X

مُراجعة Moto G (الجيل الثاني): أفضل هاتف من الفئة المتوسّطة

عندما أعلنت موتورولا العام الماضي عن هاتفها الرخيص ومتوسط المواصفات Moto G، جاء الهاتف بمثابة نوع من المُفاجأة بالنسبة للكثيرين. ورغم أن الهواتف الرخيصة ذات المواصفات المتوسطة ليست بالأمر الجديد، إلّا أن موتورولا أعادت بهاتفها تعريف معنى الهاتف مُنخفض الميزانية، حيث جمعت فيه الشاشة عالية الوضوح بدقة 720p وجودة التصنيع الممتازة نسبةً للسعر، والأهم من ذلك نسخة أندرويد الأخيرة شبه الصافية، والتحديثات السريعة للإصدارات الجديدة من أندرويد.

هذا العام طرحت موتورولا الجيل الثاني من الهاتف، Moto G 2nd Generation، بنفس السعر الجذّاب الذي يبدأ من حوالي 180 دولار وبمواصفات مُحسّنة، مثل الشاشة التي أصبحت أكبر والكاميرا الأفضل، والتجربة الصوتية الأكثر من جيّدة بفضل وجود مكبّري صوت (ستيريو)، بالإضافة إلى وجود نسخة ثُنائية الشريحة من الهاتف وهي النسخة التي قُمنا بمراجعتها.

إن كنت مُهتمًا بالحصول على الجيل الثاني من هاتف Moto G، فهذه المُراجعة ستساعدك في معرفة المزيد عن الهاتف، ومعرفة فيما إذا كان يستحق الحصول عليه بالفعل.

العلبة والمواصفات

يأتي الهاتف بعلبة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، أعتقد أنها أخف علبة هاتف قمت بحملها حتى الآن، لدرجة أنني اعتقدت بأن العلبة فارغة. في الحقيقة العلبة تحتوي على الهاتف وسلك USB فقط دون وجود محوّل يُتيح وصله مُباشرةً بمأخذ الكهرباء، عليك شحن الجهاز من خلال منفذ USB في جهاز الكمبيوتر، أو شراء محوّل بشكل منفصل.

سنمر بشكل سريع على المواصفات، حيث يحمل الهاتف شاشة بقياس 5 إنش ودقة 720p من نوع AMOLED مُقاومة للخدش بطبقة من Gorilla Glass 3، ومعالج Snapdragon 400 رباعي النواة بتردد 1.2 غيغاهرتز ومعالج الرسوميات Adreno 305. يحمل الهاتف 1 غيغابايت من الذاكرة العشوائية و يتوفر بسعتي 8 و 16 غيغابايت من مساحة التخزين الداخلية القابلة للزيادة حتى 32 غيغابايت عبر بطاقات microSD. الكاميرا الخلفية بدقّة 8 ميغابيكسل والأمامية بدقة 2 ميغابيكسل ويعمل ببطارية غير قابلة للتبديل بسعة 2070 ميلي أمبير.

شكل الهاتف بسيط جدًا، ولا يميزه من الجهة الأمامية إلّا مُكبري الصوت في الأعلى والأسفل، في حين يحمل غطاءً خلفيًا من البلاستيك يتميز بانحناء خفيف. ملمس الغطاء الخلفي لطيف في اليد، فهو ليس بالناعم لدرجة أنك تشعر بقابليته للانزلاق، وليس بالخشن كذلك، كما يتميز بملمس مطّاطي خفيف يُشعرك أنه هاتف صلب، رغم أن الغطاء مصنوع من البلاستيك فقط. أعتقد أنه وبالنسبة لسعر الهاتف فإن نوعية الغطاء الخلفي ممتازة. يحمل الهاتف في جانبه الأيمن أزرار التشغيل والتحكم بالصوت، في حين يخلو الجانب الأيسر من أي أزرار أو فتحات. وتوجد فتحة السماعة المُعتادة في الأعلى، وفتحة microUSB في الأسفل.

