يبدو أن جوجل ليست راضية عن أداء خدماتها بمجال المحادثات والتواصل الاجتماعي، ووفقًا لتقريرٍ نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الشركة في طور تطوير تطبيق مُحادثات جديد، يستبدل تطبيق Hangouts، ويتضمن ميزاتٍ جديدة كليًا، وذكية بنفس الوقت.
ليس خفيًا أن جوجل لم تتمكن من تقديم تطبيقٍ فعال بمجال المحادثات، وهي بعيدة جدًا عن منافسة التطبيقات الرائدة بهذا المجال، مثل WhatsApp و Facebook Messenger و WeChat. وعلى الرغم من محاولات جوجل الحثيثة سابقًا لتطوير خدماتها بمجال التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تتمكن من إثبات منافسة حقيقية مع عمالقة هذا المجال.
من ناحيةٍ أخرى، خسارة حصة كبيرة بمجال تطبيقات المحادثة، يعني خسارة بيانات كبيرة. ما أهمية البيانات هنا؟ علينا أن نتذكر أن قوة جوجل الأساسية هي بمُحرك بحثها، وهو سبب شهرتها ونواة الشركة الأساسي، وهو لا يزال أفضل محرك بحث بكل ما يقدمه من خدمات ونتائج متميزة لم يتمكن أي محرك بحث آخر من تقديمها. ولكن، قوة محرك البحث نفسه تعتمد أيضًا على كمية البيانات والمعلومات التي يستطيع الوصول إليها، وذلك بغض النظر عن خوارزمية البحث المستخدمة. من هنا نستطيع أن ندرك مدى أهمية البيانات التي تخسرها جوجل بمجال تطبيقات المحادثات، أي من ناحية خسارة بيانات كثيرة تستطيع الاستفادة منها بتطوير وتحسين مُحرّك بحثها بشكلٍ مستمر.
بناءً على ذلك، فإن تقرير صحيفة الوول ستريت جورنال ذكر أن جوجل تعمل على تطوير برمجيات ذكاء صنعي جديدة ضمن تطبيق مُحادثاتها المقبل. هذه البرمجيات تعرف باسم ChatBot وهي اختصار لـ Chatter Robot. بشكلٍ بسيط، برمجيات ChatBot عبارة عن برمجياتٍ ذكية تستطيع أن تفتح مُحادثة بين طرفين، اعتمادًا على مَعلومةٍ مشتركة يبحث عنها كُل طرف. بهذه الطريقة، وعبر تضمين هذه البرمجيات ضمن تطبيق المحادثات الجديد، سيكون هنالك إمكانية مشاركة أسئلة وكلمات مفتاحية كبيرة بين عددٍ كبير من المُستخدمين، ومشاركة معلومات بين أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض، بخلاف المبدأ الأساسي لتطبيقات المُحادثة، والتي تكون الغالبية الساحقة من المُحادثات فيها مَبنية على المعارف الشخصية والأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن كان تقرير الصحيفة صحيحًا، فإن جوجل مُقبلة على تنفيذ فكرة عبقرية جديدة، كما عودتنا بمعظم منتجاتها وخدماتها. ذكر التقرير أيضًا أن جوجل لن تقوم بتطوير برمجيات ChatBot لوحدها، بل ستفتح أيضًا الباب للمُطوّرين كي يقوموا هم بتطوير البرمجيات وتضمينها ضمن تطبيق المحادثات، وهذا يعني فتح المجال لمزيدٍ من خوازرميات وطرق البحث التي ستساعد بتحسين جودة وأداء التطبيق نفسه.
نحن نتحدث هنا عن مفهومٍ جديد في التواصل الاجتماعي، وهو مفهوم قائم على إيجاد قاسم مشترك بين المستخدمين والمتمثل بالبحث عن معلومة أو كلمة مفتاحية محددة مشتركة بين شخصين. بهذه الطريقة، ستكون كمية المعلومات والبيانات أكبر، وستساعد هذه الطريقة جوجل بشكلٍ أكيد بتحسين خوارزميات محرك بحثها.
من ناحيةٍ أخرى، فإن هذه الخطوة من شأنها أن تنافس خطوات فيسبوك المقبلة، وهي ميزة Facebook M التي يسعى الفيسبوك لتضمينها ضمن تطبيق Messenger الخاص به. تعمل ميزة “M” بشكلٍ مشابه للطريقة التي تريد جوجل أن يعمل بها تطبيقها بالمستقبل، فهي تقوم بالبحث عن أجوبة لاستفسارات المستخدمين عبر البحث عنها ضمن الإنترنت. الاختلاف الأساسي أن ميزة “M” التي تريد فيسبوك إطلاقها تتضمن إشرافًا بشريًا في حال كانت طلبات البحث معقدة نوعًا ما. يبدو أن جوجل تسعى لجعل تطبيقها أكثر ذكاءً، عبر إتاحة ميزة إنشاء محادثات مشتركة بين الأشخاص الذين يبحثون عن نفس الموضوع أو نفس الكلمة المفتاحية، وهذا ما يجعله أكثر ارتباطًا بمفهوم التواصل الاجتماعي.
لا يوجد أي تأكيدات رسمية من جوجل حول تطبيقها الجديد، أو موعد إطلاقه، أو حتى الميزات التي يتضمنها. كل ما نعرفه حاليًا هو التقارير المنشورة والمسربة من هنا وهناك. بكل الأحوال، تعودنا على مصداقيةٍ كبيرة حين تقوم جهة مثل الوول ستريت جورنال بتبني مثل هكذا إشاعات. متى قد نشاهد التطبيق؟ لا نعلم، ولكن إن كان تقرير الصحيفة صحيحًا، فنحن مقبلون على مفهومٍ جديد كليًا بمجال التواصل الاجتماعي.
Leave a Comment