عندما قامت غوغل بشراء موتورولا موبيليتي العام الماضي بمبلغ 12.5 مليار دولار كان من الواضح للجميع أن الشركة تسعى إلى الحصول على أكثر من 7000 براءة اختراع تملكها موتورولا -الشركة التي اخترعت الهاتف الجوال- في مجالات الهواتف المحمولة والاتصالات بشكل عام. بالتأكيد هي صفقة ممتازة بالنسبة لغوغل من أجل دعم نظام أندرويد الذي أصبح هدفاً في حرب براءات الاختراع التي أصبحت تفاصيلها معروفة لدى الجميع.
لكن هل تسعى غوغل وهي شركة برمجيات إلى الدخول في مجال تصنيع العتاد؟ الإجابات على هذا السؤال متضاربة، عملياً لا مصلحة لغوغل في ذلك فموتورولا لا تمتلك أكثر من 4 بالمئة من سوق الهواتف الذكية، وقبل أندرويد كانت الشركة على حافة انهيار وإفلاس كبير إلا أن وصول أندرويد وجهاز موتورولا درويد منذ عدة أعوام جعل الشركة تقف على قدميها مرة أخرى، لكن هذا لم يجعلها تصل إلى مستوى منافسة العملاقين آبل وسامسونج، ولا حتى تقترب منهما.
ورغم أن غوغل ذكرت سابقاً بأنها اشترت موتورولا لأنها “تصنع أجهزة رائعة” وليس من أجل براءات الاختراع فحسب، إلا أن الشركة لا يبدو أنها تميل فعلياً إلى ذلك، فقد أكدت سابقاً بأنها لا تريد إعطاء موتورولا أية أفضلية قد تضر ببقية الشركات التي تصنع أجهزة أندرويد، وبالتالي قد تضر بأندرويد نفسه وهذا ما لا تريده غوغل بكل تأكيد. في النهاية تسعى غوغل إلى الربح عن طريق جلب المزيد من المستخدمين والربح عن طريق الإعلانات وليس عن طريق تصنيع العتاد، وهي ناجحة جداً في هذا إذ تمتلك الآن أكثر من 50 بالمئة من سوق الهواتف الذكية العالمي، لكنها قد لا تكون ناجحة في اتباع أسلوب آبل وهو الربح من العتاد الذي يتم بيعه وليس من البرمجيات بالدرجة الأولى. حتى آندي روبن أوضح سابقاً بأن الشركة بنت جداراً نارياً بينها وبين موتورولا بحيث تعمل تلك الأخيرة بشكل منفصل تماماً، حتى أنه شخصياً -وهو مدير تطوير أندرويد- ليس لديه أدنى فكرة عن مشاريع موتورولا الحالية أو الأجهزة التي تعمل عليها كما قال. أضف إلى ذلك بأن غوغل قد لجأت إلى أسوس وليس موتورولا لتصنع جهازها اللوحي القادم، أي أنها لجأت إلى الشركة الأكثر إبداعاً وليس إلى موتورولا التي أصبحت تملكها.
فما حاجة غوغل إلى موتورولا إذاً إن كانت ستشكل عبئاً عليها بأكثر من 20,500 موظف في أكثر من 97 مكتباً حول العالم وبأرباح متعثرة؟
صحيفة الوول ستريت جورنال تحدثت عن مفاوضات بين غوغل وهواوي الصينية تحصل الأخيرة بموجبها على حصة غوغل من قسم تصنيع العتاد في موتورولا بينما تحتفظ غوغل ببراءات الاختراع فقط.
هواوي شركة أثبتت وجودها في عالم أندرويد، خاصة مع هواتفها الحديثة مثل Huawei Ascend P1 S أنحف هاتف في العالم و Ascend D الذي وصفته الشركة بأسرع هاتف في العام بمعالجه رباعي النواة. هذين الهاتفين أثارا إعجاب الخبراء وكانت مراجعاتهما إيجابية جداً، وحقق Ascend D نتائج ممتازة جداً في مقارنات اختبار الأداء التي جرت بينه وبين الهواتف القوية الأخرى، وبالتأكيد لن تهتم شركة أخرى مثل سامسونج أو HTC بشراء موتورولا لكن طموح هواوي الذي لا يتوقف قد يجعل منها زبوناً محتملاً.
الخبر ما يزال في طور الإشاعة الآن، لكن من المعتقد بأن خطوة مثل هذه هي خطوة منطقية، وإن كانت ستزيد التغلغل الصيني في الولايات المتحدة بقوة عبر شراء شركة عريقة بحجم موتورولا وهو أمر يخيف الأمريكيين منذ فترة طويلة.
هل تعتقد بأن خطوة تخلص غوغل من موتورولا -إن صحت الإشاعة- هي خطوة حكيمة من الشركة؟
[WSJ]
أحدث التعليقات