بعد انتظار طويل، بدأ حاسب غوغل اللوحي الأخير Nexus 9 بالوصول لمُستخدميه الذين قاموا بطلبه مُسبقًا عندما أعلنت غوغل عنه الشهر الماضي. كما أصبح متوفرًا الآن للشراء المُباشر من خلال عدة مواقع إلكترونية وسيتوفر قريبًا على رفوف المتاجر حول العالم.
الجهاز مُثير للاهتمام لعدّة أسباب، منها أنه أوّل عودة لـ HTC إلى سوق الحواسب اللوحية منذ سنوات، لكن هذه العودة جاءت بالتعاون مع غوغل وبعد النجاح الذي حققته أجهزة HTC One عالية الجودة والفخامة. وكذلك لأنه أول جهاز يصل الأسواق بنسخة أندرويد 5.0 (المصّاصة) الأخيرة، ولأنه كذلك يحمل مجموعة من أقوى المواصفات مثل الشاشة عالية الدقة ومعالج NVIDIA Tegra K1.
نسختنا من الجهاز وصلت أمس، ولأن فترة يوم أو يومين ليست كافية لإطلاق حكم دقيق على أي جهاز، قررنا تقديم هذه المُراجعة الأوّلية التي سنذكر فيها انطباعاتنا الأولى والسريعة عن الجهاز، وذلك بالنسبة لمُتابعينا المتلهّفين لمعرفة المزيد عنه، على أن نُقدّم مُراجعة ثانية أكثر تفصيلًا مُرفقة بمراجعة فيديو بعد عدة أيام.
الصندوق والانطباع الأولى
لا يختلف الصندوق كثيرًا عن صناديق أجهزة Nexus السابقة من غوغل، فهو يحمل نفس لمسة التصميم العامة ونفس الحجم الصغير نسبيًا، مع وجود الرقم 9 محفورًا بشكل مميز على جهته الأمامية. داخل الصندوق وإلى جانب الحاسب اللوحي يوجد دليل الاستخدام المُعتاد وسلك USB ومحوّل الكهرباء.
النسخة التي جربناها من الجهاز هي النسخة بيضاء اللون، وعلى عكس ما تم ذكره في بعض مُراجعات النسخة السوداء بأن الجهة الخلفية منها هي مغناطيس للبصمات، لم نُلاحظ هذا في النسخة البيضاء وهذا أمر جيد، رغم قابليتها كذلك لانطباع البصمات لكنها أقل وضوحًا بشكل كبير.
لدى إخراج الجهاز من العلبة للمرة الأولى تتضح لك جودته، الجهة الخلفية (في النسخة البيضاء على الأقل) تُعطيك انطباعًا للوهلة الأولى ولدى النظر إليها بأنها قد تكون مصنوعة من الألمنيوم رغم أنها من البلاستيك. حتى ملمسها يُعطيك نوعًا ما شعورًا بالملمس المعدني فهي ناعمة وذات ملمس يُشبه ملمس المعدن المصقول المُستخدم في بعض الأجهزة المعدنية. لكنها لحُسن الحظ لا تحمل قابلية انزلاق كتلك التي يملكها المعدن. وإن كنتُ أتمنى ملمسًا أخشن قليلًا حتى لو كان الملمس الخشن يُعطي انطباعًا بجودة أقل. لكن على أية حال فالجهاز سهل الإمساك بفضل وزنه الخفيف نسبيًا.
يُحيط بالجهاز إطار من الألمنيوم المصقول يُعطيه مظهرًا أنيقًا وقويًا لا شك فيه، لكن أزرار التحكم بالصوت وتشغيل الجهاز غائرة نوعًا ما داخل الطرف المعدني الأيمن مما يجعللك تتمنى لو كانت أكثر بروزًا كي يُصبح الضغط عليها أسهل قليلًا. لكنك لحسن الحظ لن تحتاج الضغط عليها كثيرًا خاصة أنه يُمكنك إيقاظ الشاشة بنقرة مزدوجة عليها ولا داعي للضغط على زر التشغيل في كل مرة.
