X

ثلاثة بدائل آمنة لتطبيق واتساب

رغم أن تطبيق واتساب Whatsapp يُعتبر واحدًا من أشهر تطبيقات المحادثة الفورية للهواتف المحمولة، بأكثر من 450 مليون مستخدم نشط، إلا أنه بكل تأكيد ليس أكثرها أمنًا، حيث عُرِف بضعفه الأمني وأساليب اختراقه السهلة نسبيًا لذوي الخبرة، رغم أن الشركة المطوّرة حاولت تحسينه من الناحية الأمنية عدة مرات سابقًا.

ما زاد الأمر سوءًا بالنسبة للمستخدمين القلقين فعلًا على موضوع الخصوصية، هو استحواذ فيسبوك على واتساب، حيث ظهرت تقارير تتحدث عن قيام آلاف المستخدمين بالانتقال إلى تطبيقات أخرى فورَ إعلان صفقة الاستحواذ. فبعد فضيحة وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA وتجسسها على مستخدمي التطبيقات والخدمات الأمريكية من بينها فيسبوك، بات الكثير من المستخدمين يفضّلون الابتعاد عن الخدمات الأمريكية بشكل عام ومنها فيسبوك الذي لا يخلو من مشاكل في الحفاظ على خصوصية مستخدميه.

اليوم سنقدم لكم ثلاثة تطبيقات برزت بعد صفقة الاستحواذ على أنها بدائل آمنة جدًا وممتازة سواء من حيث الميزات أو إمكانيات التشفير العالية.

Telegram

من أشهر التطبيقات التي ظهرت كبدائل آمنة لواتساب، يقدم التطبيق ميزة تُدعى Secret Chats تقدم ما يُعرف بالتشفير من طرف إلى طرف end-to-end encryption وهو دون شك أفضل أساليب التشفير. هذا يعني بأن مفاتيح التشفير يتم توليدها على هواتف المستخدمين أثناء الدردشة، ويتم تبادل المفاتيح مابين الهاتفين للتحقق من هوية المستخدم الآخر، دون أن يمر ذلك عبر مخدّمات الشركة أو عبر أي طرف وسيط آخر. وحتى لو تمكّن أي مُخترق أو جهة حكومية من التجسس على الاتصال بطريقة ما، فكل ما سيظهر له هو حروف غير مفهومة لا يُمكن إعادتها إلى شكلها الأصلي. حتى الشركة المطوّرة للتطبيق لا تستطيع معرفة محتوى المحادثة.

يوفر التطبيق ميزة حماية إضافية تقوم في حال تفعيلها بحذف الرسائل من كلا الجهازين (جهاز المُرسل والمُتلقي) تلقائيًا بعد وصولها بمدة معينة، وبذلك لا يبقى أي أثر للرسالة حتى على جهاز المستخدم نفسه. كما يقدم التطبيق بالتأكيد جميع الميزات القياسية الأخرى التي تتوقعها، من بينها إمكانية إنشاء المجموعات التي تتألف من 200 شخص، ومشاركة مقاطع الفيديو حتى 1 غيغابايت ومزامنة جميع الرسائل بشكل سحابي بحيث لا تتعرض للفقدان ويمكن الوصول إليها بسهولة من أجهزتك الأخرى.

الشركة المطورة للتطبيق لديها شرح تفصيلي وتقني في موقعها حول أساليب التشفير التي تستخدمها، وكنوع من التحديث لإبراز قوة الحماية في التطبيق لديها جائزة بقيمة 200 ألف دولار لمن يتمكن من اختراق بروتوكول التشفير الخاص بها.

Threema

رغم أن هذا التطبيق السويسري مدفوع (1.60 يورو في متجر غوغل بلاي)، إلا أنه يقدم درجة عالية من الحماية جعلت الآلاف ينتقلون إلى استخدامه حيث يمتلك الآن شعبية عالية في أوروبا، وتضاعف عدد مستخدميه في يوم واحد فورَ إعلان فيسبوك استحواذها على واتساب. وبحسب تقرير نشره موقع TechCrunch فقد صعد التطبيق كي يصبح التطبيق المدفوع الأكثر شراءًا على متجري غوغل وآبل في ألمانيا. وهو الآن يحتل مراتب متقدمة من حيث التطبيقات المدفوعة في العديد من الدول.

