نوفمبر 04
لو كنت مُتابعًا قديمًا لأخبار أندرويد، فلا بد أنك سمعت بـ “ماتياس دوارته” Matias Duarte، وخاصةً في الفترة التي رافقت إطلاق إصدار أندرويد 4.0 (آيس كريم ساندوتش) لسبب بسيط، وهو أن “دوارته” هو خبير التصميم الذي أحدث نقلة نوعية في شكل نظام أندرويد وطرح الواجهات الأنيقة وتجربة الاستخدام الجديدة، وهو من جلب فكرة تصميم البطاقات التي تبنّتها جوجل في أندرويد وخدماتها الأُخرى.
“دوارته” الذي يُعتبر واحدًا من أبرز نجوم تصميم تجربة الاستخدام UX في العالم، عبّر عن رأيه من خلال تويتر عن نظام مايكروسوفت الجديد “ويندوز 10″، ورأيه لن يُعجب بالتأكيد مايكروسوفت ولا جمهورها.
بحسب “دوارته” فقد قام أمس بتجربة حاسب مايكروسوفت Surface 4، وقال أنه كان مُتحمّسًا لتجربة شيء جديد، قبل أن يُصاب بخيبة الأمل، إذ وجد بأن ويندوز 10 هو ليس أكثر من ويندوز إكس بي بتصميمٍ مُسطّح، على حد تعبيره، واضاف بأن ويندوز 10 هو أشبه بما كان عليه ويندوز قبل 10 سنوات!
ولم يُنكر “دوارته” أنه أحب ما حاولت مايكروسوفت تقديمه في ويندوز 8، ورغم أنه لم يوضح سبب تراجع حماسه لدى الانتقال من ويندوز 8 إلى ويندوز 10، لكن يبدو أن التغييرات العكسية التي قامت بها مايكروسوفت على ويندوز 10 والتي تمثّلت بالتخفيف من التغييرات الجذرية على الواجهات والعودة إلى واجهات أكثر تقليدية (وهذا تم بناءً على طلب المُستخدمين) لم تُعجب “دوارته”.
ما رأيك بما قاله “دوارته” الذي يشغل منصب نائب رئيس جوجل عن قسم التصميم؟ هل حقًا ويندوز 10 هو عودة لـ 10 سنوات إلى الوراء؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
سبتمبر 19
نشرت مجلة فاست كومباني Fast Company الشهيرة المتخصصة بالتكنولوجيا والأعمال والتصميم قائمة بأسماء خمسين مصمماً حول العالم رأت بأنهم يساهمون في صياغة المستقبل وذلك بسبب إبداعاتهم الفنية في مختلف المجالات سواء كنا نتحدث عن تصميم واجهات الاستخدام أو الأبنية أو الأزياء.
ومن ضمن من وقع عليهم اختيار المجلة لحمل هذا اللقب الكبير كان Matias Duarte، وهو مدير فريق تجربة المستخدم في أندرويد، وهو من ساهم بعمل نقلة نوعية كبيرة في تصميم واجهات أندرويد وتجربة استخدامه، وذلك بدءاً من نسخة أندرويد 3.0 (قرص العسل) والتي كانت مخصصة للحواسب اللوحية فقط، وثم نسخة أندرويد 4.0 (آيس كريم ساندوتش) التي كانت نقلة كبيرة في واجهات أندرويد على الهواتف.
تقلد Duarte عدداً من المناصب في شركات شهيرة، لكن أبرزها كان قيادة الفريق الذي صمم نظام تشغيل WebOS الذي تميز بواجهات رائعة في ذلك الوقت قبل أن يترك شركة Palm بعد أن استحوذت عليها HP كي ينتقل إلى غوغل.
وقد قال Duarte رداً على كلام أحد المعلقين في +Google حول وجود بعض المشاكل في تصميم أندرويد بأنه ما يزال هناك الكثير من العمل، وبأنه لم يقطع حتى الآن سوى ثلث المسافة التي يأمل الوصول إليه من حيث الاتّساق والاستجابة وصقل نظام التشغيل.
يُذكر أن نسخة الآيس كريم ساندوتش كانت قد ربحت سابقاً جائزة أفضل تجربة استخدام.