(المصّاصة) والتشغيل الأول
بمجرّد تشغيل الجهاز ستُبهرك نسخة أندرويد 5.0 (المصّاصة) بدءًا من شاشة الإعداد الجديدة كليًا والرائعة. حيث لا تتميز بتصميم جديد وأكثر جاذبية فقط، بل بأسلوب إعداد أكثر سهولة من السابق. من أكثر ما لفت نظري هو خيار جديد ضمن صفحة الإعداد الأولى يُتيح لك اختيار التطبيقات التي تُريد تثبيتها على جهازك الجديد، بناءً على التطبيقات الموجودة في هاتفك أو حاسبك اللوحي الآخر. في السابق كان أندرويد يقوم تلقائيًا عند إعداد جهاز جديد بتحميل جميع تطبيقاتك وتثبيتها من متجر غوغل بلاي دون استثناء، بما في ذلك تطبيقات لا ترغب بوجودها على حاسبك.
الآن أصبحت هناك شاشة جديدة تسألك ما هو الجهاز الآخر الذي تريد استيراد التطبيقات منه (في حال كان لديك أكثر من جهاز)، باختيار الجهاز وليكن هاتفك مثلا، تظهر لديك قائمة بالتطبيقات المُثبتة في هاتفك، ويكفي اختيار التطبيقات التي تريدها في الحاسب اللوحي وسيتم تثبيتها تلقائيًا بمجرد الانتهاء من شاشة الإعدادات.
الشاشة
الشاشة بقياس 8.9 إنش ودقة 2048×1536 بيكسل. هذا يعني أنها بكثافة 281 بيكسل في الإنش. ليست بالكثافة المُبهرة إن كنت مُعتادًا على كثافة كتلك التي تجدها في شاشات الهواتف بدقات 1080p أو QHD والتي تتراوح بين 400 و 500 بيكسل في الإنش تقريبًا. وهي ليست أفضل شاشة من حيث الكثافة في حاسب لوحي، على سبيل المثال تُقدم شاشة Samsung Galaxy S Tab 8.4 حوالي 359 بيكسل في الإنش من الكثافة.
لكنها بكل تأكيد ما زالت شاشة جميلة وذات وضوح ودقة رائعين. أما بالنسبة لكون الشاشة بنسبة طول إلى عرض 4:3 فهذا يجعل منها أكثر عرضًا وأكثر قدرة على عرض المزيد من المحتوى.
كشخص اعتاد على نسبة طول إلى عرض 16:9 وكشخص يُحب الحواسب اللوحية بقياس 7 إنش ويعتقد أنه القياس الأمثل للقراءة، تركت لدي هذه الشاشة انطباعات مُتضاربة. من جهة فهي أكثر راحة للقراءة بكل تأكيد، خاصة إن كنت تقرأ كتب PDF تحتوي الكثير من الرسومات والجداول، هذا النوع من الكتب صعب القراءة بشكل عام على جهاز مثل Nexus 7. وكذلك الأمر بالنسبة لقراءة الكتب المسحوبة عبر الماسح الضوئي (السكانر)، وللأسف مُعظم الكتب الإلكترونية العربية هي من هذا النمط. أضف إلى ذلك قراءة القصص المصوّرة مثل قصص المانغا.
كما قُلت، فهي بشكل عام أكثر راحة للقراءة، لكن القياس الأكبر (8.9 إنش مُقابل 7 إنش مثلًا) يعني جهازًا أكبر حجمًا بالمُجمل، وسهولة أقل في التنقّل، كما أن إمساكه بيد واحدة للقراءة (رغم أنه مُريح إلى حد ما في حالة Nexus 9) لكنه على الأرجح ليس مُريحًا لفترة طويلة، وستحتاج لحمله بكلتا اليدين من أجل راحة أفضل في القراءة.
أُكرر بأنني مُنحاز لقياس 7 إنش في الحواسب اللوحية، وأشعر بالحزن لأن غوغل أوقفت إنتاج هذا القياس في سلسلة Nexus. كما أنني ارتحت بشكل كبير مع حواسب 8 إنش. حتى الآن لم أعتد بشكل كبير على قياس 8.9 إنش رُبما لأني لم أستخدم سابقًا حاسبًا كبيرًا كجهاز للاستخدام الشخصي، ورغم أن نسبة 4:3 تجعل استخدامه للقراءة أكثر راحة لكنها كذلك تجعله أكثر عرضًا.
