رغم أن مسبار Curiosity الذي حط على المريخ قبل أيام وبلغت كلفته مليارات الدولارات قد خطف الأضواء مؤخراً، إلا أنه ليس مشروع ناسا الوحيد. إذ إن وكالة الفضاء الأمريكية تفكر أيضاً بحلول أخرى أقل تكلفة لاستكشاف الفضاء بحيث تكون قادرة على أداء مهام معينة بتكاليف بسيطة. أحد هذه الحلول التي تختبرها ناسا الآن هي فكرة ما يُعرف بالأقمار الصناعية المُصغّرة miniature satellites أو ما تعرف أيضاً باسم PhoneSat.
وتقوم فكرة هذه الأقمار الصناعية على استخدام الأجهزة الالكترونية المتوفرة لجميع المستهلكين، ومن ضمنها الهواتف الذكية، في تشغيل هذه الأقمار الصناعية. وقد قامت ناسا ببناء طرازين من الأقمار الصناعية المصغّرة سيتم إطلاقهما في أوقات مختلفة. الطراز الأول PhoneSat 1.0 محدود الإمكانيات والهدف منه هو فقط اختبار قدرته على تنفيذ مهمته القصيرة في الفضاء دون مشاكل. وسيتضمن هذا القمر الصناعي هاتف Nexus One لتشغيله بالإضافة إلى بطاريات خارجية وهوائياً خارجياً لموجات الراديو ودارة مراقبة تقوم بمراقبة النظام وإعادة تشغيل الهاتف عند الضرورة. في حال نجاح التجربة الأولى، ستطلق ناسا الطراز الثاني PhoneSat 2.0 الذي يتم تشغيله عن طريق هاتف أحدث وهو Nexus S كما يتضمن راديو بموجة S-band ذات اتجاهين، وألواح شمسية، ومُستقبل GPS. ويستخدم الراديو لإعطاء الأوامر للقمر الصناعي من الأرض، بينما ستمكنه الألواح الشمسية من تنفيذ المهام ذات المدة الأطول كما يتضمن عجلات تحفيزية للتحكم باتجاه تحركه في الفضاء.
ومن المفترض أن يتم إطلاق الوحدتين PhoneSat 1.0 و PhoneSat 2.0 قبل نهاية العام الحالي. وسيتم إطلاق كل وحدة بشكل مكعب مساحته 10×10 سنتيمتر فقط وسيحمله صاروخ من نوع Antares إلى مدار منخفض.
ويُذكر بأن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها ناسا عن نيتها استخدام هواتف أندرويد في مهام لاستكشاف الفضاء، إذ أجرت سابقاً عدة اختبارات. حيث أطلقت في تموز/يوليو 2010 هاتفي Nexus One مثبتين على صاروخين بهدف اختبار قدرتها على التعامل مع السرعة والارتفاع العاليين. وحينها تحطم أحد الصاروخين وتسبب بتدمير الهاتف، بينما انطلق الصاروخ الثاني ثم عاد وحط على الأرض بنجاح كبير ودون أية أضرار تذكر في الهاتف.
وتهدف ناسا من وراء هذه الاختبارات إلى إطلاق الأقمار الصناعية الأقل من حيث التكلفة والأسهل من حيث البناء. حيث يكلف كل قمر صناعي من نوع PhoneSat حوالي 3500 دولار فقط لبنائه، إذ أن جميع القطع المستخدمة فيه هي من الأدوات المتوفرة في الأسواق لجميع المستخدمين التي تم استخدامها دون أية تعديلات ودون تطوير أية تقنيات خاصة جديدة. التعديلات الموجودة هي فقط عبارة برمجيات أندرويد تم تطويرها خصيصاً للمساهمة في جمع المعلومات من الحساسات المختلفة الموجودة في الهاتف أو في الأجهزة الملحقة به وإرسالها إلى الأرض.
وتخطط ناسا لاستخدام الأقمار الصناعية المصغرة في مهام مستقبلية تتضمن استكشاف القمر، ومراقبة الأرض، واستكشاف تقنيات جديدة واختبار معدات جديدة للتحليق في الفضاء وكل ذلك بتكاليف بسيطة.
لا شك أن هواتفنا الذكية التي نستخدمها اليوم أصبحت متطورة بشكل قد لا يقدّره معظمنا حق قدره، فهي تحتوي على عدة أنواع من أجهزة الاستشعار ذات الدقة العالية أضف إلى ذلك طبيعة أندرويد المرنة مفتوحة المصدر التي تسمح للعلماء بتوسيع قدراته بحسب الحاجة، كل ذلك يجعل من الفكرة قابلة للتنفيذ بالفعل وستساعد ناسا في تأدية مجموعة معينة من المهام بتكاليف لا تُذكر.
أحدث التعليقات