إذا كنت تفكّر أن تبدأ أولى خطواتك في تعلّم تطوير التطبيقات لأندرويد، سواء لتنفيذ فكرة تطبيق تعتقد أنها تستحق التطوير، أو لمجرّد التجربة والتعلّم أو البحث عن عمل في هذا المجال المطلوب بكثرة الآن، فقد تكون البداية مُربكة لك نوعًا ما خاصةً إن لم تكن لديك أية خبرة مُسبقة في عالم البرمجة. لهذا قمنا بتقديم هذا الدليل الذي قمنا بتقسيمه إلى ثلاثة أجزاء في محاولة لمساعدتك في هذه المهمة.
حاولنا ألا يكون هذا الدليل تقليديًا، وتناولنا فيه المشاكل الحقيقية التي تواجه المُتعلِّم الجديد والتي لا تذكرها الأدلّة الأخرى المشابهة.
بالتأكيد يمكنك أن تفتح جوجل الآن وتبدأ البحث عن النصائح والدروس والكتب، والإنترنت مليئة بالمصادر والمعلومات التي لا تنتهي، فلماذا نضع هذا الدليل؟ وما الذي يهدف هذا الدليل المُختصر لتقديمه؟
نعترف أن البداية مع أندرويد ليست سهلة لسبب بسيط، وهو أنه توجد عدة طرق كي تبدأ بها، وجميعها طرق وأساليب صحيحة لكنها ما زالت تسبب الإرباك للشخص المبتدئ. فهل يجب أن تبدأ من تعلّم أساسيات البرمجة بشكلٍ عام قبل التخصص بأندرويد؟ أم هل يجب أن تبدأ بتعلّم لغة جافا Java وهي اللغة الرئيسية والرسمية لتطوير تطبيقات أندرويد؟ وهل يجب أن تخصص جزءًا من وقتك لقراءة كتاب عن XML المستخدمة أيضًا في أندرويد؟ وما هي المصادر التي يجب أن تعتمدها؟ كتب؟ يوتيوب؟ دروس متنوعة على الإنترنت؟ أم دورات مدفوعة؟
جميع الخيارات السابقة هي خيارات تؤدي في النهاية إلى نفس النتيجة، لا يمكن أن نقول عن أي منها بأنه خيار خاطئ كي تبدأ به، لكن ما هو الطريق الأسهل والأسرع؟ هذا هو السؤال الذي سأحاول الإجابة عليه من تجربتي الخاصة في تعلّم تطوير أندرويد.
هذا المقال بحد ذاته ليس عبارة عن دروس لتعليم البرمجة، بل يحاول إرشادك إلى الطريق الأفضل والأسرع (لا تريد أن تُمضي ثلاثة سنوات من التعلّم قبل أن تُطلق تطبيقك الأول، أليس كذلك؟) كما سيحاول إرشادك إلى أبرز المصادر التي يمكن أن تبدأ بها، وإلى الطريقة السليمة للبحث والعثور على أية مصادر أخرى. وهو يعلّمك كيف يجب أن تبدأ مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل شخص يختلف عن الآخر في الطريقة التي يُفضّل التعلّم بها.
كيف تتعلّم تطوير تطبيقات أندرويد؟
الجزء الأوّل: تعلّم باللغة الإنجليزية
قد يبدو من غير المألوف أن يكون الجزء الأول من هذه السلسلة يتحدث عن اللغة الإنجليزية، لكنك الآن ستفهم لماذا اخترنا البدء مع هذه النصيحة.
تصلنا الكثير من الأسئلة حول أفضل الكتب أو الدورات العربية لتعلّم تطوير أندرويد. دعنا نعطيك هذه النصيحة (المؤسفة) لكن الصحيحة والتي سوف تُريحك كثيرًا في المستقبل: إن لم تكن لغتك الإنجليزية قوية بما فيه الكفاية، فاعمل جاهدًا على تحسينها، وأجبر نفسك على التعلّم بها.
هذا لا يعني أنه لا توجد مصادر عربية لتعلّم أندرويد، بالتأكيد توجد مصادر جيدة وسنذكر بعضها الجزء الثالث من هذه السلسلة، لكن للأسف الشديد فالمصادر العربية شحيحة، والموجود منها غير مُحدّث باستمرار، في حين أن أندرويد هي منصة يتم تحديثها سريعًا ويجب أن تبقى على اطلاع دائم بآخر التغييرات، وستحتاج خلال رحلتلك للعودة دائمًا إلى دليل التطوير الرسمي من جوجل وهو باللغة الإنجليزية، وستظهر لك الكثير من المشاكل أثناء عملك وستحتاج لطرح الأسئلة في بعض المنتديات الأجنبية المتخصصة من أجل الحصول على المساعدة.
