لا شك أن الحاسب اللوحي الشهير Nexus 7 بإصداره الأول كان حجر الأساس الذي وضعته غوغل ضمن اهتماماتها وكان أول الحواسب اللوحية التي أنتجتها الشركة ضمن سلسلة نيكسوس، كما أنه كان الأفضل والأنسب حينها لكل من يبحث عن لوحي بقياس 7 إنش، وهو القياس العملي والمفيد والذي يمكن استخدامه بيدٍ واحدة.
إن النجاح الذي حققه أول حاسب لوحي من غوغل بالتعاون مع أسوس جعل موضوع إنتاج جيل ثاني منه فكرة لا بد منها، حيث أعلنت غوغل عن الجيل الثاني الذي حافظ على اسمه (Nexus 7) بالإضافة إلى تاريخ العام الذي كشفت به عن الحاسب، وهو عامنا الحالي 2013، وذلك بتاريخ 24 تموز/يوليو الماضي. النسخة التي أكتب عنها المراجعة هنا هي نسخة 16 غيغابايت واي فاي فقط.
الحاسب اللوحي new Nexus 7 هو أحدث لوحي من سلسلة Nexus التي تقدم تجربة أندرويد الصافية ونسخته الأخيرة 4.3، وطرحته غوغل بالتعاون مع شركة أسوس كما فعلت مع الجيل الأول منه، ويقدم الحاسب اللوحي مواصفات منافسة في السوق حاليًا. فالمعالج رباعي النواة من نوع Qualcomm Snapdragon S4 Pro بتردد 1.5 غيغاهرتز، وهو نفس معالج هاتف Nexus 4 القوي، إضافةً إلى 2 غيغابايت من ذاكرة RAM، وبالتالي ستحصل على أداء متفوق وعالٍ.
في مراجعتي هذه سأركز في معظم الأمور على النقلة النوعية التي ستلاحظها عند انتقالك من استخدام Nexus 7 الأول إلى Nexus 7 2013. كما سأتحدث عن ما يهم المستخدم غالبًا، وهي تجربة الاستخدام والانطباع العام الذي سيحصل عليه المستخدم في حال قام بتجربة الجهاز، مع معلومات عامة عن أداء الجهاز ومواصفاته العتادية.
علبة Nexus 7 2013
لا اختلاف كبير ما بين علبة الجيل الأول والثاني، إلا أن جودة تصنيع الأولى ذات اللون الأسود تبدو أفضل وأفخم؛ ربما لاختلاف اللون، حيث تأتي علبة الجيل الجديد باللون الأزرق وأنحف قليلًا من العلبة السابقة؛ ربما هي إشارة إلى أن الجهاز بشكلٍ عام أصبح أنحف من السابق، وبعد فتح العلبة ستجد بداخلها الجهاز مغلفًا بالنايلون الشفاف الخاص به، وعند رفعه ستجد غطاء صغير يوجد أسفله دليل الاستخدام السريع وأوراق تتحدث عن كيفية تشغيل الجهاز بأسفلها توجد وصلة USB وفي الأعلى محوّل الشحن. ويبدو لي أن أسلوب تصميم هذا الغطاء أفضل من الجيل السابق، والذي يحتوي على علبة داخل علبة تزيد من صعوبة إعادة الأغراض إلى مكانها في حال أردت ذلك. هذا كل ما هو موجود داخل العلبة، ولن تجد سماعات للأذن أو شيئًا من هذا القبيل.
شكل Nexus 7 2013
في حال كنت مستخدمًا للجيل الأول من الحاسب اللوحي، فبالتأكيد أنت معتاد على شكله، وقد تتوقع أن الجيل الثاني منه لن يجلب لك هذا الفرق الكبير، ولكن للوهلة الأولى عند الإمساك بالجهاز، ستجد أنك أمام تصميم مختلف كليًا، وسيختلف عليك أسلوب الإمساك بالجهاز أيضًا، حيث يأتي الجهاز هنا بلونٍ أسود من جميع جوانبه، وليس كما كان الجيل الأول محاطًا بإطار باللون الفضي، وبالتالي ستشعر بالاختلاف حتمًا، كما أن طريقة إمساك اللوحي ستختلف، نظرًا للأبعاد الجديدة التي جاء بها، فهو أقل عرضًا (114 ملم بدل 120 ملم) من سابقه وأطول قليلًا (200 ملم بدل 198.5 ملم) وأقل سماكةً (8.7 ملم بدل 10.5 ملم) بالإضافة إلى وزن أخف (290 غرام بدل 340 غرام).