الغطاء الخلفي للهاتف قابل للفتح، حيث توجد منافذ الشرائح ومنفذ بطاقة microSD. النسخة التي قمنا بتجربتها هي النسخة التي تدعم شريحتي اتصال. يُمكن لشريحتي الاتصال العمل معًا في ذات الوقت. على سبيل المثال تستطيع استخدام واحدة من الشرائح من أجل اتصال 3G مع تحويل الهاتف إلى شبكة لاسلكية Hotstpot، وتستطيع في ذات الوقت استقبال اتصال هاتفي على الشريحة التانية دون أن ينقطع اتصال 3G على الأولى. رغم أن الغطاء الخلفي قابل للفتح، إلا أن البطارية غير قابلة للإزالة من قِبَل المُستخدم، حيث توجد تحت الطبقة الثانية من الهاتف وليس تحت الغطاء الخلفي الخارجي مُباشرةً.

الشاشة

قد تكون الشاشة أهم ميزة من ميزات الهاتف الذكي، فالشاشة السيئة تعني تجربة استخدام سيئة مهما كانت المواصفات الأخرى جيدة. وقد اختارت موتورولا زيادة حجم الشاشة من 4.5 في الجيل السابق إلى 5.0 إنش في الجيل الجديد مع المحافظة على دقة 1280×720 بيكسل، وهذا يعني كثافة أقل حيث تبلغ كثافة شاشة الجيل الثاني من Moto G حوالي 294 بيكسل في الإنش.

رغم ذلك، تبقى شاشة الجهاز جيدة جدًا، هي بالتأكيد ليست أفضل شاشة يُمكن أن تجدها، لكنها ربما أفضل شاشة يُمكن أن تجدها في هاتف بهذا السعر. في الحقيقة كانت الشاشة أفضل مما توقعت (نسبةً للدقة والحجم)، والألوان كانت جيدة ومُشبعة. رغم ذلك فإن رفع إضاءة الشاشة إلى درجة عالية يؤدي إلى نوع من الألوان الباهتة، لكنك على الأغلب لن تقوم بإبقاء الإضاءة على مستوىً عالٍ للحفاظ على البطارية، الصورة في الأعلى والصورة أدناه تم التقاطهما مع وضع إضاءة الشاشة على أعلى درجة.

الأداء

لم نُلاحظ وجود أية مُشكلة في أداء الهاتف أثناء استخدامنا له، فسرعة فتح التطبيقات والانتقال بين الواجهات واستخدام تعدد المهام وغير ذلك يتم بسرعة وسلاسة كما تتوقع. حتى تشغيل الألعاب الكبيرة مثل Asphalt 8 يتم بسهولة ودون أي قصور في الأداء. حسنًا، ربما لو وضعت الهاتف جنبًا إلى جنب مع هاتف مثل HTC One M8 مثلًا وقُمت بإجراء مُقارنة دقيقة، قد تجد بأن الأخير يتفوق بأجزاء من الثانية في الانتقال بين التطبيقات مثلًا عبر تعدد المهام، لكن في الحقيقة وعند الاستخدام العادي لـ Moto G لن يكون هذا ملحوظًا، وستشعر أنك تستخدم هاتف سلس يُقدم لك كل ما تتوقعه.

الواجهات

يعمل الهاتف بنسخة أندرويد 4.4.4 (كيت كات) الصافية تقريبًا، حيث يستخدم نفس واجهات أندرويد الأساسية من غوغل مع تعديلات طفيفة جدًا تتمثل بإضافة موتورولا لبعض تطبيقاتها، مثل تطبيق Motorola Migrate الذي يُتيح بسهولة نقل معلوماتك وملفاتك من هاتفك القديم إلى الجديد، وتطبيق Assist الذي يُقدم خيارات سهلة الاستخدام تتيح لك التحكم في الأوقات التي تُريد فيها أن يبقى الهاتف صامتًا، أو السماح له بتمرير المكالمات الهامة فقط، أو قراءة الرسائل الواردة صوتيًا بشكل تلقائي لدى قيادتك للسيارة.