بحسب التطور السريع لأندرويد من نسخة لنسخة، وبوجود شخص مثل Matias Duarte ننتظر أن نرى تحسينات كبيرة قادمة لأندرويد سواء من حيث الواجهات أو تجربة الاستخدام، وقد شاهدنا كيف قدمت نسخة أندرويد 4.1 (جيلي بين) سلاسة رائعة في الأداء وأعتقد بأن غوغل ستسير على نفس الخط في إصدارات أندرويد القادمة.
[+Google]
مايو 25
قامت غوغل بتوظيف مجموعة من أبرز المطورين الذين يعملون على مشروع Enyo الخاص بمنصة webOS التي تعمل شركة HP على تطويرها. وEnyo هي منصة طورتها الشركة للسماح بكتابة التطبيقات بلغة HTML 5 للهواتف والحواسب اللوحية، تدعم التسريع العتادي وتعد بتحميل التطبيقات وتشغيلها بشكل سريع وخفيف، وتسمح بكتابة تطبيقات يمكن بسهولة أن تتلاءم وتتوافق مع مختلف أحجام الشاشات.
من غادر HP إلى غوغل هم أهم أعضاء فريق تطوير المنصة من بينهم رئيس تطويرها نفسه، ويذكر بأن Matias Duarte رئيس تطوير تجربة المستخدم في أندرويد ومصمم واجهات الآيس كريم ساندوتش كان سابقاً من يقود تصميم وتطوير واجهات webOS أيضاً، التي كانت تُعتبر مُبدعة في ذلك الحين. لكن من غير المعروف ماهي مهمة فريق Enyo في غوغل الآن. فمن جهة يصلح الفريق للعمل في تطوير أندرويد، ومن جهة أخرى يمكن أن يكون توظيفهم قد تم للاستفادة من خبراتهم في تطوير متصفح كروم وتطبيقات الويب بشكل عام.
يُذكر بأن HP تعاني من مشاكل اقتصادية ضخمة، حتى أنها أعلنت قبل أيام عزمها فصل ما يصل إلى 27 ألف موظف في عملية لإعادة الهيكلة.
[The Verge], [Engadget]
مايو 17
نقلنا منذ أيام تقريراً نشرته صحيفة الوول ستريت جورنال يتحدث عن معلومات حول اعتزام غوغل إلى توسيع برنامج أجهزة Nexus بحيث تقوم الشركة بإصدار هواتف وحواسب لوحية من سلسلة Nexus تقدم تجربة أندرويد الصافية وتحصل على تحديثات غوغل أولاً بأول ومن خمس شركات مختلفة. بالطبع غوغل لم تؤكد رسمياً هذا الكلام وبالتالي فهو ما يزال في درجة الإشاعة والكلام غير المؤكد. لكن لو صح هذا الكلام -وهو ما أرجّحه- فهذا يعني بأن الشركة قد وجدت حلاً عبقرياً لبعض أبرز مشاكل أندرويد!
دعونا نعود بضعة سنوات إلى الوراء، عندما أعلنت غوغل عن نظام أندرويد مفتوح المصدر، تحمس جميع المهتمين بالتقنية بشدة لهذا النظام الوليد، ليس لأن غوغل هي من تقف خلف أندرويد فحسب بل بسبب مصدره المفتوح الذي يعني مزيداً من التنويع. كون أندرويد مفتوح المصدر فهذا يعني بأن أية شركة تقوم بإنتاج الهواتف المحمولة حول العالم تستطيع تبني النظام وإنتاج هواتفها الخاصة بعتادها الخاص، وهذا يعني بأن المستخدم سيخرج من سجن سيطرة شركة واحدة على النظام، لأن هواتف أندرويد تتوفر بحيث تناسب جميع الأذواق والميزانيات والمتطلبات. كي تستخدم نظاماً قوياً مثل أندرويد، لست مضطراً لشراء هاتف باهظ الثمن، لست مضطراً للحصول على مواصفات عتادية ثابتة من حيث حجم الشاشة أو دقة الكاميرا. المستخدم يعشق التنوع والمرونة وهذا ما وفره أندرويد.
