تُعتبر الكاميرا المُدمجة مع الهواتف الذكية أحد أبرز التّقنيات التي أضافت صفة “الذكاء” على الهواتف، وساهمت بتحويل الهواتف من منصة اتصال سريع ومُتنقل، إلى منصةٍ تقنية متكاملة تُقدّم مَزيدًا من الفعالية للمُستخدمين، خصوصًا مع ملاحظة التّطور التقني بشكلٍ عام: تحسن تقنيات الاتصالات (بمُختلف أنواعها) والذي يعني سهولة أكبر بنقل وتبادل البيانات، والذي بدوره يُفضي لإمكانيات تواصل أفضل، وهنا أقصد إمكانية التواصل عبر الوسائط المتعددة (الصور والفيديوهات) التي تجعل بالفعل من تجربة “التواصل” تجربةً مُميزة، بحيث أصبح العالم بالفعل “قريةً صغيرة”.
بكل الأحوال، فإن الكاميرا المُدمجة مع الهواتف الذكية وبعد أن كانت كمالية، أصبحت مُتطلبًا أساسيًا لا يقل أهميةً بالنسبة للمُستخدمين عن قُوّة المُعالج، حجم ودقة الشاشة، وغيرها من المواصفات التقنية والعتادية في الهواتف الذكية. تعلم الشركات هذا الأمر بشكلٍ جيد، وهي تسعى دومًا لتقديم الأفضل عبر هواتفها، وتبقى الكاميرا أحد أبرز العوامل التي تلعب دورًا حاسمًا بالنسبة للعديد من المُستخدمين لشراء هذا الهاتف أو ذاك.
لحسن حظنا، يوجد هيئات تقنية مُتخصصة تقدم لنا معلوماتٍ تحليلية دقيقة حول أداء الهواتف الذكية بشكلٍ عام، وأداء أجزائها بشكلٍ خاص. بالنسبة للكاميرا، فإن أشهر جهة موثوقة لتقييم جودة أداء الكاميرات هي هيئة DxOMark. تعمل الهيئة بشكلٍ مُتواصل على تجربة كاميرات الهواتف الذكية، وتقييمها، وتعديل الترتيب العام لأفضل الهواتف الذكية من حيث جودة أداء الكاميرا. أحد مُميزات تقييم هيئة DxOMark هو الوثوقية العالية فيما يتعلق بتقييم جودة الكاميرا، بخلاف التقييمات الخاصة بأداء الهواتف وشرائح المُعالجة (مثل AnTuTu) التي تعاني من انتقاداتٍ مُتنوعة بخصوص الموضوعية ومصداقية التقييم.
(تنويه: هيئة DxOMark ليست مختصة بكاميرات الهواتف الذكية فقط، وهي تقوم بإعطاء تقييماتٍ لمختلف أنواع الكاميرات، ومن ضمنها كاميرات الهواتف الذكية).
حول آليّة التقييم
بشكلٍ أساسيّ، تقوم الهيئة بتقييم الكاميرا اعتمادًا على شقين: الشق الأول هو تقييم جودة الصور الثابثة اعتمادًا على عدة عوامل وإعطاء علامة تمثل المتوسط الحسابيّ لكل العوامل، ومن ثم تقييم جودة تصوير الفيديو اعتمادًا على عدة عوامل وإعطاء علامة تُمثّل المُتوّسط الحسابيّ لكل العوامل. أخيرًا يتم حساب التقييم الكُليّ لأداء الهاتف وإعطاء علامة نهائية لجودة الكاميرا، ويجب الانتباه إلى أن التقييم الكليّ لا يعتمد على المُتوّسط الحسابي لجودة الصور الثابتة وجودة تصوير الفيديو.
يأخذ التقييم العديد من العوامل الضوئية والبصرية بعين الاعتبار: دقة التباين Contrast، دقة الألوان، جودة التّركيز التلقائي Autofocus، إزالة الضجيج من الصور Noise، أداء مصباح فلاش Flash، التصوير ضمن الأماكن المغلقة Indoor، التصوير ضمن الأماكن المفتوحة Outdoor، التصوير ضمن ظروف الإضاءة المختلفة. بكل الأحوال، التقارير الخاصة بأداء كاميرا كل هاتف ذكي موجودة على الموقع الرّسمي للهيئة، ويُمكن عبر هذه التقارير معرفة التفاصيل الكاملة لأداء كاميرا الهاتف الذكي، ونقاط القوة والضعف لكلٍ منها.
ترتيب أفضل هواتف الأندرويد بحسب أداء الكاميرا
من أجل تجنب العرض الكثير من المعلومات، ومن أجل الحصول على فكرةٍ شاملة، فضّلت القيام بعرض الترتيب على شكل جدولٍ واحد يُظهر المَعلومات التالية:
- اسم الهاتف الذكي.
- نتيجة تقييم الصور الثابتة وتقييم تصوير الفيديو.