التطبيق الثالث الخاص من موتورولا هو Alert ومخصص لإجراء مكالمات هاتفية سريعة في حال تعرّضك للخطر، حيث يُمكن بضغطة زر واحدة إرسال التنبيهات وموقعك الجغرافي والاتصال بأشخاص تكون قد حددتهم مُسبقًا، وذلك في حال تعرضت لموقف طارىء تحتاج فيه للمُساعدة.

عدا عن تطبيقات موتورولا، وتطبيق راديو FM والإعدادات الخاصة بالتحكم بشريحتي الاتصال، فإن كل ما تبقى يُشعرك بأنك على أحد هواتف غوغل الرسمية من سلسلة Nexus. وهذا أمر جيد، بل ربما يكون هذا من أفضل ميزات الجهاز، من حيث سرعة وسلاسة الأداء، والحصول على التحديثات بسرعة، حيث من المتوقع أن يحصل هذا الهاتف على تحديث Android 5.0 – Lollipop قريبًا بعد وصوله لأجهزة Nexus.

الكاميرا

يحمل الهاتف كاميرا بدقة 8 ميغابيكسل، وهي كاميرا مُحسنة بشكل كبير عن كاميرة الجيل السابق من الجهاز بدقة 5 ميغابيكسل. ولا نقصد أن التحسين جاء فقط على الدقة، بل على النوعية، حيث تُقدم النسخة الجديدة تحسينًا ملحوظًا في جودة الصور مُقارنةً بهاتف العام الماضي.

تطبيق الكاميرا الخاص بموتورولا يتمتع بواجهات بسيطة، وهو يُشبه تطبيق الكاميرا الرسمي في أجهزة Nexus إلى حد ما. لا يُقدم التطبيق أي من الميزات المُبهرجة والعديدة التي تُقدمها تطبيقات الكاميرا الخاصة بأجهزة سامسونج وسوني مثلًا ، لكنها تُقدم الأساسيات مثل وضعية البانوراما و HDR، كما تقوم افتراضيًا بالتقاط الصورة لدى الضغط في أي مكان على الشاشة.

أما بالنسبة لجودة الكاميرا نفسها، فهي كما كُل شيء آخر يُقدمه هذا الجهاز: جيدة نسبةً للسعر. هذه الكاميرا لن تجعلك تقفز من مكانك اندهاشًا من جودتها (لا نعتقد بأن أي كاميرا هاتف ذكي تصل إلى هذه المرحلة)، كما أنها ليست سيئة على الإطلاق. هي كاميرا مقبولة أو أكثر من مقبولة، لكن لا تتوقع شيئًا خارقًا بهذا السعر.

بشكل عام أعجبتنا الجودة، لكن رأيك الشخصي قد يختلف. أنا من المُستخدمين الذين لا بأس لديهم إن كان هاتفهم من دون كاميرا أساسًا! وهناك من المُستخدمين من يُبالغ في تقديره لأهمية كاميرا الهاتف الذكي. على جميع الأحوال الكاميرا جيدة بالنسبة لهاتف متوسط. لكن قد يُعيب الكاميرا أنها قد تُقدم أحيانًا نتائج مُتفاوتة في الجودة رغم التقاط الصور في ظروف إضاءة مُتشابهة.

تتيح الكاميرا التقاط الصور إما بدقة 6 ميغابيكسل بالوضعية العريضة 16:9، أو بدقة 8 ميغابيكسل بالشكل المُعتاد (يظهر على جانبي الصورة خطّان سوداوان أثناء تصفحها من الهاتف).

وفيما يلي بعض العيّنات التي قُمنا بالتقاطها في ظروف الإضاءة المُختلفة:

هذه الصورة بتقنية HDR، تبدو جيدة جيدًا نظرًا إلى ظروف الإضاءة غير المثالية (سماء غائمة، ولا وجود لضوء الشمس). الألوان جميلة ولا تشوّه في أشكال السيّارات التي تبدو ثابتة تمامًا:

هذه الصورة تبدو سيئة وتمتلك ضجيجًا واضحًا لدى مشاهدتها بالحجم الكبير، رغم أنها مُلتقطة بنفس ظروف إضاءة الصورة الأولى:

