أعلنت شركة كانونيكال Canonical المطورة لنظام التشغيل المبني على لينوكس، أوبونتو Ubuntu عن النسخة الخاصة بالهواتف الذكية من نظام تشغيلها، وبحسب ما قالت الشركة فسوف نرى أولى الأجهزة التي تعمل بنظام أوبونتو قريبًا خلال معرض CES 2013 الأسبوع القادم.
يقدم نظام أوبونتو للهواتف الذكية شيئًا مختلفًا ومميزًا عمّا نراه في أنظمة التشغيل الحالية، وتعتمد فكرته على الاستفادة بأكبر قدر ممكن من مساحة شاشات الهواتف المحمولة الصغيرة نسبيًا، عن طريق إظهار المعلومات بأفضل طريقة، وإخفاء القوائم الأخرى وإظهارها حسب الطلب.
بشكل أساسي لا يوجد في نظام التشغيل أزرار للتحكم كالتي نراها في أندرويد (العودة إلى الخلف، العودة إلى الشاشة الرئيسية، تعدد المهام)، بل يتم التحكم بكل شيء من خلال التمرير باللمس على حواف الشاشة الأربعة للهاتف. كل حافة من حواف الشاشة تؤدي مهمة معينة، على سبيل المثال فلمس الحافة اليسرى للشاشة ثم السحب قليلًا إلى الجهة اليمنى يكشف عن قائمة فيها اختصارات لأبرز تطبيقات المستخدم، أما لمس الجهة اليمنى من الشاشة والسحب إلى اليسار يقوم بالانتقال بين التطبيقات المفتوحة (تعدد المهام). أما أزرار التحكم الخاصة بكل تطبيق فلا تظهر إلا عند الحاجة إليها، تستطيع السحب من الأسفل لإظهار أو إخفاء القوائم التي تحتوي أدوات التطبيق، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من مساحة الشاشة، كما يمكن أيضًا إخفاء شريط التنبيهات في الأعلى وإظهاره بنفس الطريقة.
يقدم نظام التشغيل شاشة ترحيبية جميلة جدًا تختلف عمّا عرفناه من شاشات القفل التقليدية في أنظمة التشغيل الأخرى، فهي تقدم للمستخدم معلومات مفيدة وبشكل جذاب، الفيديو في آخر الموضوع يوضحها بشكل أفضل.
في نظام أوبونتو للهواتف لا توجد فكرة سطح المكتب، لكنه يتألف من شاشات متعددة لكل شاشة منها وظيفة محددة. فالشاشة الرئيسية تستعرض للمستخدم آخر نشاطاته، مثل آخر التطبيقات التي استخدمها وآخر الأشخاص الذين تحدث معهم، وآخر عمليات البحث التي قام بها .. الخ. وهي تعمل على إعادة ترتيب نفسها بأفضل شكل ملائم للمستخدم وذلك بحسب استخدامه. يوجد أيضًا شاشة للبحث تقوم بإرجاع نتائج البحث بطريقة جميلة ونظيفة، أي أنها تقوم بإرجاع النتائج والصفحات بطريقة مختصرة ومعدة خصيصًا للظهور على شاشة الهاتف ضمن واجهات نظام التشغيل، وليس صفحات ويب معقدة وكبيرة. توجد أيضًا شاشة خاصة بجهات الاتصال، وشاشات أخرى متعددة.
بالنسبة للتطبيقات يدعم أوبونتو تطبيقات HTML 5 ويمنحها قدرة كاملة، أي أنها قادرة مثلًا على إرسال التنبيهات وغير ذلك مما تقوم به التطبيقات التقليدية أو ما تعرف بالتطبيقات الأصلية Native Apps المدعومة أيضًا في نظام التشغيل كذلك.
نظام أوبونتو للهواتف الذكية يدعم الأوامر الصوتية، كما أنه مدمج مع خدمة Ubuntu One السحابية، أي أنه يقدم تجربة سحابية شبيهة بتلك التي يقدمها أندرويد من حيث تخزين الملفات ومعلومات المستخدم ومزامنة الموسيقا وغير ذلك. وقالت الشركة بأنها تعاونت مع أبرز مصنعي الشرائح الرسومية لضمان توفر معالجات رسومية تسمح أولًا بتشغيل واجهات النظام بخفة وسرعة، وتسمح للمطورين بتطوير الألعاب الضخمة بشكل مشابه لما هو في أندرويد و iOS.