ستجد الواجهة الأمامية مختلفة عن سابقتها، فالكاميرا لم تعد بالوسط، وإنما تم إزاحتها إلى الجانب الأيمن للواجهة وفي أعلاها مستشعر الإضاءة، كما ستجد في المنتصف وأسفل الشاشة -بعد التركيز- نقطة يصعب رؤيتها، وهي ضوء التنبيهات الجميل والذي يُضيئ باللون الأبيض عندما تكون الشاشة مقفلة ويصل تنبيه ما، وضوء الـ LED هذا لم يكن موجودًا في الجيل السابق.
وفي الجانب الأيمن للجهاز، ستجد الأزرار الخاصة بتشغيله والتحكم بالصوت في نفس المكان الذي عهدناه سابقًا، وهذا ما لم يعجبني مجددًا، فمنذ الإصدار السابق وأنا أعتقد أنه لو تم وضع زر التشغيل في الطرف وزري التحكم بالصوت في طرفٍ آخر لكان أفضل، لأنك مثلًا إن احتجت لالتقاط صورة للشاشة باستخدام زر التشغيل وزر خفض الصوت، فستجد الأمر مربكًا بعض الشيء. على أي حال، أسفل هذه الأزرار ستجد ثقب صغير وهو المايكروفون المخصص لالتقاط الأصوات، إلا أنه وحيد هذه المرة، بينما كان الجيل السابق يحتوى على اثنين منه، أعلى وعلى جانب الجهاز الأيسر.
من الجانب السفلي لن تجد الآن إلا منفذ microUSB الخاص بتوصيل اللوحي مع الكمبيوتر ولشحنه أيضًا وعلى جانبيه من الجهة الخلفية مكبر الصوت الأول، كما يوجد المكبر الثاني في الأعلى، وهنا أصبح الصوت ستيريو وأفضل من سابقه بكثير، كما ستلاحظ انتقال منفذ سماعات الأذن للجانب العلوي بدلًا من وجوده في الأسفل، وهو أمرٌ مرحب به بالنسبة لي، فقد كان وجوده في الأسفل مزعجًا بعض الشيء. كما أنك ستلاحظ غياب الجزء المخصص للشحن عن طريق قاعدة الارتكاز، والذي كان موجودًا على جانب الجيل السابق، فهو لم يعد موجودًا هنا، وتم استبداله بإدخال إمكانية الشحن اللاسلكي، والتي لا تُظهر أي قطع أو منافذ مرئية بالعين.
ملمس الحاسب اللوحي هنا مريح وإمساكه بيد واحدة أصبح أسهل، وعلى الرغم من أنه مصنوع من البلاستيك، إلا أنه يختلف عن سابقه، فالجهة الخلفية أصبحت ملساء اللون ويتوسطها كلمة Nexus بشكلٍ طولي وفي الأسفل كلمة ASUS، على عكس الجهة الخلفية للجيل الأول والتي كانت تُظهر للناظر بأن بها ثقوب كثيرة، والجديد أكثر في هذا الجهاز هو وجود كاميرا خلفية، والتي سنتحدث عنها بعد قليل، إلا أنها توجد في الزاوية العلوية القريبة من منفذ سماعات الأذن.
شاشة Nexus 7 2013
هنا الحديث يطُول، فعند تشغيل الجهاز للمرة الأولى وفي حال كنت مستخدمًا للنسخة السابقة، ستلاحظ كما لو أنك قمت بزيارة طبيب العيون ووضع لك نظارة تساعد في توضيح الرؤية، فالدقة التي تُقدمها هذه الشاشة أصبحت 1920×1200 بيكسل، مما زاد من كثافة البيكسل والذي ساعد بدوره على توضيح الرؤية وخاصةً أثناء القراءة. كما ستجد أن ألوان الصور نفسها أصبحت أوضح وأدق وتُظهر التفاصيل بشكلٍ كامل، لا أدري إن كانت شاشة الجيل الأول لدي قد نقص عمرها، إلا أنني لاحظت فرقًا واضحًا من حيث جودة الألوان.