لا بأس أن تبدأ ببعض الدروس أو الدورات العربية إن كانت لغتك الإنجليزية ضعيفة، لكن يصعب أن تُصبح مطورًا ناجحًا إن كنت لا ترتاح في التعامل مع اللغة الإنجليزية. لحسن الحظ، ليس من مطلوبًا منك أن تدرس مسرحيات شيكسبير كي تتعلّم الإنجليزية التي تحتاجها في رحلة تعلّم تطوير التطبيقات. إذ أن جميع الكتب والمصادر الخاصة بتعليم البرمجة تستخدم لغة سهلة وسلسة جدًا، وتتكرر فيها معظم المصطلحات التقنية بشكل مكثف. وحتى بالنسبة لدروس الفيديو يمكنك دائمًا إبطاء السرعة، وفي الكثير من الحالات إظهار الكلام مكتوبًا على الشاشة، وإعادة المقاطع التي لم تفهمها.
ستكون البداية صعبة قليلًا إن كنت مبتدئًا بالإنجليزية، لكن ليس بالضرورة أن تفهم كل كلمة مكتوبة في البداية، قم بمحاولة فهم ما يمكنك فهمه، ثم قم بتطبيق الأمثلة المشروحة، ثم قم بالعودة واقرأ مجددًا ما لم تفهمه قبل تطبيق المثال وستصبح الصورة أوضح، وستجد نفسك تدريجيًا وقد نسيت أنك تقرأ بالإنجليزية فعلًا.
خذ منّي هذه النصيحة الذهبية: أجبر نفسك على التعلّم بالإنجليزية حتى لو كانت إنجليزيتك ضعيفة، لأن هذا سيُريحك ويساعدك كثيرًا في رحلتك.
أعلم أن هذا الكلام قد لا ينطبق على من لا يعرف شيئًا من اللغة الإنجليزية، لكن إن كنت قد درست الإنجليزية في المدرسة فإن ما تعرفه من اللغة مهما كنت تعتقد أنه قليل وضعيف، هو كافٍ لتوظيفه في تعلّم البرمجة، لأن هدفك هو ليس كتابة التقارير أو حلقات البحث، ولا كتابة الأشعار والقصص، بل الهدف هو تعويد نفسك على توظيف الإنجليزية في مجال ضيّق جدًا وهو مجال البرمجة والتطوير، وهذا قد يكون من أسهل مجالات استخدام الإنجليزية مقارنةً بالمجالات الأخرى كمجالات الأعمال، الاقتصاد، الهندسة، أو غير ذلك.
كيف تتعامل مع المصطلحات التقنية؟
ستظهر لك أثناء دراستك الكثير من المصطلحات التقنية الجديدة، والتي ستبدو غامضة في البداية. لا تحاول أن تفهم تفاصيل كل مصطلح جديد وإلّا فإن رحلة تعلّمك لا تنتهي، وستفقد تركيزك وينتهي الأمر بك إلى الاستسلام النهائي. المشكلة أن كل تقنية أو مفهوم من المفاهيم المستخدمة في أندرويد، يوجد حولها كتب ومجلّدات كاملة. وحتى من يعملون في تطوير نظام أندرويد نفسه لا يُلمّون بجميع التفاصيل الداخلة في بنائه، بل يوجد متخصصون في XML مثلًا، ومتخصصون في Java، وفي تصميم الواجهات، وغير ذلك.
لو بدأت بتعلّم أندرويد من خلال كتاب أو دورة عبر الإنترنت (سنذكر لاحقًا بعض المصادر التي يمكنك أن تبدأ معها)، يجب أن يكون هدفك هو إنهاء هذا الكتاب أو تلك الدورة، حتى لو أنهيت الدورة دون أن تفهم كل كلمة وردت فيها. لأن مجرّد إنهاء الدورة سيُعطيك دافعًا قويًا للاستمرار مع دورة أو كتاب آخر وتعلُّم المزيد، وستجد نفسك وقد أنهيت هذه المرحلة وطوّرت من خلالها بعض التطبيقات الصغيرة والبسيطة، لكنك في النهاية طوّرت شيئًا. وهذا غير ممكن لو فقدت تركيزك في محاولة البحث المستفيض عن أي مصطلح جديد يواجهك.
برأيي، لو واجهك أي مصطلح جديد غامض، لم يتم شرحه ضمن المصدر الذي تتعلّم منه، فإن الحل الأفضل هو البحث عنه في ويكيبيديا للحصول على الخلاصة. بعض مقالات ويكيبيديا قد تكون طويلة ومعقدة بحد ذاتها لهذا لا تحاول أن تقرأها أو تفهمها بشكلٍ كامل، بل اقرأ ما يكفيك لأخذ فكرة عامّة عن هذا المصطلح أو ذاك، ولا مانع من قراءة النسخة العربية من نفس الصفحة وإن كنت ستجدها على الأغلب ضعيفة ومختصرة مقارنةً بالنسخة الإنجليزية.
في الجزء الثاني من هذه السلسلة سنتحدث عن (فوضى المصطلحات) كما يراها المبتدئ. هل يجب أن تبدأ تعلّم البرمجة بشكلٍ عام؟ بتعلّم جافا؟ XML؟ من أين يجب أن تبدأ؟ كما سنتحدث عن أبرز النصائح حول الطريقة السليمة لتعلّم تطوير التطبيقات.
المصدر: كيف تتعلّم تطوير تطبيقات أندرويد؟ – الجزء الأوّل: أهمية اللغة الإنجليزية
أحدث التعليقات