X

المُستقبَل الآن: كل ما تريد معرفته عن مساعد جوجل الجديد Google Assistant

أعلنت جوجل خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها Google I/O 2016 عن ميزة Google Assistant، وهي ميزة رئيسية بالغة الأهمية سيكون لها أثر كبير على طريقة عمل خدمات جوجل في المستقبل القريب، وكذلك على طريقة تفاعلنا مع خدمات جوجل، ولا أريد المبالغة والقول بأنها ستغير من طريقة حياتنا نفسها، لكني أرى هذا قادمًا بالفعل.

إذًا ما هو مُساعد جوجل Google Assistant؟ لو تابعت أخبار المؤتمر، فلا بد أنك عرفت بأنه مساعد متطوّر للأوامر الصوتية، لكن ما الفارق بينه وبين جوجل ناو Google Now؟ وهل هو مُجرّد مساعد صوتي جديد؟

في الواقع، فإن مساعد جوجل هو أكثر بكثير من كونه مساعدًا صوتيًا على غرار جوجل ناو أو سيري. مساعد جوجل هو المستقبل كما تراه جوجل في تعامل الإنسان مع الأشياء، وهو الدمج الفعلي للذكاء الاصطناعي الذي تراه في أفلام الخيال العلمي، في كافة تفاصيل حياتك.

لكن ما هو حقًا مساعد جوجل Google Assistant؟

مساعد جوجل هو عبارة عن عدة مفاهيم مجتمعة يمكن اختصارها بالنقاط التالية:

  1. تطوير كبير (ومُستمر) على إمكانيات البحث والأوامر الصوتية. بمعنى آخر، فإن ما تعرفه حاليًا بـ Google Now أصبح أكثر تطورًا، لكنه أيضًا جزء واحد فقط من أجزاء Google Assistant.
  2. ليس في هاتفك الذكي فقط: مساعد جوجل موجود دائما معك. لا تحتاج لإخراج هاتفك الذكي دائمًا للتحدث إليه. فهو أيضًا في المنزل جاهز لاستقبال أسئلتك، وفي السيارة، وفي الساعة. وهو يفهم سياق سؤالك بحسب مكان تواجدك والجهاز الذي تستخدمه لتقديم المساعدة الأنسب.
  3. موجود في تطبيقاتك: مساعد جوجل ليس عبارة عن تطبيق مُستقل. لا داعي لأن تفكر بالمساعد على أنه تطبيق يجب فتحه كي تتمكن من استخدامه. فهو سيتوفر داخل تطبيقات جوجل، وربما لاحقًا داخل التطبيقات الأخرى بحيث تستطيع طلبه والحصول على المعلومات اللازمة أثناء قيامك بالدردشة، ومثال على ذلك تطبيق الدردشة Allo الذي أعلنت عنه الشركة ضمن المؤتمر.

كيف تطوّرت المُساعدة الصوتية في Google Assistant؟

تطوّرت المساعدة التي تستطيع جوجل تقديمها لك من مُجرد مبدأ السؤال والجواب، إلى فكرة المحادثة المستمرة باللغة الطبيعية، وكأنك تتحدث إلى شخص فعلًا وليس إلى تطبيق. وقد طرحت جوجل ضمن المؤتمر المثال التالي:

لنفترض أنك تريد اصطحاب العائلة إلى السينما، عادةً ما تستطيع طرح السؤال التالي على جوجل: “ماهي الأفلام المعروضة اليوم؟”، وعادةً ما تقوم جوجل بالإجابة على هذا السؤال بسهولة من خلال عرض قائمة بالأفلام الموجودة في دور السينما القريبة منك. لكن مُساعد جوجل يذهب أبعد من ذلك، ويقترح من بين تلك الأفلام، مجموعة من الأفلام التي ينصحك بمشاهدتها وفقًا لما تعرفه جوجل عنك ولما يتوقع محركها الذكي أنك ستحبه بالفعل.