نظام أوبونتو للهواتف الذكية لم يخرج ضعيفًا أو ركيكًا كما توقعت عندما أعلنت كانونيكال عن عزمها إطلاق نظام تشغيل للهواتف الذكية العام الماضي، أعترف بأنني ظلمت الشركة. من الواضح مما نراه هنا وجود جهود هندسية وتصميمية جبارة للخروج بنظام تشغيل عملي، لكنه في نفس الوقت مختلف عن جميع أنظمة التشغيل الأخرى الحالية للهواتف الذكية. كمستخدم لأوبونتو، ومحب للمصادر المفتوحة لا أخفي إعجابي وحماسي لنظام التشغيل الجديد. لكن هل سيتمكن أوبونتو من الدخول بقوة في السوق ومنافسة الكبار؟ هل سيتمكن من منافسة أندرويد تحديدًا خاصة أنه يعتمد على نفس فكرة المصدر المفتوح التي تتيح لجميع الشركات تبنيه مجانًا، وتتيح للمطورين الاهتمام به بشكل كبير.
نظريًا، يمتلك أوبونتو بذور عوامل نجاح حقيقية وليست تخيلية، فالواجهات وأسلوب الاستخدام المبتكر والسهل قد يجذب الكثير من المستخدمين لتجربته، لكن لدى أوبونتو تحديات حقيقية وليست سهلة على الإطلاق إن أراد فعلًا مجاراة أندرويد يمكن أن ألخصها بالنقاط التالية:
- من أبرز عوامل نجاح أندرويد هو وقوف شركة غوغل خلفه، وهي واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم وتعمل لديها مجموعة من أبرز العلماء والمهندسين والمخترعين. شركة كانونيكال تعتبر شركة صغيرة وذات موارد محدودة مقارنةً بغوغل، رغم عدم إنكارنا لإبداع مهندسيها. هذا يساعد غوغل على طرح ابتكارات في أندرويد لم تتمكن كبرى الشركات من طرحها بعد (مثل فتح القفل عن طريق الوجه) والمزيد مما سيأتي، فما بالك بكانونيكال؟
- غوغل تمتلك الويب، والويب هو ما يحرك جزءًا كبيرًا من هواتفنا الذكية. خدمات البحث الصوتي مثل Google Now لم يجاريها فيها أحد، حتى Siri بدت بطيئة ومتأخرة مقارنةً بما قدمته غوغل رغم مليارات آبل، فما بالك بشركة صغيرة نسبيًا مقارنةً بغوغل وآبل مثل كانونيكال؟ طبعًا Google Now هي مثال واحد على ما تستطيع غوغل تقديمه دونًا عن غيرها، يمكنك أن تقيس على هذا المنوال
- هل ستتحمس الشركات المصنعة للهواتف الذكية لإنتاج هواتف تعمل بنظام أوبونتو؟ فالسوق وصل إلى مرحلة كبيرة من الإشباع. سامسونج تبيع بنجاح ملايين أجهزة أندرويد سنويًا، ودخلت أيضًا سوق ويندوز فون 8 وتعمل حاليًا على تطوير نظامها الخاص. إتش تي سي تعاني من أزمة مالية خانقة والحل بالنسبة لها هو التركيز على أندرويد وويندوز فون. مغامرة خاطئة كالدخول في مجال أوبونتو قد تقضي على الشركة. سوني وإل جي ليستا بأفضل حالًا. حتى الآن لا نعرف من هي الشركات التي ستكشف الأسبوع القادم عن هاتف أوبونتو. لكنني أتوقع الشركات الأصغر والأقل شهرة
- أيضًا هل سيتحمس مطوروا التطبيقات لدعم منصة جديدة أخرى؟ جميعنا نعرف بأن مايكروسوفت اضطرت لدفع مبالغ مالية لإغراء المطورين وإقناعهم بتطوير تطبيقاتهم لويندوز فون 8، وذلك لأن أحدًا لم يرغب بعناء دعم نظام تشغيل جديد آخر حتى لو كان من مايكروسوفت في ظل السيطرة الأندرويدية والآيفونية. فما بالك بكانونيكال؟
رغم ما قلته أعلاه، فإنني أتمنى أن يكون لدى كانونيكال خطة ما، لا بد بأنها درست السوق جيدًا ولديها مخطط معين، لكن علينا الانتظار لنرى ما الذي في بال الشركة. شخصيًا أتمنى النجاح لأوبونتو على الهواتف، وسأشتري أول هاتف يصدر بنظام أوبونتو لتجربته، لكن ربما تأخرت الشركة قليلًا في دخولها السوق في هذا الوقت.
الفيديو التالي فيه استعراض لنظام أوبونتو للهواتف الذكية، الجزء الهام يبدأ من الدقيقة الخامسة تقريبًا. كما تستطيع الاطلاع على وصلة المصدر للمزيد من المعلومات. بعد ذلك كله، ننتظر سماع رأيك في التعليقات كالعادة.
Click here to view the embedded video.
[Ubuntu]
أحدث التعليقات