- دقة الكاميرا الخلفية الخاصة بالجهاز.
- التقييم الكليّ لأداء الكاميرا وفقًا لمؤشر DxOMark.
مُلاحظات حول التقييم
- دقة عالية للكاميرا لا تعني أداءً أفضل: بخلاف ما قد يظنه الكثيرون، فإن الدّقة العالية للكاميرا لا تعني أنها ستُقدّم أفضل أداء. هاتف Samsung Galaxy S6 Edge Plus لا يمتلك أعلى دقة كاميرا بين الهواتف المُتوّفرة، ومع ذلك احتل المركز الأول بالمناصفة مع هاتف Sony Xperia Z5. الأداء الإجماليّ للكاميرا يتعلق بجودة حساسات الصورة المُستخدمة من ناحية، وقُدرتها على تسجيل أكبر كمية مُمكنة من التفاصيل بكافة ظروف الإضاءة. من ناحيةٍ أخرى، الحصول على صورةٍ ذات تفاصيل وألوان مُميزة وبكافة ظروف الإضاءة، يتطلب أيضًا دعمًا عتاديًا قويًا من شريحة المُعالجة كي تكون قادرة على التّعامل مع بيانات التصوير وإنتاج صورةٍ أو فيديو بدقةٍ عالية بمُختلف ظروف الإضاءة.
- الترتيب بحسب نتيجة التقييم: ترتيب الهواتف الذكية هو بحسب النتيجة النهائية للتقييم، وهذا يعني أنه يُمكن لعدة هواتف أن تحتل نفس المرتبة. إذا تم ذكر هاتف قبل آخر وكانا يمتلكان نفس النتيجة النهائية، فهذا بسبب أخذ الترتيب الأبجديّ بعين الاعتبار.
- يمكن القول وبدرجةٍ كبيرة من الثقة أن سوني وسامسونج هما أفضل الشركات من ناحية أداء كاميرا الهواتف الذكية، حيث نجد العديد من الهواتف الخاصة بالشركتين ضمن الترتيب. هذا يعكس أيضًا فلسفة الشركات نوعًا ما في طبيعة الأمور التي تود جذب المُستخدمين عبرها، ونجحت الشركتان حتى الآن باستقطاب العديد من المُستخدمين الذي يضعون جودة كاميرا الهاتف الذكي على رأس أولوّياتهم.
- أين الشركات الصينية؟ على الرغم من الصعود الكاسح للشركات الصينية المُصنّعة للهواتف الذكية وتزايد حصتها السوقية بشكلٍ كبير، فإننا وعند الحديث عن تقييم الكاميرات الخاصة بالهواتف الذكية، نلاحظ انعدام وجودها، باستثناء هاتف Nexus 6P الذي صنعته هواوي، والذي لا يُمكن اعتباره هاتفًا صينيًا بالمعنى الكامل للكلمة، لأن عملية تصنيعه تمت بالتعاون مع جوجل. شخصيًا، أعتقد أن التقييم السابق يُبرر وبشكلٍ واضح لماذا لا يمكنك الحصول على هاتفٍ “خارق” بسعر 300 دولار أمريكي. الجودة العالية تتطلب دقة تصنيع عالية، استخدام مواد أولية بجودةٍ عالية، وهذا ما يبرر غلاء أسعار هواتف سامسونج وسوني وبلاكبيري وإتش تي سي، فأنت تدفع ثمن خبرة سنين، أكثر من دفعك لثمن مُواصفات الهاتف نفسه.
كلمة أخيرة
قبل أن يقفز البعض لاستنتاج أنه لا يجب شراء إلا هواتف الفئة العليا من سوني أو سامسونج، يجب أن نتذكر أن عملية شراء الهاتف الذكي تتحدد بحاجات ومُتطلبات المُستخدم نفسه من جهة، وقُدرته المالية من جهةٍ أخرى. من ناحيةٍ أخرى، التّصنيف السابق خاص بأداء وجودة الكاميرا الخاصة بالهاتف، وليس تقييمًا لجودة الهاتف نفسه (وإن كان أداء الكاميرا مُرتبطًا بأداء عناصر أخرى ضمن الهاتف نفسه). تقييم الهاتف الذكي ككل عملية مُعقدة وصعبة، ومع الأسف لا يوجد مصدر ذو مصداقيةٍ عالية (حتى الآن) يستطيع أن يُعطينا تقييمًا موثوقًا لأداء الهاتف ككل.
أخيرًا، يبقى أن أطرح السؤال عليكم: هل تجدون التقييم عادلًا ومُنصفًا؟ وهل تجدون ترتيب DxOMark يعكس الترتيب الفعليّ لأداء كاميرات هواتف الأندرويد؟ أم أن لتجربتكم الشخصية رأيٌ آخر؟ شاركونا رأيكم ضمن التعليقات.
Leave a Comment