لكن الأمر لا ينتهي هنا، إذ تستطيع الاستمرار وأن تُخبر جوجل بمعلومة أخرى مثل: “سيكون معنا أطفال”. وستقوم جوجل بإعادة فلترة النتائج لاقتراح الأفلام المناسبة كي يشاهدها الأطفال.

لاحظ أنك لا تحتاج للتفكير بسؤال كامل وطرحه كاملًا منذ البداية، بل التحدث بشكل طبيعي والاستمرار بطرح الأسئلة وفقًا لما يخطر على بالك بشكلٍ آني، وستحصل على الإجابة الخاصة بك والتي لا تتكرر مع الإجابات التي سيحصل عليها أشخاص آخرون يطرحون نفس الأسئلة، لأن مساعد جوجل مبني لتقديم مساعدة مخصصة بحسب كل شخص، بناءً على تقنيات الذكاء الاصطناعي بالغة التطور التي تمتلكها جوجل.

حسنًا هناك المزيد. بالاستمرار مع مثال الأفلام، قد تسألك جوجل وبعد اقتراح الأفلام عليك، ومن تلقاء نفسها: “هل تريد حجز أربع تذاكر لأحد هذه الأفلام؟”. ركّز قليلًا ولاحظ أن جوجل يمكن أن تقترح عليك عدد التذاكر التي تمثل عدد أفراد عائلتك، وذلك بما تعرفه عنك من معلومات مسبقة.

يمكنك حينها أن تقول لجوجل: “نعم، دعينا نحجز لفيلم The Jungle Book”، وسيتم الرد عليك بشكلٍ فوري بالتذكرة الإلكترونية بمجرد طلبك لذلك:

هذا بالطبع هو مثال واحد حول الكيفية التي يمكن أن تتم بها المحادثة. الفكرة أنه لا توجد عبارات محددة مسبقًا عليك حفظها وتذكرها كي تتمكن من التحدث مع جوجل. أنت تتحدث بشكل طبيعي، ويمكن أن تسأل أسئلة أخرى مختلفة حول تقييم الفيلم أو أبطاله، وغير ذلك.

موجود في كل مكان

مساعد جوجل موجود في كل مكان، وكما ذكرنا أعلاه، لا داعٍ لفتح تطبيق معين لاستخدامه، ولا داع للتفكير بالطريقة المناسبة لطلب المساعدة. على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من المساعد المُدمج في سيارتك، أثناء القيادة، شيئًا مثل: “أريد الكاري اليوم”. سيفهم المساعد أنك جائع، وأنك تشتهي طعامًا بالكاري، وهو يعلم أنك في السيارة، وقد لا يكون هناك أي داعٍ لكي تقول أي شيء آخر. إذ سيتم طلب وجبة ما تحتوي على الكاري من اختيار جوجل لك (بحسب ما تعرفه عنك)، وسيتم تقدير موعد وصول الطلب في الوقت الذي تكون فيه قد وصلت إلى المنزل.

لدى وصولك للمنزل تستطيع متابعة الحديث مع جوجل من خلال جهاز Google Home، وهو عبارة عن جهاز صغير سيصل الأسواق لاحقًا هذا العام، يحتوي على مساعد جوجل بشكلٍ مدمج. لنفترض أنك وصلت للمنزل، تستطيع الآن الاستمرار بنفس الحوار الذي بدأته في السيارة، لكن من خلال الحديث مع Google Home وإلقاء سؤال مثل: “لقد تأخر الطعام، متى تتوقع وصوله؟”. سيعرف جوجل بأنك تقصد وجبة الكاري التي طلبتها قبل قليل عندما كنت في السيارة، وسيقدم لك الإجابة المناسبة حول موعد وصول الطلب.

