عندما أعلنت شياومي Xiaomi قبل فترة عن بنك الطاقة الجديد Mi Power Bank بسعة 20 ألف ميلي أمبير ساعي، لفت بنك الطاقة هذا نظري بقوّة، ليس بفضل سعته الكبيرة فحسب، بل بفضل ميزة الشحن السريع التي يتمتع بها.
وقد حدث معي مؤخرًا وقبل أن أشتري بنك الطاقة هذا، ما جعلني أعتقد بأهمية هذه الميزة بالفعل، حيث ضللت طريقي أثناء سفري في إحدى البلدان وتأخرت على موعدٍ هام، وكنت أستعين بخرائط جوجل للتوجه مشيًا إلى المكان المقصود عندما انتهى شحن الهاتف وتوفي تمامًا. ورغم أن بنك الطاقة القديم الخاص بي (من شركة Anker) كان في حقيبتي، إلا أنني لم أستخدمه مُبكرًا لشحن الهاتف ظنًا مني أن ما تبقى من البطارية يكفي لإيصالي إلى وجهتي.
المشكلة هي أنني عندما قمت بتوصيل بنك الطاقة الذي كان معي، رفض الهاتف التشغيل كُليًا، والسبب أن بنك الطاقة الذي اشتريته قبل حوالي العامين على ما أذكر يقدم سرعة شحن بطيئة، مثل كُل أبناء جيله من بنوك الطاقة، ولم يكن يكفي لتزويد الهاتف بكمية الطاقة المُناسبة لإقلاع الهاتف. واضطررت للوقوف في الشارع مُتأخرًا على موعدي، أنتظر التهام الهاتف ما يكفيه من الطاقة كي يعمل، وبعد دقائقٍ طالت من الانتظار قمت بتشغيل الهاتف لأكتشف أن شحن البطارية حوالي 1% فقط، وسيقوم بإغلاق نفسه مرة أخرى فيما لو واصلت استخدام تطبيق الخرائط. فاضطررت لإغلاق الشاشة وتشغيل وضعية توفير الطاقة، والانتظار ريثما يحصل الهاتف على المزيد من الطاقة قبل أن أتمكن من مُتابعة استخدامه.
بعد عودتي من السفر قررت أن الوقت قد حان للحصول على بنك طاقة جديد يتميّز بالشحن السريع، وتذكرت أني أُعجِبت ببنك الطاقة الجديد من Xiaomi عندما غطينا خبر إطلاقه قبل فترة، وأعجبت بميزاته، حيث لم يكن ضخمًا أو ثقيلًا نسبةً لسعته (الوزن 338 غرام) ويتميز بتصميم نحيف نسبةً لحجم بطاريته، مما يجعله يتسع بسهولة في أي حقيبة بدون مُشكلة ملحوظة من حيث المساحة أو الوزن. ورغم أن بنك الطاقة القديم الذي أملكه كان بسعة 13,000 ميلي أمبير الكافية بحسب استخداماتي، لكني وجدت فكرة الحصول على سعة أكبر ستكون مُفيدة حتمًا خاصة أني كثير الأسفار والتنقّل وأحمل معي دائمًا أجهزة متعددة (هاتف أو هاتفين، حاسب لوحي، وكاميرا). هكذا أطمئن بأن الطاقة لن تخذلني تحت أية ظروف محتملة. هذا يُشبه أن تتحصن بمُضاد للفيروسات لعدة سنوات دون أن تشعر أنك بحاجته حقًا، لكنه سيُثبت فعاليته في يوم من الأيام بشكلٍ قد يكون غير متوقعًا.
من ميزات بنك الطاقة هذا هي مخرج الطاقة بقدرات: 5 فولت/2 أمبير و 9 فولت/2 أمبير و 12 فولت/1.5 أمبير، حيث يستطيع وبشكل تلقائي تحديد خرج الطاقة المناسب للجهاز المناسب. وهذا يعني أنه يُمكن استخدامه أيضًا لشحن الحواسب المحمولة الجديدة ذات منفذ USB Type-C (مثل ماك بوك الجديد) وإن كان هذا يحتاج إلى محوّل خاص لأن بنك الطاقة يمتلك منفذ USB تقليدي.
