لا بد أنك سمعت أو قرأت عن مصطلح الواقع الافتراضي مئات أو آلاف المرات خلال الفترة الماضية. وسمعت عبارات مثل نظارات الواقع الافتراضي، تطبيقات الواقع الافتراضي، أفلام الواقع الافتراضي … الخ.
لو أردت تكوين صورة أفضل عن هذه التقنية وأين هي الآن؟ ما هي استخداماتها؟ ما الفرق بين نظارات الواقع الافتراضي المختلفة؟ فقد قمنا بإعداد هذا الدليل للمبتدئين والذي يتيح لك أخذ فكرة سريعة عن الواقع الافتراضي.
ما هو الواقع الافتراضي؟
الواقع الافتراضي (باللغة الإنكليزية Virtual Reality) وتُعرف اختصارًا بالـ (في آر) VR: تقنية حاسوبية تقوم على استنساخ البيئة الحقيقية التي يتفاعل معها الإنسان عبر الحواس الطبيعية، وتحويلها إلى بيئة رسومية افتراضية يستطيع الإنسان التفاعل معها عبر نفس الحواس من خلال تجهيزات خاصة.
يُطلق مصطلح الواقع الافتراضي على مجموعة واسعة من التقنيات، منها مثلًا تحويل البيئات الحقيقية إلى رسوم حاسوبية ثلاثية الأبعاد (أو خلق بيئات تخيلية) مع إمكانية التجوّل فيها افتراضيًا عبر جهاز الكمبيوتر باستخدام الفأرة ولوحة المفاتيح.
إلا أن المعنى الذي يشير إليه المصطلح تغيّر خلال السنوات القليلة الماضية وأصبح يعني تقنيات الواقع الافتراضي التي تقدم تجربة غامرة Immersive عبر نظارات خاصة تدعى بنظارات الواقع الافتراضي تنقلك من مراقب خارجي، إلى عنصر يعيش داخل الصورة ويتفاعل معها.
ما هي التطبيقات العملية للواقع الافتراضي؟
توجد تطبيقات كثيرة للواقع الافتراضي، منها ما بدأ بالفعل ومنها ما يُنتظر أن يتوفر في المستقبل القريب. نذكر منها:
التجوّل الافتراضي في الأماكن
التجوّل الافتراضي في الأماكن: يمكنك بواسطة نظارات الواقع الافتراضي، زيارة أماكن بعيدة وأنت في منزلك. ورغم أن فكرة (زيارة الأماكن وأنت في منزلك) أطلقها آباؤنا على جهاز التلفاز، إلّا أنها عبر تقنية نظارات الواقع الافتراضي أصبحت زيارة فعلية (تقريبًا) تتيح لك التجوّل في شوارع المدن والأماكن الجميلة ومشاهدة تفاصيلها عبر التلفّت من حولك والتحرك إلى الأمام والخلف، أو زيارة المتاحف ومشاهدة التحف واللوحات وغير ذلك.
من الأفكار المستقبلية لهذه التقنية هي توظيفها للتسوّق، كأن يصبح بإمكانك زيارة المتاجر في بلدان أخرى والتجول فيها ومشاهدة البضاعة والشراء بتجربة مقاربة لتجربة التسوق التقليدية.
مشاهدة الفيديو والصور بزاوية 360 درجة
ينقلنا الواقع الافتراضي إلى تجربة مختلفة تمامًا في الطريقة التي نصوّر بها، ونشاهد الصور والفيديو. وقد بدأ هذه التوجه يدخل عالم السينما بالفعل، حيث بدأ تصوير بعض الأفلام بهذه التقنية مما يتيح لك مشاهدة الفيلم من جميع الزوايا وكأنك تعيش الأحداث مع الشخصيات بداخله.
أما عالم التصوير الفوتوغرافي فلم يعد مقيدًا بمشاهدة الصور من زاوية واحدة، حيث أصبحت كاميرات الـ 360 درجة متوفرة بشكل تجاري لجميع المستهلكين، ما يتيح التقاط الصور ومشاهدتها من جميع الزوايا، كي يسترجع المشاهد اللحظة بجميع تفاصيلها.
الألعاب
من أبرز تطبيقات الواقع الافتراضي، حيث لن تكتفي بمشاهدة اللعبة والتحكم بها من الخارج، بل ستعيش داخلها بالمعنى الحرفي للكلمة، وستتحول شخصيات اللعبة من شخصيات ثنائية الأبعاد تشاهدها على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، إلى شخصيات حقيقية تقف أمامك وتقاتلك. تُعتبر الألعاب من أكبر تطبيقات الواقع الافتراضي ومن المتوقع أن يكون لها سوق كبير جدًا في المستقبل القريب.