لكن بعد فترة وجيزة، ظهر الجانب السلبي لهذا التنوع وهذه المرونة، وهو أن الشركات المصنّعة للهواتف وسعياً لتمييز أنفسها عن غيرها من الشركات (وهذا من حقها) سعت إلى تطوير واجهاتها المخصصة وتركيبها فوق واجهات أندرويد الأساسية. من حيث المبدأ لا ضير في هذا، فتلك الشركات اجتهدت لتحسين تجربة أندرويد وتقديم أفضل تجربة لمستخدميها، وهناك بالفعل من يفضل واجهات مثل واجهة Sense من HTC أو TouchWiz من Samsung على واجهات أندرويد الأصلية. فكرة الواجهات المخصصة بحد ذاتها ليست فكرة سيئة على الإطلاق بل هي تندرج ضمن مبدأ التنوع وتوفير المزيد من الخيارات للمستخدم. لكن ما حدث هو أن هذه الواجهات أصبحت سبباً في تأخير وصول التحديثات إلى الهواتف. فبعد إصدار كل نسخة جديدة من أندرويد تحتاج الشركات إلى مابين 5 إلى 8 أشهر لدمج واجهاتها مع النسخة الجديدة واختبار التحديث على هواتفها. آخر الإحصائيات أشارت إلى أن 5% فقط من أجهزة أندرويد تعمل بنسخة أندرويد 4.0 الأخيرة بعد حوالي ستة أشهر على إطلاق النسخة.
بالطبع تقوم غوغل كل عام بإصدار هاتف من سلسلة Nexus يحمل آخر نسخة من أندرويد وتكون له أولوية استقبال تحديثات النظام الجديدة. وبالتالي فمن يرغب بالحصول على التحديثات وعلى تجربة واجهات أندرويد الصافية فعليه بشراء هاتف Nexus وانتهت المشكلة؟؟ لا في الحقيقة لم تنتهِ لأن هاتف Nexus قد لا يقدم للمستخدم المواصفات المناسبة له، فالهواتف الأخرى قد توفر شاشات أفضل أو كاميرات أفضل أو جودة صنع أعلى، وغير ذلك.
الأصوات بدأت تتعالى في الفترة الأخيرة بأن غوغل “يجب أن تفعل شيئاً”، أو يجب أن “تضبط” أندرويد بشكل أو بآخر لإنهاء مشكلة التحديثات تلك وللتخفيف من سيطرة الشركات على أندرويد وإعادة شيء من السيطرة إلى غوغل.
الفكرة التي لم يستوعبها البعض، هي أن أندرويد لم يكن ليصبح أندرويد الذي نعرفه لو لم يكن مفتوح المصدر ولو لم يتوفر مجاناً للشركات تصنع به ما تشاء. وقيام غوغل بفرض أية قيود يعني ضرب أندرويد في نقطة قوته الرئيسية. صحيح أن نقطة القوة تلك كان لها آثار سلبية برأي البعض، لكنها تبقة “نقطة القوة” لأندرويد، كما أن فرض أية قيود على الشركات أو على أندرويد ينسف جوهر “المصدر المفتوح” الذي يقوم عليه النظام.
إذاً الوضع معقد جداً، يتوجب على غوغل أن تفرض قيوداً تُنهي مشكلة التحديثات، وتتيح لمزيد من المستخدمين فرصة استخدام أندرويد بنسخته الصافية (والرائعة بالمناسبة!) لكن دون أن تؤدي تلك القيود إلى الإضرار بطبيعة التنوع التي يفرضها أندرويد. باختصار على غوغل أن تجد حلاً مختلفاً يسمح بذلك دون أن يؤدي إلى إزعاج الشركات أو إجبارها على تغيير واجهاتها الخاصة.
الحل العبقري هو توسيع برنامج أجهزة Nexus كي يشمل شركات متعددة وليس شركة واحدة كما جرت العادة، بحسب التقرير فإن غوغل اتفقت حالياً مع خمس شركات، يمكن أن نتوقع أن هذه الشركات هي الشركات الخمس الكبرى: Sony, Samsung, LG, HTC, Motorola. بموجب الاتفاق ستُصدر هذه الشركات في أواخر العام الحالي خمسة هواتف (وربما حواسب لوحية) تحمل نسخة أندرويد القادمة Jelly Bean وتقدم تجربة أندرويد الصافية وتحصل على التحديثات أولاً بأول. وهنا قد يسأل البعض عن جدوى وجود خمسة أجهزة فقط تعمل بنسخة أندرويد الصافية وسط طوفان من مئات الأجهزة الأخرى؟ هنا تكمن عبقرية الحل الذي خرجت به غوغل لأنها وبهذه الخطوة ستضرب عدة عصافير بحجر واحد وهي:
- سيُتاح لمزيد من المستخدمين تجربة واجهات أندرويد الأساسية التي لا تتمكن الغالبية العظمى من المستخدمين من تجربتها، هذه الواجهات التي بذلت غوغل في تصميمها جهداً كبيراً بقيادة النابغة Matias Duarte لا بد أن تتاح تجربتها للمزيد من المستخدمين. بعض المستخدمين حالياً يعتقد بأن واجهات Sense هي المرادف لأندرويد، نفس الأمر بالنسبة لواجهات Samsung مثلاً. انتشار المزيد من الأجهزة بواجهات أندرويد الأصلية سيجعل لها جمهور أكبر من العشاق الذين سيقصدونها عند شراء هاتفهم القادم.