حساسية اللمس لم ألاحظ بها أي اختلافٍ واضح، كما أنني لم أواجه مشكلة في اللمس المتعدد كما أفادت تقارير عديدة سابقًا، وربما لأنني حصلت على تحديثين فور تشغيلي للجهاز، وقد يكون أحدهما يختص بحل المشكلة، كما أن شاشة من نوع IPS LCD تزيد من جمالية الصور وتقديمها بشكلها الحقيقي، وتتميز الشاشة أنها أكثر دقة من حيث عرض الألوان مقارنةً بشاشات Super AMOLED في أجهزة سامسونج والتي تُحرّف الألوان عن دقتها الأصلية رغم الإشباع اللوني الخاص بها، وبالتالي قد يجد البعض أن ألوان شاشة Nexus 7 2013 أكثر برودة، إلا أنها الأصح والأقرب للواقع.
أداء Nexus 7 2013
يحمل الجهاز معالج Qualcomm Snapdragon S4 Pro بتردد 1.5 غيغاهرتز، مع المعالج الرسومي Adreno 320، أضف إلى هذا 2 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي RAM ولك أن تتخيل الأداء السلس والرائع، فالمعالج يُعتبر من المعالجات المتميزة حتى الآن رغم وجود أنواع أفضل، والذاكرة كبيرة وكافية للاحتفاظ بالكثير من التطبيقات المفتوحة، ونسخة أندرويد 4.3 (جيلي بين) التي تتميز بالسلاسة والنعومة الفائقة، وهذه المواصفات العتادية هي نفس المواصفات التي يتمتع بها هاتف Nexus 4 من غوغل و LG.
مهما حاولت إرهاق الجهاز بفتح الألعاب والتطبيقات واستخدام تعدد المهام بكثافة، ستجد أن السرعة والسلاسة لم تتأثر، فالأداء الفعلي والاستخدام الحقيقي للجهاز رائع، ويتفوق بمراحل عن الجيل السابق الذي يعمل بمعالج NVIDIA Tegra 3 بتردد 1.2 غيغاهرتز، ويملك ذاكرة عشوائية 1 غيغابايت.
النقطة الوحيدة التي قد تُحسب لصالح الجيل الأول هي الألعاب المخصصة لمعالجات Tegra، فإن كنت من مدمني الألعاب والمؤثرات البصرية، فإن بعض الألعاب المخصصة لمعالجات إنفيديا تمتلك مؤثرات بصرية خاصة بتلك المعالجات، وبالتالي لن تحصل عليها حتى وإن كان معالجك أفضل من معالج إنفيديا، إلا أن بعض الشركات عملت على تطوير ألعابها لتظهر هذه المؤثرات على معالجات ليست تابعة لسلسة Tegra.
نظام تشغيل Nexus 7 2013
كما يعلم الجميع، فإن سلسلة نيكسوس تعتمد على نسخة أندرويد الصافية، ودائمًا تحصل على آخر التحديثات بوقتٍ قياسي، وبالتالي فإن الجهاز يعمل بنسخة أندرويد 4.3 (جيلي بين)، وهي نفس النسخة الموجودة على الجيل الأول، إلا أنها تختلف ببعض الأشياء، مثل وجود تطبيق خاص للكاميرا كون الجهاز يملك كاميرا خلفية، بالإضافة إلى سلاسة عالية في الأداء. ولن تلاحظ فروقات كبيرة بين الجيل الجديد والسابق، لأن مواصفات الجيل الأول ليست ضعيفة أيضًا، وبالتالي فهي تقدم تجربة استخدام جيدة لنسخة أندرويد، إلا أنه في حال ضغطت الجهاز وأرهقته بالتطبيقات والألعاب، فإن نموذج هذا العام سيتلغب على سابقه بالتأكيد.
لاحظت موضوعًا غريبًا بعض الشيء، وهو أن مساحة التخزين التي يقدمها الجهاز أقل بحوالي 1 غيغابايت من تلك التي يقدمها الجيل الأول، فهو يقدم لك 12.2 غيغابايت للاستخدام، بينما يقدم السابق حولي 13.3 غيغابايت، مع العلم أن كلا النسختين 16 غيغابايت، ولكن أُرجح أن وجود الكاميرا وتطبيقاتها مع بعض التغييرات التي يتطلبها المعالج الجديد قد تُقلل من مساحة الاستخدام الفعلية، ولهذا حصل الفرق.