رأيك قد يختلف بالطبع، ولن يُشكل هذا لك مُشكلة في حال كنت معتادًا على الحواسب ذات الشاشات الكبيرة، أو على استخدام شاشات آيباد التي تأتي بنفس نسبة الطول إلى العرض.
بالنسبة للاستخدامات الأخرى غير القراءة، فالحاسب يُقدم تجربة لعب رائعة، لو كنت من عشاق اللعب على الحواسب اللوحية فهذا قد يكون دون شك أحد أفضل الحواسب اللوحية بالنسبة لك، خاصة مع معالج Tegra K1 الجبّار. سنتحدث بمزيد من التفصيل عن اللّعب في المُراجعة التفصيلية.
مشاكل
المُشكلتين الأبرز اللتان لاحظتهما خلال الاستخدام الأوّلي للجهاز، هي مُشكلة برمجية والأخرى عتادية. المُشكلة البرمجية تتمثل بأنك وعلى عكس التوقعات التي تفترضها بأندرويد 5.0 مع مُعالج Tegra K1. فإن أداء الاستخدام العام على عكس الأداء الرائع للألعاب، ليس بالدرجة التي تتمناها. يوجد بعض التأخير البسيط الذي يظهر أحيانًا لدى الانتقال بين التطبيقات مثلًا، ولدى الضغط على التنبيهات لفتح التطبيقات الخاصة بها. الأمر ليس سيئًا لكنه بالتأكيد ليس بالسلاسة التي تتمناها وتتوقعها.
حسنًا، هذه المشكلة لن أُقيم لها وزنًا كبيرًا الآن، لأنها مُشكلة برمجية على الأرجح، ولأنها لا تظهر كثيرًا، وأعتقد بأن غوغل ستقوم بحلّها خلال تحديث قريب.
المشكلة الثانية وهي العتادية، هي وجود تسريب للضوء يظهر في الجهة العلوية للشاشة وعند الأطراف أحيانًا، قد يكون واضحًا في صورة شاشة الترحيب المنشورة أعلاه. التسريب ليس مُزعجًا، وليس مُلاحظًا في معظم الأحوال وتختلف شدة ظهوره بحسب التطبيق المفتوح أو لون خلفية الشاشة. في الحقيقة قد لا تراه إلا في حال إمساك الجهاز بشكل أُفقي ورفعه قريبًا من مستوى عينيك، أو لو كان الجهاز على الطاولة بعيدًا عنك نسبيًا. أما أثناء الاستخدام العادي فلم ألحظ وجود هذا الفائض من الضوء على الإطلاق. لكنها تبقى مُشكلة يجب التطرّق لها لدى الحديث عن جهاز يبدأ سعره من حوالي 390 دولار، خاصة أنه من شركة اعتدنا منها على الجودة مثل إتش تي سي.
الخُلاصة
سنترك تقديم بعض الأمور مثل أداء البطارية (بعد أن نختبرها لفترة أطول)، وأداء مُكبري الصوت الستيريو في الجهة الأمامية، والكاميرا والخُلاصة النهائية حتى نشر المُراجعة الكاملة بعد أيام. لكن مبدئيًا يُمكن القول بأن الجهاز جيد جدًا، كما أنه من أفضل الحواسب اللوحية التي يُمكن أن تشتريها بنظام أندرويد، لكن لعدة عوامل منها عوامل قد تعتمد على اختلاف العادات والأذواق الشخصية، لا يُمكننا أن نقول بأنه أفضل حاسب بنظام أندرويد على الإطلاق، لكنه قريب جدًا من ذلك.
إن كانت لديكم أسئلة تعتزمون معرفة إجابتها في المراجعة الكاملة، يُمكنكم طرحها ضمن التعليقات.
The post مُراجعة أوّلية للحاسب اللوحي Nexus 9 appeared first on أندرويد بالعربي | أردرويد.
أحدث التعليقات