- ستلجأ الشركات الخمس إلى التنافس والتمايز فيما بينها عبر العتاد والمواصفات وليس عبر الواجهات، مما سيرفع سقف نوعية العتاد وجودة صنع الجهاز.
- ستحصل هذه الشركات الخمس (بالضرورة) على وصول مبكرة إلى نسخ أندرويد القادمة. لتوضيح ما الذي يعنيه هذا يجب أن تعلم بأن شركة واحدة فقط كل عام كانت تحصل على أفضلية الحصول على نسخة أندرويد القادمة قبل إطلاقها وهي الشركة التي تعمل معها غوغل لإصدار هاتف Nexus أي سامسونج خلال العامين الفائتين و HTC قبل ذلك. أما بقية الشركات فلم تكن تستطيع المباشرة بتطوير أجهزة تعمل بآخر نسخة من أندرويد قبل إطلاق الكود المصدري للجميع. الآن ستحصل تلك الشركات على الكود بشكل مبكر كي تتمكن من تجربته على هواتفها الجديدة. لكن حصولها على الكود مبكراً له فوائد أخرى، إذ ستتاح لها إمكانية تجربة الكود أيضاً حتى على واجهاتها المخصصة. مما يعني بأن HTC مثلاً ستتمكن من اختبار تحديث أندرويد على واجهة Sense الخاصة بهواتفها القديمة أو بهواتفها الجديدة التي سوف تصدر لاحقاً. مما يعني سرعة الحصول على التحديثات حتى بالنسبة لمستخدمي الهواتف التي تعمل بالواجهات المخصصة لتلك الشركات. أي أن تحديثات أندرويد ستصبح أسرع سواء كنت من مستخدمي أجهزة تعمل بنسخة أندرويد الصافية أو تعمل بواجهات مخصصة.
- هذا المشروع لا يتضمن إجبار الشركات على التوقف عن إنتاج واجهاتها المخصصة، وبالتالي فمن يحب Sense أو TouchWiz ولا يهتم كثيراً بقضية التحديثات سيستطيع الاستمرار باستخدام هواتفه من شركاته وواجهاته المفضلة، بل سيستفيد أيضاً من سرعة أعلى من السابق في الحصول على التحديث.
- الشركات الأخرى التي لم تتفق معها غوغل حالياً (دعنا نقل Huwawei على سبيل المثال). فهي إما ستبادر بالانضمام إلى (الحلف) وهو ما سترحب غوغل به، أو على الأقل ستبدأ بإنتاج هواتف تعمل بنسخة أندرويد الصافية عندما ترى بأن هذه النسخة ستصبح مطلوبة أكثر في السوق وذات أفضلية أعلى من حيث التحديثات.
- في النهاية لن يتأثر تنوع أندرويد وتعدد خياراته سلبياً، سيستمر أندرويد في تزويد المستخدمين بما يحتاجون من الأجهزة المتنوعة، وستتحسن مشكلة التحديثات تدريجياً وبنسبة عالية وفي النهاية دون أن تفرض غوغل على الشركات أية قيود من شأنها المس بمبدأ المصدر المفتوح الذي يقوم عليه أندرويد.
يُذكر بأن برنامج Nexus سيتضمن الحواسب اللوحية أيضاً. قد يكون في جعبة غوغل المزيد لتنظيم أندرويد وتحسينه خلال الفترة القادمة، سننتظر مؤتمر Google I/O الذي سيعقد في أواخر حزيران/يونيو القادم لنرى ما الجديد الذي ستكشفه الشركة.
أحدث التعليقات