للمرة الأولى، وفي تزامنٌ قد يكون مقصودًا، طرحت كل من سامسونج وإل جي هواتفهما الرائدة لهذا العام في نفس اليوم بفارق ساعاتٍ قليلة. وقد اعتدنا سابقًا أن تتجنب الشركات الكُبرى الإعلان عن هواتفها في يومٍ واحد، وخاصةً إذا كانت إحدى هذه الشركات من النوع الذي يخطف مُعظم التغطية الصحفية ومُعظم الاهتمام كشركة سامسونج.
لكن إل جي لم تخشَ أن تخطف سامسونج الأضواء يوم أمس، وكأنها تقول بأنها أصبحت ندًّا لسامسونج رغم فارق الحصة السوقية بين الشركتين.
هذا المقال ليس لإجراء مُقارنة عتادية بين مواصفات الجهازين، فكلا الهاتفين يُقدمان بكل تأكيد أفضل ما توصلت إليه تقنية الهواتف الذكية سواء كنا نتحدث عن المعالج أو الذاكرة أو الشاشة. الهدف هو إلقاء الضوء على الجديد الذي قدمته الشركتان في هواتفهما في محاولة إثارة إعجاب جمهور الهواتف الذكية.
منفذ إل جي السحري
وبالفعل، كان لدى إل جي ما يُثير الضجة والاهتمام ويجلب التغطية الصحفية، حيث طرحت على الطاولة أفكارًا مُبتكرة في هاتفها الجديد LG G5 الذي وصفته بالـ Modular، أي الهاتف الذي يدعم الوحدات المتنوعة التي تُقدم تجارب تخصيص عتادية مُختلفة، بفضل “المنفذ السحري” الذي يمتلكه في الإسفل.
هاتف LG G5 هو عبارة عن تغيير كبير ورئيسي عن الهواتف السابقة للسلسلة، حيث استغنت الشركة عن البلاستيك واتجهت إلى المعدن، المقياس الجديد لهواتف الفئة الرائدة، لكنها فعلت ذلك دون التضحية بفكرة البطارية القابلة للتبديل التي ميّزت هواتف الشركة، وهذه إحدى أولى ميّزات “المنفذ السحري” الذي يُتيح إزالة الجهة السُفلية لتبديل البطارية.
لكن إل جي لم تجعل هذا المنفذ يقتصر على تبديل البطارية، إذ يتوفر للهاتف وحدة خاصة لتحويل الهاتف إلى كاميرا أفضل أطلقت عليها الشركة اسم LG CAM Plus، تثبيت هذه الوحدة يتطلب إخراج وحدة البطارية، وإدخال وحدة الكاميرا التي تتضمن داخلها بطارية بسعة 4000 ميلي أمبير (سعة البطارية الأصلية 2800 ميلي أمبير). هذه الوحدة تُضيف أزرارًا فيزيائية لتشغيل الهاتف، التقاط الصور، تسجيل الفيديو، التحكم بدرجة التقريب Zoom وطريقة إمساك مُريحة. كما تُقدم ميزة تركيز تلقائي تقول الشركة أنها أفضل من تلك المتوفرة بشكل افتراضي في الهواتف الذكية.
وحدة التخصيص الثانية هي LG Hi-Fi Plus التي تم إنتاجها بالتعاون مع شركة الصوتياتB&O PLAY التي تجلب الصوت عالي الجودة بتقنية Hi-Fi DAC التي تقدم تجربة صوت متقدمة تتوفر لأول مرة مع هاتف ذكي، ويُمكن استخدام هذه الوحدة إما مع هاتف LG G5 أو بشكل منفصل إذ أنها قابلة للاتصال مع أي هاتف ذكي أو كمبيوتر.
من الأشياء البارزة التي حاولت إل جي تمييز الهاتف بها، هو توفر كاميرا ثانية في الجهة الخلفية ذات عدسة بزاوية عريضة تقول الشركة أنها قادرة على التقاط كامل المشهد، بحيث ستظهر في الصورة جميع العناصر التي يُمكنك رؤيتها أمامك بالعين المُجردة.
هذه هي الأشياء التي حاولت إل جي تمييز الهاتف من خلالها، لأن التميّز من خلال العتاد القوي لم يعد كافيًا في ظل المنافسة الشديدة في سوق الهواتف الذكية. لكن بالطبع، الهاتف يحمل مواصفات قوية جدًا كالمعالج Snapdragon 820 و 4 غيغابايت من الذاكرة العشوائية وشاشة بدقة QHD ودعم منفذي microSD و USB Type-C.
من التغييرات على هاتف إل جي كانت إضافة زر لقراءة البصمة في الجهة الخلفية منه، والاستغناء عن فكرة وضع أزرار التشغيل والتحكم بالصوت في الجهة الخلفية وإعادتها إلى الجهة الجانبية للهاتف. يُمكن الاطلاع على المواصفات الكاملة للهاتف من هنا.