في البداية، يقدم التطبيق ميزة التشفير بين الطرفين، بشكل مماثل لما ذكرناه حول تطبيق Telegram في الأعلى، لكنه يضيف مؤشرات حماية إضافية تعطيك الثقة بأن من تتحدث معه هو الشخص المطلوب فعلًا. يقدم التطبيق ضمن نافذة المحادثة نُقاطًا ملوّنة تدلك بسهولة على مستوى أمان المحادثة. بشكل عام محادثات التطبيق مشفرة دائمًا وأبدًا مابين طرفي المحادثة، لكن هذه النقاط هي لزيادة الموثوقية.  النقطة الحمراء تعني بأن مفتاحي التشفير قد تم الحصول عليها من مخدّم الشركة لأن الرسالة التي استقبلتها هي من شخص لم يتم العثور عليه في جهات اتصالك، أي أنك لا تمتلك رقم هاتفه، وبالتالي لا يمكن التأكد من أن الشخص الذي يتحدث معك هو بالفعل من يدّعي أنه هو.

نقطتان برتقاليتان تعنيان بأنه تم التعرّف على الشخص، والتأكد بأنكما تمتلكان أرقام بعضكما البعض في كلا الهاتفين، وبالتالي يمكن التأكد بأنه الشخص الذي تعرفه حقًا.

أما ثلاثة نقاط خضراء، فتعني بأنك قمت مسبقًا وبشكل شخصي من التحقق من هوية المستخدم وتبادل مفاتيح التشفير معه. هذا يعني بأنك اجتمعت مع هذا الشخص مسبقًا وقمتما بتبادل مفاتيح التشفير. هذا التبادل يتم عبر ظهور رمز QR على هاتفه يجب أن تقوم بتصويره بكاميرا هاتفك (أو العكس)، حينها يتم تبادل تلقائي لمفاتيح التشفير يتم على الصعيد الشخصي، وهي أفضل طريقة للتحقق من الهوية.

يقدم التطبيق الميزات الأساسية الموجودة في تطبيقات الدردشة (مشاركة الصور والفيديو والموقع الجغرافي والابتسامات .. الخ)، إلّا أنه ليس غنيًا بالكثير من الميزات الإضافية. لكن إن كنت جادًا بالفعل حيال أمن محادثاتك الشخصية، وخاصةً بالنسبة لمن يريد ضمان أمن محادثاته للحفاظ على سرية عمله التجاري أو نشاطه السياسي وغير ذلك، يبدو بأن Threema هو من أفضل الخيارات المتاحة.

Line

التطبيق الياباني الشهير والغني بالميزات، وهو معروف منذ فترة طويلة كبديل آمن عن واتساب. نقاط قوة هذا التطبيق هي ميزاته الكثيرة، وقاعدة مستخدميه العريضة، وإمكانية إجراء محادثات الصوت والفيديو. لا يستخدم Line أسلوب التشفير بين الطرفين المُستخدم في التطبيقَين أعلاه، بل يعتمد على مخدّم الشركة لإجراء التشفير، لكن التطبيق وبعد فترة طويلة على توفّره أثبت بأنه قوي أمنيًا بشهادة خبراء، أضف إلى ذلك بأنه غير أمريكي مما يرفع معدّل الثقة. باستخدامك لهذا التطبيق أنت تضمن بأن حكومتك أو مزود خدمة الانترنت الخاص بك لن يتمكن من مراقبتك، نظريًا قد تستطيع ذلك الحكومة اليابانية فقط لو كان لديها برنامج سرّي شبيه بـ NSA، لكن ميزات التطبيق الكثيفة وقاعدة مستخدميه التي تصل إلى أكثر من 360 مليون مستخدم قد يجعلانه تطبيقًا مثاليًا بالنسبة للكثيرين بدل الواتساب.

بالتأكيد هناك تطبيقات أخرى أيضًا، لم نذكر الآن كل شيء، لو أردنا أن نتحدث عن الأمن والخصوصية فهناك تطبيقات ووسائل يمكن أن تحميك حتى لو كانت كل مخابرات العالم تلاحقك، لكن تلك التطبيقات تركز على الخصوصية فقط ولا تمتلك ميزات أخرى تقريبًا وغير مناسبة لأي مستخدم عادي (لكننا سنتحدث عنها في موضوع مُنفصل). لهذا اخترنا هنا التطبيقات سهلة الاستخدام لأي مستخدم، والتي تمتلك ميزات الدردشة والمشاركة الأساسية، والتي برزت مؤخرًا كبدائل فعلية وآمنة ومجرّبة لواتساب.

إن كانت لديك أية إضافات نرحب بها ضمن التعليقات.

Leave a Comment