كان الحصول على صلاحيات الجذر (الرووت) Root أوّل عملية أقوم بها بمجرد الحصول على هاتف جديد. هذا الكلام كان قبل عدة سنوات من الآن، قبل أن أبدأ تدريجيًا (ولا شعوريًا) بفقدان أي اهتمام بهذه العملية.
لا أذكر اللحظة التي توقفت فيها عن الحصول على الرووت في أجهزتي، بعد أن كنت سابقًا لا أستطيع استخدام هاتفٍ أو حاسبٍ لوحي من دون الرووت، لكن في الحقيقة فقد تطوّر أندرويد وتطوّرت الهواتف بشكلٍ جعل هذه العملية أقل أهمية للأسباب التالية:
لماذا توقفت عن عمل الرووت في هواتفي؟
لم أعد بحاجة لمساحة تخزين إضافية
من الأسباب التي كنت ألجأ إلى الرووت من أجلها، هي دمج مساحتي التخزين الداخلية والخارجية، أو تحويل جزء من بطاقة microSD كي يعمل وكأنه جزء من التخزين الداخلي للهاتف، أو نقل التطبيقات إلى البطاقة. السبب هو أن هواتف أندرويد الأولى كانت تأتي بمساحات تخزين داخلية صغيرة (4 أو 8 غيغابايت)، ولم يكن أندرويد يتيح وقتها نقل التطبيقات إلى الذاكرة الخارجية بدون رووت.
لكن بعدها بدأت معظم الهواتف تأتي بـ 16 غيغابايت من المساحة على الأقل، وهي أكثر من كافية للتطبيقات، كما دعم أندرويد لاحقًا وبشكل رسمي نقل التطبيقات والألعاب إلى بطاقة الذاكرة، ثم تم في إصدار المارشميلو دعم إمكانية دمج وحدتي التخزين بمساحة تخزينية واحدة. كل هذا بشكل رسمي ودون الحاجة للرووت.
تطوّر الخدمات السحابية ألغى الحاجة للقلق بشأن النسخ الاحتياطي
كان تطبيق Titanium Backup من أهم الأسباب التي دعتني إلى الرووت، وذلك لأنه يحتوي على خيارات متقدمة للنسخ الاحتياطي تتضمن إنشاء جدول مواعيد للنسخ الاحتياطي لكل شيء في الهاتف تلقائيًا، بما في ذلك بيانات التطبيقات، وتوفيرها بشكل ملف واحد يمكن استخدامه لاستعادة كل شيء على الهاتف بضغطة واحدة.
أعترف أن أندرويد لم يُصبح مثاليًا بعد فيما يتعلق بالنسخ الاحتياطي، وبأن استخدام تطبيق Titanium Backup مع صلاحيات الرووت ما زال يُقدم ما لا يستطيع أندرويد تقديمه الآن كما أوضحت سابقًا. لكن تطوّر الخدمات السحابية خفف الكثير من عبئ النسخ الاحتياطي والقلق بشأنه أساسًا. حاليًا جميع صوري وملفاتي موجودة على الخدمات السحابية مثل Google Drive و Google Photos. كما أصبحت الكثير من التطبيقات تدعم النسخ السحابي لمحتوياتها ومعلوماتها.
الشيء الوحيد الذي لا يفعله أندرويد بشكلٍ جيد بعد هو نسخ واستعادة التطبيقات مع بياناتها، لكن حتى هذا أصبح ممكنًا بواسطة تطبيق مثل Helium لو احتجت إليه (وغالبًا لا أحتاج).
نسخ أندرويد الافتراضية أصبحت مستقرّة وغنية بالميزات
من أبرز الأسباب التي كانت تدعوني إلى الرووت هو إمّا إجراء التعديلات على بعض الإعدادات لتحسين السرعة والأداء على النسخة الرسمية الموجودة على الهاتف، أو حتى تغيير النسخة الرسمية (الروم) بواحدة أخرى من سيانوجين وأخواتها.
مع أن العمل مع الرومات وتجربتها ممتع إلى حد كبير، إلا أن الأمر بدأ يتغيّر تدريجيًا لسببين: الأول هو أن نسخ أندرويد الافتراضية سواء كانت من جوجل (نيكسوس) أو من الشركات الأخرى: سامسونج، اتش تي سي، إل جي … وغيرها، أصبحت مع مرور الوقت أكثر استقرارًا وأفضل أداءً وشبه خالية من الأخطاء والمشاكل. كما أن الكثير من الميزات والإضافات التي كنت أحصل عليها بوجود الرووت أصبحت متوفرة لاحقًا بشكل افتراضي.
أندرويد يوفر درجة عالية من التخصيص بدون الرووت
يوفر أندرويد درجة عالية جدًا من إمكانيات التخصيص حتى بدون الرووت. لو قارنت أندرويد بـ iOS مثلًا، لوجدت أن مستخدمي الآيفون لا يستطيعون عمل أي تخصيصات تقريبًا بدون الجيل بريك. في حين أن أندرويد يتيح تغيير تطبيقات اللانشر والأيقونات وتحسين تجربة الاستخدام وغير ذلك من الميزات التي لا تتوفر على iOS. هذا يعني أن من يحب تخصيص الهاتف لديه مساحة لعب كبيرة قبل أن يُفكر بالرووت. وهذه المساحة كافية بالنسبة لي.
- أفضل تطبيقات اللانشر على أندرويد
- أفضل حزم الأيقونات على أندرويد
- أفضل تطبيقات الاختصارات وتعدد المهام على أندرويد
- تطبيقات أندرويد لا يحلم أصحاب الآيفون بالحصول عليها
هذا لا يعني أن الرووت لم يعد مهمًا
أنا بالتأكيد، أتحدث هنا عن تجربتي الشخصية وتجربة الكثير ممن أعرفهم، لكن هذا لا ينفي أن الرووت يبقى مفيدًا في حالاتٍ أخرى، فمثلًا يتيح الرووت وتنزيل الرومات الحصول على النسخ الأحدث من أندرويد بالنسبة لأصحاب الهواتف القديمة، كما يتيح تشغيل بعض تطبيقات توفير الطاقة التي تعمل بشكل فعال مع الرووت، وبعض الميزات الأخرى التي قد تكون ذات أهمية لفئة من المستخدمين.
ماذا عنك؟ هل كنت تستخدم الرووت ثم توقفت عن استخدامه؟ ما الأسباب؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
Leave a Comment