ليس سرًا بأن إتش تي سي عانت من عام سيء جدًا في 2012، فشهدت تراجعًا كبيرًا في المبيعات، وخسائر كبيرة أدت بها إلى إغلاق بعض مكاتبها حول العالم، وباتت الشركة على مشارف أزمة مالية خطيرة. ورغم أن أنها كانت قد وعدت في 2011 بأن 2012 سيكون مختلفًا، وبأنها ستصدر هواتف أقل بجودة أعلى، إلا أنها وقعت مرة أخرى في فخ إنتاج هواتف متعددة ومتقاربة في المواصفات. حتى هاتفها One X رغم مواصفاته العالية لم يؤدّ أداءًا جيدًا من حيث المبيعات، فأتبعته بنسخة أخرى محسنة لكنها لم تساهم بتحسين المبيعات. وشاهدنا منها هواتف متوسطة أو منخفضة المواصفات، لم تلقَ أيضًا اهتمامًا كافيًا.
لكن الضعف في التسويق كان دائمًا أحد أبرز المآخذ على إتش تي سي، وقد اعترف المدير التنفيذي للشركة Peter Chou بهذا في حديث له مع صحيفة الوول ستريت، إذا قال بأن منافسي الشركة كانوا العام الماضي أقوياء وبارعين جدًا، وأنفقوا الكثير من الأموال في التسويق، بينما لم تتصرف شركته كما يجلب من الناحية التسويقية، على حد تعبيره. ووعد بالتركيز على التسويق بشكل كبير خلال هذا العام.
لا بد أن مدير الشركة كان يقصد سامسونج بشكل خاص، وبالفعل، فبمجرد إلقاء نظرة بسيطة على هاتفي HTC One X و Samsung Galaxy S III ستجد بأن الذي حقق المبيعات الكبيرة، هو هاتف سامسونج الذي أطلقت الشركة له حملة إعلانية ضخمة.
لكن دعونا نكون صريحين، فالتسويق ليس كل شيء. أعتقد بأن واجهة سينس باتت عقبة رئيسية تقف في وجه إتش تي سي. ليس لأنها غير جميلة، بل هي جميلة وعملية، وقد كنت من عشاق هذه الواجهة فيما مضى، لكن من خلال احتكاكي بالكثير من مستخدمي أندرويد بحكم طبيعة عملي، لمست نوعًا من الملل من هذه الواجهة لدى الكثير من عشاق إتش تي سي نفسها. إن مستخدم الهواتف الذكية يحب التغيير، فعندما يحصل مستخدم إتش تي سي على تحديث من أندرويد 2.3 إلى أندرويد 4.0 ثم إلى 4.1 مثلًا دون أن يلاحظ أية تعديلات في الواجهة عدا عن تعديلات بسيطة، فلن يشعر بهذا التغيير. صحيح أنه سيحصل على جميع ميزات التحديث البرمجية الكاملة، لكن العامل النفسي هنا يلعب دورًا هامًا لدى المستخدم. خذ سامسونج مثلًا التي لا تقدم ربما أيضًا تغييرات دراماتيكية على واجهتها (التي لا أحبها) بين كل تحديث وتحديث لكنها تركز دائمًا على إضافة ميزات برمجية وتطبيقات جديدة في كل نسخة جديدة. وهذا يعد بحد ذاته نوعًا من التسويق، فالتسويق ليس بالإعلانات فقط وأرجو أن تدرك إتش تي سي هذا جيدًا.
على أية حال سمعنا بأن واجهة سينس ستشهد تغييرات كبيرة، وسيكون هاتف HTC M7 أول الهواتف التي ستحمل هذه الواجهة. ويبدو بأن إتش تي سي بعد أن قامت بتسوية قضاياها القانونية مع آبل أصبحت ذات قدرة أعلى من الناحية المادية على إنفاق المزيد على التطوير والتسويق، ونحن نتمنى هذا إن كان في صالح الشركة بالفعل.
على أية حال، فمن المتوقع أن نرى جديد الشركة إما في معرض CES 2013 الذي سينطلق بعد أيام، أو خلال مؤتمر MWC 2013 الذي سينعقد في شباط/فبراير القادم.
[WSJ]
Leave a Comment