وكما ذكرنا أعلاه، فإن مساعد جوجل موجود أيضًا داخل تطبيقات الهاتف. وهو لا يقتصر على الأوامر الصوتية، إذ تستطيع طلب المساعدة منه عن طريق الدردشة، ودون الحاجة لفتح أي تطبيق خاص. على سبيل المثال، أنت تقوم بالدردشة مع صديق لك وجاءت فكرة الخروج للعشاء في مطعم إيطالي لكن لا فكرة لديكم عن مطعم معين ترغبون الذهاب إليه. يمكنك ببساطة استدعاء مساعد جوجل ضمن نفس تطبيق نافذة الدردشة من خلال كتابة رمز على غرار google@ ثم إتباعه بعبارة: “مطاعم إيطالية تنصح بها”. وسيقوم المساعد مباشرة بعرض قائمة من المطاعم القريبة التي يُنصح بها ضمن نفس نافذة الدردشة يمكن لصديقك أيضًا مشاهدتها مباشرةً كي تختارا معًا.

لو اتفقتما على أحد المطاعم، يمكنك أن تكتب لجوجل: “حسنًا، احجزي لنا في المطعم الفلاني”. وسيتم حجز طاولة لشخصين نيابةً عنك. المثير للاهتمام هو أنه لو قام شخص آخر يسكن بالقرب منك، بطرح نفس السؤال تمامًا، فقد يحصل على نتائج مختلفة، لأن جوجل تعرض النتائج المميزة بحسب المعلومات التي تعرفها عن كل شخص، لأن كل شخص مختلف عن الآخر. على سبيل المثال، لو اعتدت الأكل بالمطاعم متوسطة الأسعار، فإن جوجل تعرف ذلك (أو تتعلمه تدريجيًا من متابعة نشاطاتك دون أن تخبرها بذلك بشكلٍ مباشر)، وبالتالي فهي تقترح عليك المطاعم المناسبة من حيث الأسعار. بينما قد تقترح المطاعم الباهظة لشخص آخر لا يأكل عادةً إلا في الأماكن الفخمة.

أكثر من أسئلة وأجوبة

أخيرًا، فإن مساعد جوجل ليس لمجرد تقديم الأسئلة والأجوبة والاقتراحات. إذ تعمل جوجل على ربطه في المستقبل القريب بأنظمة المنزل الذكي، كالاعتماد على الخدمة للتحكم في حرارة المنزل والإضاءة والأجهزة الكهربائية بشكلٍ عام. كما أن مساعد جوجل قابل للتطور لأنه سيكون مفتوحًا على المطورين الذين بإمكانهم عمل الإضافات له التي تستطيع طلب سيارة، التسوّق، إرسال الأزهار لوالدتك بمناسبة عيد الأم، وغير ذلك مما يمكنك عمله بأمر صوتي بسيط وأنت جالس في المنزل، أو وأنت في السيارة أو أثناء استخدام الهاتف أو عبر ساعتك الذكية.

متى سنحصل على مساعد جوجل؟

مُساعد جوجل هو عمل دائم التطوير، وسيصل بشكل تدريجي إلى كافة خدمات جوجل. وهو يبني على ما وصلت إليه جوجل حاليًا والمتمثل في Google Now، لكن بشكل أوسع وأكثر تطورًا. لا يوجد شيء واحد اسمه مُساعد جوجل تستطيع الحصول عليه دفعة واحدة، كما لا يوجد تطبيق معين يحمل هذا الاسم. مساعد جوجل سيتواجد في كل مكان تدريجيًا، وهو ليس عبارة عن شيء يصل دفعةً واحدةً. لكن قد يكون أوّل تواصل ملموس لنا مع مساعد جوجل هو من خلال تطبيق الدردشة Allo الذي أعلنت عنه جوجل ضمن المؤتمر لكنه لم يصل بعد. ورغم أن Allo لا يمتلك ميزة الحوار الصوتي، لكنه يحتوي على الكثير من ميزات مساعد جوجل الذكية التي تستطيع الحصول عليها من خلال الدردشة مع روبوت جوجل المُضمَّن في التطبيق، وخيارات البحث الذكي التي يقدمها لك.

أهلًا بنا جميعًا في المُستقبل.

Leave a Comment