اليوم هو الأحد، يوم العطلة في العالم الغربي وبالتالي يوم الأخبار الشحيحة. لهذا وفي ظل غياب ما يُمكن تغطيته من الأخبار، يمكن لنا أن نطرح موضوعًا بعيدًا نوعًا ما عن أخبار أندرويد، لكنه يتعلّق بهذه المدوّنة بشكل خاص، ورُبما ما تواجهه المدونات الأخرى بشكل عام.
تصلنا الكثير من الرسائل عبر البريد الإلكتروني تطلب منّا ممارسة المزيد من الرقابة على تعليقات القُرّاء في هذا الموقع، وعلى الفوضى التي تحدث أحيانًا في التعليقات والتي تتصاعد أحيانًا كي تتحوّل إلى مُهاترات شخصية وشتائم.
الكثير من القُرّاء يطلبون منّا حذف ما يعتبرونها تعليقات مُسيئة، وحذف التعليقات والردود التي تتحول إلى مُهاترات وشجارات ضمن قسم التعليقات على الأخبار والمقالات التي ننشرها، ويعتقد البعض بأننا لا نقوم بممارسة الرقابة على التعليقات كما يجب وبأننا نُهمل ذلك تمامًا.
لهذا أُريد اليوم أن أوضّح هذه النقطة وأشرح وجهة نظرنا كإدارة ومحررين للموقع. في البداية فنحن نقرأ ونتابع جميع التعليقات واحدًا واحدًا، لكننا لا نقوم بحذف أي تعليق ما عدا التعليقات التي تتضمن كلمات نابية خادشة للحياء العام، عدا عن ذلك فسياستنا تقوم على عدم حذف أي تعليق آخر، لأسباب سنوضحها الآن.
الرقابة هي موضوع حسّاس جدًا، وممارسته قد تؤدي إلى نتائج سلبية حتى لو كان النيّة من ورائها طيّبة. لو قررنا حذف التعليقات (المُسيئة) فيجب علينا أولًا أن نُعرّف ما معنى كلمة (مُسيئة). هل إذا قال شخصٌ لآخر: “أنت سخيف” يكون هذا تعليقًا مُسيئًا؟ نعم ربما. هل إذا قال شخصٌ لآخر: “أنت لا تفهم” هو تعليق مُسيء يجب حذفه؟ نعم رُبما. الآن ضع نفسك مكان إدارة الموقع ومُحرريه وتخيّل أنك وضعت قائمة وقمت بتوزيعها على فريق الموقع تتضمن العبارات المُسيئة التي يجب حذفها وتضمنت هذه القائمة عشرين عبارة على سبيل المثال. وقام أحد المُعلّقين باستخدام عبارة مُختلفة عنها في أحد التعليقات، وقام أحد المُحررين بمُشاهدة هذا التعليق، هل يجب عليه حذفه؟ أم يجب عليه العودة والنقاش مع فريق الموقع حوله؟ مع عشرات أو مئات التعليقات يوميًا قد يصعب نقاش كل تعليق وكل عبارة تبدو مُسيئة، حينها قد يُقرر المُحرر حذف التعليق الذي لا يستحق إضاعة وقت فريق الموقع في نقاشه.
نفس الأمر قد يتكرر مرات عدة، وسيبدأ المحررون باتخاذ قرارات الحذف بشكل كيفي وتقديري غالبًا. هذا بدوره سيؤدي إلى حذف بعض العبارات التي تبدو مُسيئة، وترك عبارات أُخرى شبيهة، في مقالات أخرى، اطّلع عليها مُحرر آخر ورأى بأنها ليست بذلك السوء الذي يستوجب حذفها. هذا سيؤدي دون شك إلى إثارة غضب المُعلّقين، حيث سيتّهمنا البعض بحذف تعليقاته وترك تعليقات أخرى شبيهة، وحينها سيكون مُحقًا وسنبدو مُخطئينَ لا نُجيد عملنا.
في موقع يعمل فيه مجموعة من الأشخاص، ستختلف الآراء دون شك، ولو وضعت قائمة بما يجب حذفه فهذا ليس كافٍ، ولو استغنيت عن القائمة وتركت للكاتب حُرية حذف ما يعتقد أنه مُسيء، سيُصبح الأمر أكثر سوءًا وسيتم تمييع الأمر وستتم ممارسة الرقابة بحسب الرأي الشخصي لكل كاتب وحينها سيتحول الأمر إلى فوضى حقيقية أكثر سوءًا وسنبدو بأننا غير عادلين في التعامل مع التعليقات، وحينها بالفعل لا يُمكن أن نكون عادلين في هذه الحالة.
لهذا، لو وضع من يُطالبوننا بممارسة المزيد من الرقابة على التعليقات أنفسهم في مكاننا، لوجدوا بأن الأمر ليس بهذه السهولة.
الرقابة هي أمر سيء وسلبي بشكل عام يجب تفاديه ما أمكن، وحُرية التعبير هي الأساس في التعامل. صحيح أن حُرية التعبير تعني اضطرارك للتعامل مع أفكار غريبة، وتعليقات سخيفة، وعبارات مُسيئة في بعض الأحيان، لكن ممارسة الرقابة تؤدي بالتأكيد إلى نتائج أكثر سوءًا.
من الصعب وغير المُجدي ممارسة الرقابة، لكن يُمكننا العمل على الحد من التعليقات المُسيئة بوسائل أُخرى. حيث نعمل حاليًا على تطوير نظام التعليقات في الموقع بحيث يستطيع القُراء أنفسهم التصويت سلبًا ضد التعليقات المُسيئة، بحيث يختفي التعليق الذي يتلقى مجموعة كبيرة من التصويتات السلبية. وسنفتح للقرّاء إمكانية تسجيل حساب ضمن الموقع واستخدامه لإضافة التعليقات، وقد نجعل هذه هي الطريقة الوحيدة لإضافة التعليق (بالإضافة إلى التعليق عبر الحسابات الاجتماعية للمُستخدم) للحد من مُشكلة انتحال الشخصيات كي يصعب على أحدهم التعليق باسم شخص آخر.
هذا هو رأينا بالموضوع، وردنا على كل من يُطالبنا بممارسة المزيد من حذف التعليقات (المُسيئة). وبالتأكيد نُرحّب بآراكم وأفكاركم حول هذا الموضوع … ضمن قسم التعليقات.
The post عن فوضى التعليقات وممارسة الرقابة appeared first on أندرويد بالعربي | أردرويد.
Leave a Comment