يعتقد الجميع بأن العام 2016 هو عام تقنيات الواقع الافتراضي، وهذا صحيح. لكن هناك موجة جديدة في عالم التقنية بدأت بالانتشار سريعًا خلال الشهور القليلة الماضية وهي موجة الـ Chatbots أو روبوتات الدردشة.
لماذا بدأت معظم الشركات الكبرى بدعم روبوتات الدردشة في تطبيقاتها، مثل فيس بوك وجوجل وتيليغرام وكيك وسكايب وغيرها؟ ما هي روبوتات الدردشة أساسًا وما فائدتها؟
روبوتات الدردشة Chatbots
كلمة Chatbot هي اختصار لـ Chat + Robot، وهو مصطلح ظهر في التسعينيات من القرن الماضي كي يشير إلى برامج الكمبيوتر المصممة لإجراء المحادثات مع البشر، بشكل يحاكي الدردشة بين شخصين.
روبوتات الدردشة ليست بالأمر الجديد، حيث ظهرت قبل سنوات طويلة على الإنترنت كما دعمتها بعض تطبيقات المحادثة القديمة، لكنها كانت غير ذات فائدة تقريبًا إذ كانت مجرد تجارب بإمكانيات محدودة جدًا.
الجديد ونحن في 2016 بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence وتعلّم الآلة Machine Learning قد تطوّرت جدًا، إضافة إلى تقنيات معالجة اللغة الطبيعية NLP، وأصبحت برامج الكمبيوتر أكثر قدرة على فهم ما يكتبه الإنسان، وعلى تقديم المساعدة له.
كيف تعمل روبوتات الدردشة وما الذي تستطيع فعله؟
روبوتات الدردشة هي عبارة عن تطبيقات مُصغّرة يمكن إضافتها إلى تطبيقات المحادثة، بحيث يؤدي كل تطبيق مُصغّر (روبوت) مهمة محددة خاصة به، ومن المفترض أن يقوم المستخدم باستخدام الروبوتات التي يحتاجها وفقًا للشيء الذي يرغب بتنفيذه.
على سبيل المثال روبوت الدردشة قد يكون بسيطًا، كأن تسأله عن حالة الطقس خلال الأسبوع القادم، أو عن نتيجة مباراة فريقك المفضل، أو تطلب منه عرض مقطع فيديو معين من يوتيوب أو البحث عن وجه تعبيري (إيموجي) معين، كل ذلك من خلال الدردشة النصية وكأنك تتحدث مع شخص آخر وبلغة طبيعية مكتوبة.
لكن ليس هذا هو الهدف الوحيد من روبوتات الدردشة، حيث يمكن لها أن تكون أكثر تطورًا، حيث استعرضت فيس بوك في نيسان/أبريل الماضي لدى إعلانها عن منصة مسنجر Messenger Platform كيف يمكن أن تتحدث من خلال فيس بوك مسنجر مع روبوت دردشة وتطلب منه أشياء مثل إرسال باقة زهور، وذلك من خلال الكتابة بلغة طبيعية على غرار: “أرسل باقة زهور لوالدتي بمناسبة عيد الأم”. وقد ذكرت فيس بوك بأن أكثر من 10 آلاف مطوّر يعملون بالفعل على تطوير روبوتات دردشة لتطبيقها.
لماذا اهتمت الشركات الكبرى (فجأة) بروبوتات الدردشة؟
لعدة أسباب، الأول هو كما ذكرنا أعلاه تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت قادرة على فهم المستخدم بشكل أكبر وتقديم المساعدة له، وثانيًا لأننا بدأنا نتحوّل شيئًا فشيء من عصر طلب المساعدة عبر الويب أو عبر تطبيقات الهاتف الذكي، إلى عصر المُساعد الشخصي Personal Assistant الذي يفهم ما تريده منه بالضبط، ويقدم لك المساعدة بشكل فوري، وهذا مكانٌ بدأت تجد الشركات فيه مصدرًا للربح أيضًا حيث سنتمكن جميعًا خلال فترة قريبة من طلب الطعام وسيارات الأجرة والتسوّق من خلال الدردشة.
بمعنى آخر، لو كنت جائعًا وتريد طلب بعض الطعام، لماذا تفتح تطبيقًا خاصًا بذلك وتبحث في القوائم بحثًا عن الوجبة المناسبة، في الوقت الذي تستطيع فيه كتابة جملة واحدة لروبوت طلب الطعام مثل: “أطلب لي الدجاج بالأرز وأرسله إلى منزلي”، وبمجرد الضغط على Enter سيتم المطلوب دون بذل أي جهد آخر. هذه هو المستقبل الذي تسعى الشركات للوصول إليه.
انتهاء عصر التطبيقات، والمستقبل أقرب مما تتصور
قد تعتقد بأن الكلام أعلاه يحمل شيئًا من المبالغة، فهل يُعقل أن الشركات بدأت تتحضر لمُستقبل ينتهي فيه عصر التطبيقات التقليدية، ونتحوّل فيه إلى الاعتماد على الروبوتات البرمجية للحصول على ما نريد؟
في الحقيقة أشارت عدة دراسات، من بينها دراسة من شركة eMarketer بأن المستخدمين يقضون أوقاتًا طويلة ضمن تطبيقات الدردشة في الوقت الذي يتراجع فيه اهتمام المستخدمين بتثبيت التطبيقات الأخرى على هواتفهم. وقد أشارت نفس الدراسة بأن أكثر من 1.4 مليار شخص استخدم تطبيقات الدردشة العام الماضي، في حين أن ثلثي مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة لم يقوموا بتنزيل أية تطبيقات على هواتفهم.
هذا لا يعني بأن التطبيقات ستصبح غير ذات فائدة كليًا وسنتحول إلى الروبوتات خلال عام أو عامين، لكن هذا ما يتجه إليه المُستقبل تدريجيًا على أية حال.
أحدث التعليقات