قد يبدو عنوان هذا المقال غريبًا وصادمًا لمن لم يطّلع على أخبار سوق الهواتف الذكية خلال الشهور القليلة الماضية. فكيف نطرح هذا التساؤل وكأننا متأكّدون بأن هُناك شركات ستنسحب من السّوق العام القادم؟
رغم أنه لا أحد يستطيع التنبّؤ بما سيحدث العام القادم، لكن هُناك مؤشّرات قويّة تدُل بأن السّوق قد يشهد مُغادرة شركة واحدة على الأقل من الشركات الشهيرة. بعض هذه المؤشّرات تستند على تصريحات للشركات نفسها وهي ليست مُجرّد توقّعات.
نبدأ مع بلاك بيري، التي صرّحت بشكل واضح ومُباشر أنّها قد تنسحب من سوق الهواتف الذكية إن لم تُحقق هدف مبيعاتها وهو 5 ملايين هاتف خلال العام 2016. الشركة عانت من تراجع كبير في الحصة السوقية والأرباح خلال السنوات الماضية، لكنّها ستُجرّب حظّها الأخير مع أندرويد وهاتف BlackBerry PRIV والذي قد يكون الهاتف الأخير للشركة إن لم يتمكّن من إنقاذها.
غالب الظن أن الشركة وفي حال قررت الانسحاب، فهي ستستمر في عمل الشراكات وتقديم الخدمات الأمنية للشركات الأُخرى، خاصةَ أنها تتعاون حاليًا بالفعل مع كل من سامسونج وجوجل في هذا الصدد، لكنها قد تتوقف عن صناعة وبيع الهواتف الذكية بشكل كامل.
ننتقل من بلاك بيري إلى سوني، والتي قامت أيضًا بإعطاء نفسها فرصة أخيرة حتى نهاية العام 2016. سوني صرّحت بشكل واضح أنها ستُفكّر بالخيارات المُتاحة في حال لم تتمكّن من الانتقال من الخسائر إلى الأرباح العام القادم. رغم أن تصريح سوني لم يتحدث عن الانسحاب من السّوق، لكنه تحدّث عن دراسة الخيارات المُتاحة، ومنها ما يكون الانسحاب من السوق فعلًا، أو بيع علامة Xperia التجارية إلى شركة أُخرى، كما حدث مع سلسلة حواسب Vaio المحمولة التي باعتها الشركة قبل أعوام، وما زالت السلسلة تصدر بنفس الاسم لكنها من تصنيع شركة أُخرى. أو رُبّما نوع آخر من الشراكات أو الخطط الموجودة لدى سوني.
في النهاية، قد لا تنسحب سوني من السوق كُليًا، لكن وجودها قد يكون مُختلفًا بشكل كبير عن الشكل الحالي، وهذا ما سيُحدده أداء الشركة العام القادم.
الشركة الثالثة التي سنتحدث عنها اليوم، هي بالطبع إتش تي سي، وهي شركة شُجاعة حيث لم تُدلِ بأية تصريحات توحي بأنها تُفكّر بالخروج من السّوق، لكن الشركة تُحقق نتائج مالية سيّئة للغاية، حيث فقدت العلامة التجارية للشركة قيمتها السّوقية، وخرجت من المؤشّر الرئيسي لسوق الأسهم التايواني، وأعلنت عن أكبر خسائر تحققها منذ عشر سنوات، ولجأت مؤخرًا إلى تسريح 15% من موظّفيها.
مُستقبل إتش تي سي غير واضح أبدًا، ومن غير المعروف إلى متى قد تتمكّن الشركة من تحمّل الخسائر، لكنها تُعلّق الكثير من الآمال عن هاتف قوي قادم ستُعلن عنه في العشرين من الشهر الحالي تتمنّى أن يُشكّل نقلةً نوعيّة لها من حيث المبيعات والأرباح.
هُنا نعود إلى السّؤال الأساسي لحوارنا هذا الأسبوع. من برأيك هي الشركة المُرشّحة لمُغادرة السّوق من بين الشركات الثلاث؟ هل تتوقّع أن تتمكّن هذه الشّركات من تحقيق النجاح والاستمرار؟ أم أن المُنافسة الشديدة في السوق ستُطيح بإحداها أو جميعها؟ ما هي توقّعاتك لمشهد سوق الهواتف الذكية خلال العامين 2016 و 2017؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
The post حوار الجمعة: من هي الشركة التي ستُغادر سوق الهواتف الذكية العام القادم؟ appeared first on أردرويد.
Leave a Comment