كشفت دراسة نشرتها شركة Localytics حول مبيعات هاتف Samsung Galaxy S III عن أرقام قد تبدو مُفاجئة للكثيرين، وربما لآبل نفسها. حيث أشارت الأرقام إلى أن مبيعات سامسونج من هاتف S III ارتفعت بنسبة 16% خلال الأسبوع الذي حكمت فيه المحكمة الأمريكية ضد سامسونج وفرضت عليها دفع غرامة تفوق المليار دولار لشركة آبل.
الرقم الآخر المثير للاهتمام والذي كشفت عنه الدراسة هو أن مبيعات إس 3 قفزت إلى 15% خلال الأسبوع الذي طرحت فيه آبل هاتف آيفون 5! وهاتين النسبتين تشكلان أعلى ارتفاع في مبيعات إس 3 منذ إطلاقه.
لا شك بأن هذا السيناريو خالف أسوأ توقعات آبل، التي يمكن أن نتخيل بأنها رسمت السيناريو التالي: في البداية تتلقى سامسونج ضربة موجعة في المحكمة لا تتمثل بالمليار دولار فقط، بل الأهم ستساعد القضية على الإساءة لسمعة سامسونج كشركة تُقلد أجهزة آبل. ثم بعد ذلك يأتي طرح آيفون 5 فتكون ضربة موجعة أخرى لسامسونج. هذا السيناريو الذي كانت تتوقعه آبل لكن يبدو بأن المستخدمين كان لديهم رأي آخر.
أما سر القفزة التي حققتها مبيعات هاتف سامسونج خلال نفس أسبوع خسارتها أمام آبل فهو سر غريب جداً. الدراسة تتوقع بأن المحكمة ساهمت بعمل دعاية غير مباشرة لسامسونج، وذلك لأن جميع المواقع على شبكة الانترنت بدأت الحديث عن القضية وبدأت بعمل المقارنات بين جالاكسي إس 3، وآيفون 4 إس وهذه المقارنات كانت إيجابية غالباً لصالح سامسونج.
لكن ما سر القفزة الثانية في المبيعات التي تلت الكشف عن آيفون 5 مباشرةً؟ لاحظ بأن الأسبوع الذي سبق طرح الآيفون 5 لم يشهد مبيعات تُذكر للإس 3، بمعنى أن الترقب لدى المستخدمين كان في أقصى درجاته، ثم قفزت المبيعات من 0 إلى 15% بعد الكشف عن الآيفون الذي على ما يبدو خيب آمال الكثيرين ممن كانوا بانتظاره. وربما ساهمت فضيحة خرائط آبل بنسبة لا بأس من اتجاه المستخدمين إلى هاتف سامسونج، وربما أيضاً ساهم إعلان سامسونج الذي استهدف الآيفون بسخرية في أسبوع إطلاقه، والمقارنة التي نشرتها سامسونج بين الجهازين في إقناع الكثيرين بهاتف Galaxy S III.
مهما كانت الأسباب والتبريرات، أعتقد بأن آبل قد اكتسبت عبرة هامة من الرسم البياني أعلاه، تتلخص بأنه ليس من السهل أبداً أن تنافس العملاق الكوري!
أحدث التعليقات