كاميرتي Nexus 7 2013
لست من محترفي التصوير، إلا أنني أهوى ذلك، وأحب التصوير والبحث عن الكاميرا الأفضل، ورغم سعادتي بوجود كاميرا خلفية في الجيل الجديد من الحاسب اللوحي، إلا أنني لم أجدها جيدة بما فيه الكفاية، فهي كاميرا متواضعة بدقة 5 ميغابيكسل، ورغم حداثة إنتاج الحاسب، إلا أنني أجد أن كاميرا هاتف Nexus S الذي أملكه ذات جودة أعلى وهي بدقة 5 ميغابيكسل والهاتف يعود لعام 2010.
تتميز الكاميرا بالقدرة على التركيز بشكلٍ آلي، كما يمكنك الضغط على المكان الذي تريد التركيز عليه لتقوم هي بذلك، بالإضافة إلى أن سرعة الالتقاط بها ليست سيئة وستجلب لك إمكانية التصوير بتقنية Photo Sphere، ويغلب عليها البساطة وأعتقد أنها مناسبة للحواسب اللوحية، إلا أنها لو كانت بهاتف محمول لم تكن لتعجبني.
الكاميرا الأمامية لا جديد فيها على ما أعتقد، فهي بنفس الدقة والجودة الموجودة في الجيل السابق، 1.2 ميغابيكسل، كما أن ناحية تصوير الفيديو أفضل من الجيل السابق، فكاميرا الجهاز قادرة على التصوير بدقة 1080p، وبالتالي ستحصل على محادثات فيديو بجودة عالية أكثر من السابق.
بطارية Nexus 7 2013
حتى الآن لم أقم بتجربة اللوحي الجديد بما فيه الكفاية، إلا أن سعة البطارية بشكل عام هي 3950 ميلي أمبير، وقد وعدت غوغل بمدة عمل 9 ساعات أثناء تشغيل فيديو HD، وبـ 10 ساعات عمل أثناء تصفح الإنترنت و 300 ساعة أثناء وضعية الانتظار، إلا أن بطارية الجيل السابق كانت سعتها أعلى بمقدارٍ بسيط (4325 ميلي أمبير)، ولكني آمل خيرًا في بطارية اللوحي الجديد، كوني واجهت أنا وغيري سابقًا مشكلة مع بطارية الجيل السابق والتي لا تزال موجودة حتى الآن رغم تبديل الجهاز، إلا أنها أصبحت نادرة الحدوث ولم أشاهدها منذ أشهر.
بشكلٍ عام، أعتقد أن البطارية جيدة ومناسبة لحاسب لوحي، فمعظم الاستخدام سيكون داخل المنزل، وبالتالي سيكون بإمكانك شحن الجهاز كلما أردت ذلك، وسأقوم بتجربة البطارية بشكلٍ أكبر خلال الأيام القادمة.
هل يستحق Nexus 7 2013 الشراء؟
مثل هذا السؤال دائمًا ما يكون جوابه نسبيًا، إلا أنه في حال كنت من محبي الحواسب اللوحية كما لا تحب الأجهزة كبيرة الحجم، فإن حاسب مثل هذا بقياس 7 إنش وبهذه المواصفات العالية لن يكون خيارًا سيئًا على الإطلاق، وخاصةً في حال كنت ممن يقرأون على الأجهزة اللوحية بشكلٍ مستمر، فإن دقة الشاشة العالية ستُقدم لك راحة وجودة عالية جدًا.
إضافة إلى ذلك، فإن اللوحي لا يزال جديدًا، ومواصفاته ستسمح له باستقبال تحديثات كثيرة من غوغل، وكون غوغل على وشك الكشف عن نسخة أندرويد 4.4 (كيت كات)، فإن أول الأجهزة التي ستحصل عليها ستكون هاتف Nexus 5 الذي سيُكشف عنه حينها، وهذا اللوحي الجديد، وهذا ما دفعني لاتخاذ قرار الشراء، إضافةً إلى المواصفات التي لا يُستهان بها.
هذه كانت مراجعتي للجيل الثاني من الحاسب اللوحي Nexus 7، على أمل أن تساعدكم في معرفة ما كنتم ترغبون بمعرفته، كما أُرحب بأسئلتكم ضمن التعليقات.
أحدث التعليقات