إلى جانب قطاع الهواتف والأجهزة الإلكترونية الذكية، وإلى جانب تصنيع الشاشات والأجهزة المنزلية، تمتلك شركة سامسونج الكورية قطاعًا تقنيًا ضخمًا يتمثل في صناعة أنصاف النواقل والشرائح الإلكترونية والذي يشمل تصنيع الرقاقات الإلكترونية الخاصة بالذواكر الحاسوبية ويمتد ليشمل شرائح المعالجة الخاصة بالهواتف الذكية.
لماذا هذه المقدمة؟ لأن العنوان قد يكون غريبًا للكثيرين من الأشخاص، حيث تتمثل صورة سامسونج بأنها شركة مصنعة لهواتف جالاكسي وبعض الغسالات المنزلية، إلا أن أعمال الشركة أكبر بكثير من ذلك، وفيما يتعلق بشركة آبل تحديدًا، كانت الشركة الكورية هي المصنع الأساسيّ لشرائح المعالجة المستخدمة في هواتف أيفون الخاصة بها حتى عام 2013 عندما خسرت الشركة الكورية العقد الجديد لصالح شركة TSMC التايوانية.
الآن وبحسب تقريرٍ جديد من صحيفة The Investor الكورية، تعود شراكة الأعداء بين سامسونج وآبل من جديد وذلك عبر قطاع شرائح المعالجة، حيث ستقوم سامسونج بتصنيع معالجات A12 الخاصة بهواتف أيفون بدءًا من عام 2018.
السبب في ذلك هو استحواذ سامسونج على أحدث تقنيات تصنيع الرقاقات والشرائح الحاسوبية، وهي تقنية الطباعة الحجرية باستخدام الأمواج فوق البنفسجية الشديدة، أو المعروفة باسم Extreme UV Lithography، والتي من شأنها توفير أفضل السبل لتصنيع معالجات بدقة 7 نانومتر، والتي تود آبل استخدامها في هواتفها المقبلة.
أحد العوامل الهامة التي ساهمت أيضًا بإتمام هذه الصفقة هو التعاون الجديد بين الشركتين بمجال الشاشات، حيث أكدت الكثير من التقارير سابقًا أن سامسونج ستقوم بتزويد آبل بشاشات OLED التي قد تستخدمها الشركة الأمريكية في هواتف iPhone 8، حيث يبدو أن الأخيرة قد قررت التخليّ عن شاشات LCD والتوجه لأكبر مصنعٍ في العالم لشاشات OLED – وهو سامسونج – مع حصةٍ سوقية تقدر بـ 95%.
من الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من التعاون الكبير بين الشركتين بمجالات التصنيع التقنيّ وتوفير سامسونج للكثير من الحلول اللازمة لتصنيع هواتف أيفون، إلا أن العلاقة بينهما بمجال سوق الهواتف الذكية لم تكن يومًا طيبة أو بصورةٍ جيدة، نظرًا للمنافسة الكبيرة والصراع المستمر بينهما على استحواذ أكبر حصةٍ سوقية ممكنة.
المصدر: من جديد: سامسونج ستقوم بتصنيع معالجات هواتف أيفون بدءًا من 2018
Leave a Comment