تستخدم الشركات المُصنّعة للهواتف الذكية أنواعًا مختلفة من الزجاج لتشكيل الطبقة العليا من شاشات الهواتف لحمايتها من الخدش والكسر. قد يكون أشهر أنواع الزجاج المستخدم حاليًا هو Gorilla Glass والذي تستخدمه معظم الشركات ومنها سامسونج وإتش تي سي، ويوجد كذلك Dragontrail الذي تستخدمه شركة سوني. بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى الأقل من حيث الشهرة والجودة.
زجاج Gorilla وصل حاليًا إلى الجيل الثالث منه والذي تقول شركة Corning المصنّعة بأنه يمنح شاشات الهواتف أقصى درجات الحماية من الخدش والصدمات. لكن هذا النوع من الزجاج أو الأنواع المشابهة له قد لا تكون هي الأفضل على الإطلاق، حيث بدأ الحديث بالظهور حول زجاج الياقوت Sapphire كبديل جديد أكثر قوةً وقساوة.
الياقوت هو ثاني أقسى مادة على وجه الكرة الأرضية بعد الماس. وبحسب تقرير أخير نشره معهد MIT ستكون شاشات الهواتف الذكية المصنوعة من الياقوت غير قابلة للكسر عند إسقاطها، وغير قابلة للخدش عند احتكاكها بالمفاتيح داخل الجيبة عند المشي، خاصة أنه أقوى بثلاث مرات من أنواع الزجاج المستخدم حاليًا. ويقول التقرير بأن بعض مصنّعي الهواتف والحواسب اللوحية سيبدأون بدراسة استخدام هذه التقنية وقد يصدرون بعض الهواتف التي تحمل شاشات مصنوعة من زجاج الياقوت خلال العام 2013.
ويُذكر بأن استخدام الياقوت المُصنّع ليس بالجديد، حيث يتم استخدامه في صناعة الساعات وفي تصفيح بعض المركبات العسكرية، كما أن آبل استخدمته لحماية عدسة الكاميرا الخاصة بهاتف آيفون 5. ويتم إنتاج الياقوت المُصنّع عبر تذويب أوكسيد الألمنيوم، وهو المركب الذي يتبلور إلى الياقوت في الطبيعة، ثم تركه حتى يبرد ومن ثم قطعه باستخدام سلك حاد مغلف بالماس.
لكن إحدى عقبات استخدام هذه التقنية تكمن في السعر. حيث تكلف صناعة شاشة لهاتف ذكي حاليًا حوالي 30 دولار أمريكي، في مقابل 3 دولار فقط للشاشات المصنوعة من “غوريلا غلاس”، ومالم يتم التوصل إلى إنتاجه بتكاليف أقل فمن الصعب تخيل استخدامه خلال فترة قريبة.
شركة Corning ليست من المتحمسين لزجاج الياقوت بالطبع كونه المنافس الرئيسي لمنتجاتها. وأصدرت الشركة قبل فترة تصريحًا قالت فيه بأن زجاج الياقوت ليس بالقوة التي قد نتخيلها، وقالت بأنها أجرت عليه بعض الاختبارات التي أثبتت هذا الكلام، لكنها لم تنشر نتائج اختباراتها ولا المعايير التي اعتمدت عليها في المقارنة. وقالت أنه وفي حين صلاحية استخدام الياقوت في السطوح الصغيرة كاستخدامه في صناعة زجاج الساعات أو حماية عدسات الكاميرات، إلا أنه ليس بهذه القوة لدى صناعته بأحجام أكبر لحماية شاشات الهواتف والحواسب اللوحية.
وقال “دانيال كولينز” المتحدث باسم الشركة بأن شركته ليست قلقة كثيرًا بشأن الياقوت، وأضاف بأنه توجد الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتكلفة وحجم الإنتاج يجب الإجابة عليها قبل أن يتم النظر إلى الياقوت بشكل جدي على أنه يصلح للاستخدام التجاري على نطاق واسع. كما أن Gorilla Glass قابل للتصنيع وفق تصاميم منحنية وبأشكال عدة دون أن يفقد قوته، وتساءل عن مدى إمكانية الوصول إلى نفس الإمكانيات بالنسبة للياقوت المُصنّع.
لكن أحد الحلول التي تسعى إليها الشركات ومنها شركة GT Advanced Technologies الأمريكية هي صناعة طبقة رقيقة جدًا من الياقوت بسماكة شعرة الإنسان وبتكاليف أقل، كما تعمل شركات أخرى من روسيا وكوريا الجنوبية على تقنيات مماثلة، دون توضيح إن كانت مثل هذه التقنية تسمح بإنتاج طبقات مرنة من الياقوت يمكن استخدامها في صناعة هواتف ذات شاشات مرنة، وهو توجه بدأت بعض الشركات باختباره مثل سامسونج وإل جي.
على جميع الأحوال يبدو بأن الياقوت هو مستقبل شاشات الهواتف والحواسب اللوحية خلال الأعوام القليلة القادمة، لكن هذا لا يمنع بالطبع أن تتطور صناعة أنواع الزجاج الأخرى لتقديم المزيد من القساوة والقوة، لكن يصعب الحكم حاليًا على أي من التقنيتين هي الأفضل دون أن تتوفر شاشات الياقوت فعليًا في الاسواق كي نتمكن من إجراء مقارنة عملية.
أحدث التعليقات