اصطدام العمالقة: لماذا آمازون (وليست آبل) هي المُنافس الفعلي لجوجل؟ وما سبب اشتعال الخلاف بين الشركتين؟
غير مصنف التعليقات على اصطدام العمالقة: لماذا آمازون (وليست آبل) هي المُنافس الفعلي لجوجل؟ وما سبب اشتعال الخلاف بين الشركتين؟ مغلقةالعراك الأخير بين جوجل وآمازون ليس خبرًا سارًّا بالنسبة للمُستهلكين، فما هي أسباب اصطدام العملاقين؟
عندما تسمع عن خلاف كبير ما بين جوجل وشركة مُنافسة يصل إلى درجة قيام جوجل بمنع خدماتها عن الشركة الأخرى ، حينها يمكن أن تعرف يقينًا بأن الموضوع خطير وجدّي إلى أبعد حد.
قامت جوجل مؤخرًا بحجب يوتيوب عن مُساعد آمازون الذكي المزوّد بشاشة Echo Show وجهاز التلفاز FireTV في خطوة تُعتبر الأخيرة ضمن خلاف متصاعد بين الشركتين.
جوجل المعروفة بانفتاحها الكبير حتى على المنافسين، لم يسبق لها أن استغلّت نفوذها الواسع وسيطرتها الهائلة على سوق الإنترنت للانتقام من شركة مُنافسة. تخيّل ألا تقوم جوجل بطرح تطبيقاتها مثل يوتيوب والخرائط وغيرها على متجر تطبيقات آبل. لا شك أن فئة ليست بالقليلة من مُستخدمي الآيفون قد يفكرون حينها بالانتقال إلى أندرويد للحصول على أفضل خدمات جوجل. رغم ذلك لم يسبق أن اتّبعت الشركة مثل هذه الأساليب للإضرار بالمُنافسين، فما الذي يحدث حاليًا بين جوجل وآمازون؟ ولماذا وصلت الأمور إلى هذه الدرجة؟
اصطدام العمالقة
يعتقد الكثيرون بأن المنافس الأبرز لجوجل هي آبل لمُجرد أن أشهر نظامي تشغيل للهواتف الذكية في العالم: أندرويد و iOS يستحوذان معًا على كامل السوق تقريبًا، وبالتالي تسهل المقارنة والقول بأن النظامين مُتنافسان وبالتالي فإن أكبر منافس لجوجل هي آبل، والعكس.
لكن في الحقيقة فإن جوجل لا تخشى من آبل ليس لأن أندرويد يستحوذ بالفعل على أكثر من 80% من سوق الهواتف بل لأن المنافسة الحقيقية أساسًا تتجاوز سوق الهواتف إلى سوق الخدمات التي تسيطر على الحياة اليومية للمُستخدم. المُنافسة في السنوات القادمة هي على كمية البيانات التي تمتلكها الشركة عن المُستخدمين، وتفوقها بمجالي الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
جوجل وآمازون هما من أكبر وأبرز مطوّري تقنيات المُساعد الصوتي. الأولى لديها Google Assistant الموجود ضمن أندرويد وفي Google Home، والثانية لديها Alexa الموجودة ضمن أجهزة Echo وأجهزة التلفاز Fire TV. وتتنافس الشركتان الآن بشكلٍ كبير على دعم أكبر قدر ممكن من خدمات وأجهزة الطرف الثالث.
آمازون هي من بدأت
آمازون هي من بدأت الخلاف وقبل سنوات من الآن، حيث استغلّت نفوذها وسيطرتها على سوق التجارة الإلكترونية ومنعت جوجل من بيع “كروم كاست” على متجر آمازون الشهير، وذلك لأن جهاز جوجل لبث الفيديو يُعد مُنافِسًا مُباشرًا لـ Fire TV. إضافةً إلى ذلك أحجمت الشركة ولسنوات طويلة عن طرح تطبيق مُشاهدة الفيديو Amazon Prime Video على هواتف أندرويد، وعندما قامت بذلك قبل فترة قصيرة لم تزوّد تطبيقها بدعم كروم كاست لإجبار مُشتركي Prime Video على شراء جهاز Fire TV إن أرادوا بث المحتوى من هواتفهم إلى التفاز.
آمازون لم تقم أيضًا بطرح نسخة من خدمة Prime Video على أجهزة التلفاز المدعومة بنظام Android TV، ما أجبر الملايين من مُشتركي خدمة الفيديو التابعة لآمازون على شراء جهاز Fire TV وربطه بالتلفاز الذي يحتوي أساسًا على Android TV، والتعامل مع جهازي تحكم عن بعد ونظامي تشغيل فقط من أجل التمكن من مشاهدة خدمة Amazon Prime Video، وهو ما كان يمكن تجاوزه ببساطة لو وفرت آمازون تطبيق الخدمة على Android TV.
الغريب أن آمازون قامت مؤخرًا بطرح تطبيق Prime Video على أجهزة Apple TV وكأنها تتجاهل Android TV بشكلٍ مقصود بدون سبب حقيقي غير إزعاج جوجل!
الشعرة التي قصمت ظهر البعير
ما زاد الطين بلة هو قيام آمازون مؤخرًا بحذف بعض أجهزة المنزل الذكية من شركة Nest التابعة لجوجل من متجرها. ورغم أن آمازون كانت تسمح ببيع أجهزة Nest على متجرها خلال السنوات الماضية إلا أنها ومنذ بدئها بطرح أجهزة مشابهة من إنتاجها قررت اللجوء إلى هذا الأسلوب لمنع جوجل من منافستها.
بلغ السّيلُ الزُبى
جوجل التي نفذ صبرها أخيرًا، قامت بمنع آمازون من دعم يوتيوب على جهاز Echo Show، لكن الأسوأ (بالنسبة لآمازون وزبائنها) هو إعلانها أنها ستمنع تطبيق يوتيوب على Fire TV بدءًا من بداية العام القادم. تخيّل جهاز تلفاز لا يوجد فيه يوتيوب؟ هكذا جهاز لن يشتريه أحد تقريبًا.
جوجل قالت أنها ستمنع آمازون من استخدام يوتيوب لأنها تقوم بالتعديل على تجربة الاستخدام بشكل يُخالف شروط يوتيوب. لكن من الواضح أن حجة (مخالفة شروط الخدمة) رغم كونها حجة صحيحة بالمُناسبة إلا أن جوجل استخدمت هذه الحجة حاليًا كردة فعل أخيرة، دون أن تنكر أن هذا بالمُجمل يأتي كرد مُباشر على تصرفات آمازون وآخرها منع بيع أجهزة Nest على متجرها.
ماذا بعد؟
إن لم تتوصل الشركتان إلى تفاهم ما، ستكون النتيجة سيئة على زبائن ومُستخدمي الشركتين. جوجل تقول أنها تحاول التوصل إلى اتفاق مع مُنافستها. في النهائية فإن لكل شركة ما تستفيده من الأخرى، تمامًا كالفائدة المُتبادلة التي تحققها جوجل من آبل والعكس صحيح. بشكلٍ عام فالاتفاق ليس مستبعدًا وهو ما نتمناه.
أحدث التعليقات