الصور التالية مُلتقطة عند الغروب:

البطارية والصوت

البطّارية جيدة بشكل عام، ويُمكن أن تقدم لك يومًا كاملًا من الاستخدام العادي بسهولة، ونقصد باليوم ما يبدأ من استيقاظك وفصل الجهاز من الشحن صباحًا، حتى ما قبل النوم ليلًا. بالتأكيد أداء البطارية يختلف بشكل كبير من مُستخدم لآخر. تجربتنا لم تتضمن تشغيل الكثير من الألعاب لكنها تضمنت فترات لا بأس بها من الاستخدام للدردشة على Hangouts والمكالمات الصوتية عبر Viber وتصفح الشبكات الاجتماعية. كما تضمنت اختبار الجهاز مع شريحة واحدة وليس شريحتي اتصال. تجربتك قد تختلف بحسب استخدامك. كما تقدم موتورولا ميزة توفير البطارية Battery Saver التي يُمكن أن تزيد عمر البطارية لما يصل إلى نصف يوم آخر حيث تقوم بتعطيل بعض الخدمات في الخلفية من بينها الثري جي.

بالنسبة للصوت، يُعتبر تقديم موتورولا مُكبري صوت ستيريو في الجهة الأمامية في مثل هذا الهاتف متوسط المواصفات أمرًا رائعًا. الصوت قوي ومُرتفع، لكن لا تتخيل أنك ستحصل على شيء شبيه بتقنية HTC BoomSound بالطبع. إلا أنه ربما أفضل صوت لهاتف من هذه الفئة، يبقى الصوت نقيًا دون تشويش حتى لو قمت برفعه بنسبة عالية، ونعتقد بأن هذه الإضافة من موتورولا في هذا الهاتف تُعطيه قيمة كبيرة.

الخُلاصة

بعد الجيل الأول من هاتف Moto G، ما زال الجيل الثاني منه مُحافظًا على لقب أفضل هاتف متوسط المواصفات في العالم. هذا هاتف مُصمم للجميع، وبرأينا هو رائع ليس فقط بالنسبة لمن لا يمتلك 500 إلى 600 دولار لشراء هاتف قوي، وإلا سنكون قد ظلمنا الهاتف، فهو مُناسب أيضًا لمن يُريد هاتفًا عمليًا لاستخدام التطبيقات الأساسية (واتساب، فيسبوك، شريحتين) ولا يهتم بالحصول على هاتف من سامسونج مثلًا بمئات الميزات التي لن يستخدمها. وهو أيضًا مُناسب لمن يحتاج هاتفًا ثانيًا إلى جانب هاتفه القوي.

لهذا نقول بأن هذا الهاتف للجميع، وليس فقط لمن لا يمتلكون الميزانية لشراء هاتف أغلى، وهو يُقدم أفضل مواصفات يُمكن أن تحصل عليها نسبةً للسعر. شخصيًا كنتُ أتمنى لو أطلقته موتورولا بشاشة من قياس 4.7 إنش كي تزيد كثافة البيكسل قليلًا ، ولأن هذا القياس قد يكون أكثر مثالية بالنسبة لهاتف من هذا النوع، لكن موتورولا في النهاية قررت الذهاب مع التيار، والتيّار يعني الشاشات الكبيرة التي تبدأ من 5 إنش، ولا بد أن الشركة اتخذت هذا القرار بعد دراسة مُتعمقة للسوق. لحسن الحظ الهاتف ما يزال سهل الإمساك والاستخدام، وسعره المُنخفض لا يعني أنه أكبر حجمًا مما يجب وهذا هو المهم.

الشاشة الأكثر من جيدة، والكاميرا الجيدة، وواجهات أندرويد الصافية، والسعر الذي يبدأ من حوالي 180 دولار، يجعل هذا الهاتف هدفك القادم في حال كنت تُفكر بالحصول على هاتف متوسط المواصفات.

The post مُراجعة Moto G (الجيل الثاني): أفضل هاتف من الفئة المتوسّطة appeared first on أندرويد بالعربي | أردرويد.

Leave a Comment