دعكم من أخبار الصراع “الناعم” بين جوجل وآبل أو حرب الاخوة بين سامسونج وآبل، فلا يوجد عداء حقيقي بالعالم التقني مشابه لذلك بين شركة كوالكوم المصنعة لشرائح ورقاقات أنصاف النواقل وآبل، والتي وصلت إلى حدٍ قامت به شركة كوالكوم برفع دعوى قضائية لمنع إدخال هواتف أيفون إلى الولايات المتحدة الأمريكية! وضمن هذا الصراع الكبير، وبالتزامن مع طرح هواتف iPhone 8 و iPhone X الجديدة اليوم من آبل، قررت كوالكوم أن تسخر من الشركة الأمريكية عبر منشورٍ رسميّ على موقعها.
الفكرة الأساسية من المنشور هي دعاية لهواتف أندرويد وأنها كانت دومًا سبّاقة في تبني التقنيات الحديثة التي تدعي آبل دومًا أنها أول من يطرحها. فعليًا هذا الكلام صحيح ولا غبار عليه، ويستطيع أي مستخدم لهواتف أندرويد أن يقوم تعداد 5 ميزات على الأقل تم طرحها بهواتف أندرويد قبل سنوات من تواجدها بهواتف أيفون، سواء كانت عتادية أو برمجية.
المشكلة هي بكيفية طرح كوالكوم لهذه المعلومات، حيث نشرت الشركة جدولًا يتضمن التقنيات الحديثة مع نماذج عن الهواتف التي تمتلكها، والمصيبة أن هذا الجدول مليء بالأخطاء التي يفترض أن شركة بمثل هذا الحجم لا تقع بها!
على سبيل المثال، وعند الحديث عن الكاميرات الخلفية، أوردت الشركة اسم هاتف HTC One M7 ضمن الأمثلة على ذلك، علمًا أنه ليس أول هاتف يمتلك كاميرتين خلفيتين، بل خليفته One M8، أو عند الحديث عن تقنية بلوتوث 5 والهواتف المدعومة بها تم ذكر هاتف HTC U11 الذي لا يمتلك حاليًا دعم لهذه التقنية، بل سيحصل عليها عبر تحديثٍ هوائيّ لاحق كما أكدت إتش تي سي. من ناحيةٍ أخرى، قامت الشركة بوضع اسم هاتف LG V30 ضمن الكثير من الخانات ولو أنه غير متوفر حاليًا في الأسواق، حتى أن سعره لا يزال غير محددًا بشكل أكيد. من ناحيةٍ أخرى، وعند الحديث عن الهواتف التي تمتلك شاشات AMOLED، ألا يعرف أحد بالشركة الأمريكية أن سامسونج تستخدمها منذ عام 2010 ضمن عائلة Galaxy S؟ لماذا تم كتابة اسم LG G Flex؟
ما جعل المصيبة أسوأ هو عند محاولة الشركة إصلاح الوضع وتعديل المنشور، وهنا تم إضافة اسم هاتف جالكسي اس 8 لقائمة الهواتف التي تمتلك كاميرتين خلفيتين، بعد أن تم إزالة اسم هاتف One M7.
أخيرًا، قامت كوالكوم بتعديل منشورها مرةً أخيرة تضمن معلوماتٍ أفضل ولكنها لا تزال غير دقيقة، مثل الإصرار على إقحام هاتف LG V30 بكل التصنيفات أو إبقاء هاتف HTC U11 ضمن قائمة الهواتف المدعومة بتقنية بلوتوث 5.
الكلام السابق ليس انتقاصًا من قيمة كوالكوم وأهميتها، ولكن محاولتها للسخرية من آبل والانتقاص من قيمة ما تقدمه قد انقلبت عليها بسبب بعض الأخطاء التي كان يمكن تفاديها ببحثٍ بسيط على جوجل قبل نشر المقال.
المصدر: هكذا جعلت كوالكوم من نفسها أضحوكة عندما حاولت السخرية من آبل!
Leave a Comment