التطبيقات التعليمية
يُعتبر استخدام الواقع الافتراضي في التعليم، من أروع تطبيقات هذه التقنية، حيث لن يكون على الطالب أن يتخيل الأشياء من مشاهدة الصور والفيديو عنها، بل يمكن أن يعيش معها. تخيّل أن تقوم بجولة تحلّق فيها في الفضاء لتتعرّف على كواكب المجموعة الشمسية عن قرب، أو أن تدخل كي تتجوّل داخل جسم الإنسان لتتعلّم كيف يعمل. سيكون للواقع الافتراضي تطبيقات تعليمية رائعة لمختلف الأعمار وفي جميع المجالات.
التطبيقات الهندسية والعلمية
سيساعد الواقع الافتراضي المهندسين على تصميم الأبنية وتخيّلها بشكل أفضل، ويساعد أصحاب المنازل على عمل ديكورات افتراضية كاملة في منازلهم لأخذ فكرة عن الشكل النهائي للمنزل ومعاينته بشكل أقرب إلى الواقع والتعديل عليه قبل الشروع بالعمل الفعلي. وسيتمكن الأطباء والباحثون في جميع المجالات على استخدام هذه التقنية لإجراء الاختبارات ودراستها بشكل أفضل.
نظارات الواقع الافتراضي
للدخول في تجربة العالم الافتراضي، تحتاج إلى نظارات خاصة، وتوجد حاليًا ثلاثة أنواع رئيسية من نظارات الواقع الافتراضي تختلف في طريقة عملها ومدى جودة المحتوى القادرة على تقديمه وهي:
نظارات Google Cardboard
قامت جوجل بطرح منصة Cardboard قبل عامين كتجربة أولى للشركة في هذا المجال، وبهدف توفير وسيلة رخيصة للراغبين بتجربة العالم الافتراضي. منصة Cardboard أتاحت لجوجل وغيرها من الشركات بإنتاج نظارات رخيصة مصنوعة من الورق المقوّى أو البلاستيك تباع بسعر يبدأ من بضعة دولارات فقط، وتتضمن فتحة خاصة لإدخال الهاتف فيها واستخدام شاشته لمشاهدة المحتوى من خلال تطبيقات خاصة.
نظارات الفئة المتوسطة
تعتمد هذه النظارات أيضًا على الهاتف كشاشة عرض، لكن مع فارق امتلاكها لمجموعة أكبر وأكثر تقدمًا من الحساسات وأزرار التحكم، وهي مدعومة عادةً بتطبيقات والعاب أكثر تطورًا. من أشهر الأمثلة عليها نظارة Samsung Gear VR ونظارة LG 360 VR. تتراوح أسعار هذه الفئة من النظارات ما بين 75 إلى 150 دولار. وتعتبر نظارة سامسونج حاليًا الأفضل في هذه الفئة بفضل المحتوى الحصري الذي تقدمه وتعاونها مع شركة أوكيولوس Oculus المملوكة لفيس بوك والتي تدعم النظارة أيضًا بمحتويات حصرية من الأفلام والألعاب والتطبيقات.
نظارات الألعاب
يمكن أن نسميها أيضًا بنظارات الفئة العليا. لا تعتمد هذه النظارات على الهاتف بل على جهاز كمبيوتر أو منصة ألعاب خارجية متصلة بها كما تعتمد على شاشتها الخاصة. هذا يعني أنها تتفوق بمراحل على النظارات المعتمدة على الهواتف، وذلك بفضل قدرتها على تقديم جودة رسوميات عالية جدًا وأدوات تحكم أكثر احترافية.
من أشهر هذه النظارات Oculus Rift و HTC Vive و Sony PlayStation VR، وهي تباع بأسعار تتراوح بين 400 إلى 800 دولار.
ما هو مستقبل الواقع الافتراضي؟
ينتظر الواقع الافتراضي مستقبل كبير جدًا، خاصة أن كبرى الشركات وضعت كامل ثقلها في هذا المجال، من جوجل وسامسونج وفيس بوك إلى سوني وإل جي وغيرها الكثير من شركات الألعاب والتطبيقات والإنتاج السينمائي.
ما زالت الشركات حاليًا تختبر ما الذي يمكن الوصول إليه مع هذه التقنية المتّجهة إلى انتشار سريع وكبير جدًا خلال السنوات القليلة القادمة.
المصدر: دليل الواقع الافتراضي للمبتدئين
أحدث التعليقات