عندما هممت بطلب بنك الطاقة لم يكن متوفرًا إلا في المتاجر الصينية، لهذا قمت بطلبه عبر متجر EverBuying الصيني بحوالي 32 دولار، وفي الواقع كانت التكلفة الفعلية علي حوالي 28 دولار، باعتباري قمت سابقًا بطلب حاسب لوحي من نفس المتجر، وحصلت على نُقاط خصم استخدمتها لطلب بنك الطاقة وهذه إحدى ميزات هذا المتجر، ولأني لم أكن على عجلةٍ من أمري اخترت الشحن المجاني وهو بطيء نسبيًا، ووصلني بنك الطاقة بعد حوالي 28 يومًا من طلبه، منها أسبوع كامل بقي فيها ضمن دائرة الجمارك.
المفاجأة كانت هي عندما وصلني بنك الطاقة، وجدت أن المتجر قد أرسل الشحنة على أنها (هدية)، وكذلك تمّت كتابة السعر على أنه 15.99 دولار (كما تُظهر الصورة أعلاه) وهو الحد الأدنى الذي لا يتوجب علي فيه دفع أية ضرائب على الشحنة حيث أقيم، وهي لفتة أعجبتني جدًا من المتجر، هذا يعني أن الجهاز لم يُكلفني إلا قيمته الفعلية المكتوبة على المتجر بما أنني استخدمت خاصية الشحن المجاني.
كنت متشوقًا لاختبار وعود الشركة حول الشحن السريع، هل يتيح بنك الطاقة الشحن السريع لهاتف مثل Galaxy S6 Edge بنفس سرعة شحن الهاتف باستخدام الشاحن الأصلي السريع الخاص به؟ هذا أول ما قمت باختباره وسأذكر النتائج بعد قليل.
العلبة صغيرة وبسيطة جدًا، ولا يوجد بالداخل إلا بنك الطاقة نفسه، وسلك الشحن ودليل استخدام صغير جدًا باللغة الصينية.
أول ما لاحظته هو سلك الشحن المصنوع من مواد عالية النوعية، لم يُعجبني أن السلك قصير لأني عادةً وأثناء شحن الهاتف في الطريق أترك الشاحن في حقيبتي وأُخرِج السلك إلى الهاتف في جيبي، إلا أنها ليست بالمشكلة الكبيرة لأنه يُمكن استخدام أي سلك USB آخر عالي الجودة دون التأثير على سرعة الشحن.
ما لفت نظري أيضًا جودة صناعة بنك الطاقة نفسه وسهولة حمله في اليد مقارنةً ببنك الطاقة القديم الخاص بي، رغم أنه أكثر طولًا إلا أنه أضيق، مما يعني إمساكًا أسهل وهذا أيضًا مدعوم بالنقوش البسيطة على سطحه الخارجي مما يجعله غير قابلٍ للانزلاق. وبحسب Xiaomi فإن البلاستيك الخارجي مُضاد للخدش لكنني لن أستطيع التأكد من هذا إلا بعد فترة من الاستخدام.
يمتلك بنك الطاقة منفذي USB يُتيحان شحن جهازين في ذات الوقت وبنفس سرعة الشحن، وأربعة أنوار LED لإظهار مستوى شحن البطارية، وزرًا لتشغيله لم أعرف ما الهدف منه لأن بنك الطاقة يبدأ الشحن تلقائيًا بمجرد وصل الهاتف به.
