السوء الذي وصلت إليه الشركة على الصعيد الماليّ، ولكنه سيكون إضاعةً للوقت: الشركة الآن بالحضيض من الناحية المالية، وهذا كل ما يهمنا أن نعرفه. من ناحيةٍ أخرى، تصل العديد من الردود والتعليقات على المقالات والأخبار الخاصة بالشركة، والتي يشير أصحابها إلى انتهاء الشركة كليًا بالنسبة لهم، أو حتى استغرابهم من متابعتنا لها، خصوصًا أخبار الهاتف الجديد HTC 10.
على الرّغم من ذلك، أجد أنه من الهام جدًا أن نتابع الأخبار الخاصة بالهاتف الجديد – على الأقل. الأسباب التي تدفعني لهذا الاعتقاد ترتبط بعدة أمور، وهي تبدأ من الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الشركة.
أولًا، وبمثل هكذا وقتٍ عصيب، تظهر قُوة الشركات من ناحية التّخطيط والإدارة، فاستعادة ثقة المُستخدمين وولائهم، واكتساب حصة سوقية جيدة ليس بالأمر السهل، ويتطلب عملًا وتخطيطًا دقيقين. بهذا الخصوص، أعتقد أنه يجب علينا الاهتمام بأخبار إتش تي سي لأنها وإن تمكّنت من العودة وإنقاذ نفسها، فإن ما ستقوم به سيُمثل خبرة كبيرة نستطيع جميعًا الاستفادة منها.
ثانيًا، ونظرًا لضرورة إيجاد حل جذريّ، فإن هاتف HTC 10 المُقبل يجب ألا يكون هاتفًا عاديًا، وحتى وإن تضمن أقوى المواصفات العتادية المتاحة وأفضل كاميرا وأجمل شاشة، إلا أن هذا لا يكفي: يجب أن يتضمن الهاتف تجديدًا وتطويرًا وإضافة مبتكرة في عالم الهواتف الذكية كي تستطيع الشركة جذب الانتباه وحصد متابعة إعلامية كبيرة، حتى تستطيع تحقيق مبيعاتٍ هامة وجيدة. نظرًا لذلك، فإننا نأمل أن يكون الهاتف تحفةً بما تحمله الكلمة من معنى، ونهتم بأخباره لأنه من المفترض ألا يكون هاتفًا مثل أي هاتفٍ ذكيّ آخر – بغض النظر عن السعر الذي يجب أن يكون مُنافسًا بمواجهة الهواتف الصينية.
ثالثًا، دائمًا ما كانت إتش تي سي صاحبة السبق بطرح ميزاتٍ جديدة في عالم الهواتف الذكية. لنتذكر أن فكرة البطارية القابلة للاستبدال عبر نزع الجزء السفليّ للهاتف طرحتها الشركة لأول مرة عام 2010 عبر هاتف HTC Legend، وطرح أول هاتف ذكيّ يدعم تقنية 4G (هاتف HTC Evo 4G)، كما أنها أول من طرح هاتفًا بهيكلٍ معدنيّ بالكامل Full Metal Body، بالإضافة لتقنية UltraPixel الخاصة بالكاميرا التي تعتمد على تخفيض دقة الكاميرا مقابل توسيع حجم البيكسل الواحد لامتصاص أكبر كمية ضوء ممكنة (ولو أن التقنية لم تقدم الأداء المطلوب منها). لا ننسى بالطبع الميزة الأبرز والأشهر، أي المكبرات الصوتية الأمامية BoomSound Speakers التي أضافت جمالًا تصميمًا مميزًا، بالإضافة لتجربةٍ صوتية فريدة. بأي حال، تاريخ الشركة يقول لنا أنها قادرة على تقديم فكرةٍ جديدة ومميزة بعالم الهواتف الذكية، ما يجعلني أعتقد أنها قادرة على القيام بذلك مع الهاتف المُقبل، وتضمينه بميزةٍ لم نشاهدها من قبل.
رابعًا، هل هنالك حاجة للحديث عن متانة تصنيع هواتف إتش تي سي أو سرعة تحديثها لنسخ الأندرويد الجديدة؟ ربما هذه هي أهم ميزات الشركة التايوانية، والتي اهتمت بتصنيع كافة هواتفها بجودةٍ ومتانةٍ عالية، ما يُعطي المستخدم ثقة بالهاتف الذي يحمله. هذه النقطة يأخذها بعين الاعتبار من يهتم بشراء هاتفٍ ذكيّ يعمل بنظام الأندرويد ويود أن يستخدمه لفترةٍ طويلة بأفضل أداءٍ مُمكن (لم أقل “أقوى” أداء مُمكن، بل أفضل أداء على طول فترة الاستخدام).
أخيرًا، أعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإتش تي سي لإثبات قدراتها وللعودة من بعيد. الأسباب التي تدفعني (وغيري) للاهتمام بالهاتف المقبل واضحة، ولكني أجد أن الهاتف إن لم يكن على قدر التوقعات، وإن أثبتت تجربة استخدامه أنه دون الأداء المرتقب، فيمكن القول وبكل ثقة: وداعًا إتش تي سي.
هل تجدون أنه لا يزال هنالك أسباب تدفع المُستخدمين للاهتمام بهواتف إتش تي سي؟ هل تعتقدون أن الشركة لازالت قادرة على المنافسة وتقديم هواتف قوية، أم أن الشركة قد انتهت وحان وقت بيعها (أو إغلاقها بأسوأ الأحوال)؟ شاركونا رأيكم ضمن التعليقات.
Leave a Comment