تحسينات سامسونج بعيدًا عن التغييرات الكبيرة
في حين أن إل جي طرحت هاتفًا جديدًا ومُختلفًا بشكلٍ كبير، سواء عن هواتفها السابقة، أو عن الهواتف الحالية الموجودة في الأسواق، لجأت سامسونج إلى إضافة تحسينات على هاتفيها الجديدين Galaxy S7 و Galaxy S7 Edge.
التحسين بدل التغيير الجذري، كان متوقعًا من سامسونج، فبعد أن قدمت الشركة هذا التغيير الجذري العام الماضي مع سلسلة S6 لجأت إلى تحسين التجربة مع S7. من الجهة الخارجية استخدمت الشركة زجاجًا مُنحنيًا من الأطراف باتجاه الإطار المعدني لمنح هاتفيها الجديدن ملمسًا أفضل، كما ألغت النموذج Edge Plus كي يُصبح S7 Edge هو النسخة الكبيرة من S7 بشاشة قياسها 5.5 إنش بدل 5.7 إنش في S6 Edge Plus.
أضافت الشركة إلى الهاتفين دعم بطاقات microSD ومقاومة الماء بمعيار IP68 وهي إضافات مُرحّب بها بكل تأكيد، لكنها قد لا تكون كافية لإقناع جمهور S6 بالترقية إلى S7.
التغيير الكبير كان على الكاميرا، فبعد أن حمل هاتف S6 Edge واحدةً من أفضل كاميرات الهواتف الذكية العام الماضي، قالت سامسونج أنها تُريد تحسين التجربة، لكن ليس عن طريق زيادة البيكسلات، بل عبر تحسين جودة الصورة، لهذا وبدل زيادة البيكسلات قامت الشركة بتخفيضها إلى 12 ميغابيكسل، لكن في المقابل زادت حجم البيكسل الواحد إلى 1.4 ميكرون. البيسكل الأكبر يعني امتصاصًا أكبر للضوء ووضوحًا في الألوان والتفاصيل، إضافةً لزيادة سرعة التركيز التلقائي، وزيادة فتحة العدسة إلى 1.7/F. وقالت الشركة بأنها تبنت تقنية جديدة تستخدم 100% من البيكسلات للتركيز Focus على عكس هاتف مثل iPhone 6s Plus الذي يستخدم 5% من البيكسلات للتركيز، مما يعني صورة حادة وسرعة تركيز عالية جدًا وخاصة في ظروف الاضاءة الليلية. وقد نشرت الشركة الصورة التالية لمقارنة جودة التصوير ما بين S7 و iPhone 6S Plus في ظروف الإضاءة المنخفضة:
قد تكون تحسينات الكاميرا من أبرز تحسينات الهاتف، إلى جانب التحسينات العتادية بالطبع كامتلاك الهاتف لمعالج Snapdragon 820 أو Exynos 8890 Octa بحسب الطراز، وتقول الشركة بأن S7 أعلى أداءً بنسبة 30% من S6، إضافةً إلى تقديم الهاتف لتقنيات جديدة لمعالجة الرسوميات، وتحسين طريقة التبريد وغير ذلك من التحسينات التي يُمكن الاطلاع عليها عبر تغطيتنا.
تغييرات إل جي؟ أم تحسينات سامسونج؟
لا شك أن ما قدمته إل جي مُثيرٌ للإعجاب كشركة تُحاول فرض نفسها كلاعب كبير ومُنافس رئيسي لسامسونج، ولا أتحدث عن هاتفها فقط بل عن المُنتجات الأخرى التي طرحتها في مؤتمرها كنظارة الواقع الافتراضي وكاميرا الـ 360 درجة والكُرة الروبوتية. الآن، لو تبيّن أن منفذها السحري ووحداتها القابلة للتبديل هي “صرعة” لن تنجح في السوق، فهذا موضوعٌ آخر تمامًا، لكن لا شك أن اجتهاد الشركة مُثيرٌ للإعجاب.
ما قدمته سامسونج جميلٌ ومُثيرٌ للإعجاب أيضًا: أن يحصل هاتفها الجميل والأنيق الذي أعادت تصميمه العام الماضي على ميزة مقاومة الماء، وأن تستجيب الشركة لطلبات مُستخدميها وتقوم بإعادة منفذ microSD، والتحسينات الهامة على الكاميرا، كل ذلك يجعل من هاتفها الممتاز، أفضل وأكثر اكتمالًا عن طراز العام الماضي.
لكن ماذا بالنسبة لك؟ ما رأيك بما طرحته الشركتان؟ ولو كان لك الاختيار بين الهاتفين، هل ستتوجه إلى منفذ إل جي السحري؟ أم إلى تحسينات وتطويرات سامسونج؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
أحدث التعليقات