الصور التالية تُظهر مقارنة حجم الجهاز مع بنك الطاقة القديم الخاص بي بسعة 13000 ميلي أمبير، ومع هاتف Galaxy S6 Edge:
رغم أن بنك الطاقة الجديد أكبر حجمًا من القديم لكنه بفضل تصميمه ووزنه الأخف، أسهل حملًا بكثير، ناهيك عن جمالية الشكل أيضًا. لن تواجه أية مشكلة في حمل ونقل بنك الطاقة هذا، إلا إن كنت من النوع الذي لا يحتاج إلى سعة كبيرة وتُفضل حمل بنك الطاقة في جيبك، حينها ستحتاج بالتأكيد إلى بنك طاقة صغير الحجم والسعة.
نأتي الآن إلى نتائج الاختبارات، حيث اختبرت سرعة الشحن مع هاتف Galaxy S6 Edge الذي يدعم تقنية الشحن السريع، وقارنت ذلك مع شحن الهاتف باستخدام بنك الطاقة القديم، وكذلك باستخدام الشاحن الأصلي للهاتف وباستخدام شاحن قياسي عادي.
الاختبارات التالية تمّت عندما كان مستوى بطارية الهاتف عند 21% وهذه هي النتائج:
- لدى استخدام شاحن الشحن السريع الخاص بالهاتف أخبرني الهاتف أنه بحاجة إلى ساعة و 11 دقيقة لشحن البطارية بشكل كامل
- لدى استخدام شاحن عادي: ساعة و 58 دقيقة
- بنك الطاقة القديم: 4 ساعات و 56 دقيقة
- بنك طاقة شياومي: ساعة و 21 دقيقة
هذه النتيجة رائعة جدًا: في حين أن بنك الطاقة القديم يحتاج إلى حوالي 5 ساعات لشحن الهاتف، يستطيع جهاز شياومي شحن نفس الهاتف بحوالي ساعة وعشرين دقيقة، أبطأ بعشر دقائق فقط من سرعة الشاحن الأصلي المُتّصل مُباشرةً بالمنفذ الكهربائي. في الحقيقة عندما قمت بالمقارنة عندما كانت بطارية الهاتف بسعة أعلى (حوالي 75%) أعطاني بنك طاقة شياومي نفس الوقت المتبقي لدى شحن الهاتف باستخدام شاحنه الأصلي (حوالي 11 دقيقة). الفارق ظهر فقط عندما كانت بطارية الهاتف بوضع أسوأ من ذلك. لهذا يُمكن أن نقول بأن بطارية شياومي تُقدم نفس سرعة شاحن الشحن السريع الأصلي تقريبًا.
نأتي الآن إلى سرعة شحن بنك الطاقة نفسه. تقول شياومي أنك تستطيع شحن البطارية الخاصة به من الصفر إلى الشحن الكامل خلال 7 ساعات. وهذا رائع مقارنةً بشاحني القديم الذي يتطلب شحنه أكثر من 8 ساعات رغم أنه بسعة 13,000 ميلي أمبير. لكن عمليًا استغرق بنك طاقة شياومي حوالي 10 ساعات للوصول من الصفر إلى الشحن الكامل لدى تجربته بمُجرد إخراجه من العلبة. لا أدري إن كان أداء سرعة الشحن يتحسّن بعد شحن البطارية وإفراغها عدة مرات وهو ما لم أجربه بعد، لكن حتى 10 ساعات لشحن 20 ألف ميلي أمبير ليست بالمشكلة الكبيرة. لنفترض أنه كان لديك 3 ساعات فقط لشحن بنك الطاقة، فهذا يعني أنك قد تحصل تقريبًا على 6000 ميلي أمبير من الشحن خلال هذه الفترة، وهذا يكفي لشحن معظم الهواتف مرتين تقريبًا.
أعتقد أن بنك طاقة Xiaomi هو أفضل ما يوجد في السوق حاليًا، ويُمكنني أن أنصح به كل من يبحث عن بنك طاقة بسعة مماثلة مع دعم تقنية الشحن السريع. إن كانت لديك أية أسئلة حول الجهاز يسرّني الإجابة عنها ضمن التعليقات.
Leave a Comment