مقدمة
عندما أعلنت سامسونج عن هاتفيها الجديدين Galaxy S7 و Galaxy S7 Edge، تم كالعادة طرح السؤال التقليدي: هل هُما بالفعل أفضل مافي السوق من هواتف كما قالت الشركة؟ وإن كانا الأفضل من حيث العتاد فما هي تجربة الأداء والاستخدام الفعلي؟
لقد قمنا ولأكثر من أسبوع بتجربة واستخدام هاتف Galaxy S7 Edge، وسنبدأ في هذه المراجعة بالحديث عن الأشياء التقليدية كالصندوق والمواصفات، ثم سننتقل للحديث عن تجربتنا الفعلية للأداء بشكلٍ عام، والأهم من ذلك: لأداء البطارية.
داخل الصندوق
- الهاتف
- أداة لفتح درج الشريحة وكرت التخزين
- شاحن يدعم الشحن السريع
- سلك microUSB
- محوّل OTG
- سماعات أذن
التصميم
اعتمدت سامسونج في تصميم هاتف Galaxy S7 Edge على نفس تصميم الجيل السابق مع إدخال تغيرات مُرحب بها. فقد زادت سماكة الهاتف بمقدار 0.7 ميلي وألغت الزوايا الحادة في خلفية الهاتف واستبدلتها بزجاج مُنحنٍ عند الأطراف، واستطاعت سامسونج أن تجعل الهاتف مقاوماً للماء بمعيار IP68 مما يسمح للهاتف بأن يقاوم الماء لمدة 30 دقيقة بعمق يصل إلى 1.5 متر، وأضافت قارئ كروت microSD بجانب شريحة الهاتف. أيضاً أصبح الهاتف يحمل شاشة 5.5 إنش عوضاً عن 5.1 إنش، مما جعل الهاتف أكبر حجماً وأثقل من الجيل السابق، وبالرغم من ذلك لن تجد أي صعوبة باستخدام الهاتف بيد واحدة.
إحدى التحسينات في تصميم الهاتف هو اختفاء بروز الكاميرا بشكل شبه كلي، وحافظت سامسونج على توقيعها الشهير في هواتف جالاكسي وهو الزر الرئيسي والذي يعمل بنفس الوقت كقارئ بصمات قادر على تخزين أربع بصمات مختلفة، وأيضاً ما زالت تستخدم منفذ microUSB وعلى جانبيه يوجد مكبر الصوت ومنفذ للسماعات.
الشاشة
قامت سامسونج باستخدام نفس الشاشة التي استخدمتها في الجيل السابق، والتي ما زالت تُصنف من أفضل الشاشات في الهواتف المحمولة والفرق الوحيد عن الجيل السابق كما ذكرنا أن الشاشة أصبحت 5.5 إنش بدلاً من 5.1 إنش وبقيت دقة الشاشة كما هي (1440×2560 بيكسل) بتقنية Super AMOLED.
الألوان نقية جداً والشاشة يمكن استخدامها مباشرة تحت أشعة الشمس دون الحاجة لتغطية الهاتف، وفي الليل يُصبح مستوى الإضاءة خفيف جدًا لكنه يبقى مُريحًا للعين. زوايا الرؤيا ممتازة وهذه الميزة مهمة جداً خصوصاً أن الشاشة يوجد بها حافتين. بلا شك هذه الشاشة من أفضل الشاشات المتوفرة في أي هاتف محمول.
المواصفات العتادية
تأتي سلسلة Galaxy S7 هذا العام بنكهتين مختلفتين، الأولى ستعمل بشريحة Snapdragon 820 وستكون متوفرة في الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان فقط وبمساحة تخزينية 32 غيغابايت بينما الثانية ستعمل بشريحة سامسونج الجديدة Exynos 8890 والتي ستكون متوفرة في باقي أرجاء العالم بمساحة تخزينية 32/64 غيغابايت وتبقى باقي المواصفات على الشكل التالي:
- شاشة قياس 5.5 إنش بدقة QHD من نوع Super AMOLED
- الذاكرة العشوائية 4 غيغابايت
- قارئ كروت microSD لسعة 200 غيغابايت
- كاميرا خلفية بدقة 12 ميغابيكسل
- كاميرا أمامية بدقة 5 ميغابيكسل
- بطارية سعة 3600 ميلي أمبير تدعم الجيل الثاني من تقنية الشحن السريع
نسخة الهاتف المُستخدمة في هذه المراجعة تعمل بشريحة Snapdragon 820 وقد قمنا بقياس أداء الهاتف عن طريق تطبيقي Antutu و Geekbench، وكانت النتائج كالتالي:
سجل الهاتف 124000 نقطة في Antutu الذي يقوم باختبار المعالج ومعالج الرسوميات وتُعدّ النتيجة أفضل بما يقارب 50% عن الجيل السابق، بينما حقق في Geekbench 2017 نقطة في اختبار أداء النواة الواحدة و 5221 نقطة في اختبار أداء الأنوية المتعددة.
عند استخدام الهاتف، لن تلاحظ أي مشاكل في الأداء حتى حين استخدامه لفترات طويلة، سواء اثناء اللعب، سماع الأغاني أو مشاهدة الفيديو أو أي نشاط آخر تقوم به، وفعلاً اختفت مشكلة ارتفاع درجة الحرارة في معالج كوالكوم حتى حين الاستخدام المُكثف للهاتف، وهذا يعود إلى تصميم المعالج التي ساهمت سامسونج به، ولنظام التبريد التي استخدمته الشركة في الهاتف. شخصياً أعتقد أن شريحة كوالكوم تقوم بإنقاص سرعة معالج الرسوميات حين تصل درجة حرارة الهاتف إلى حد مُعين، وتبين معي هذا الأمر حين قمت بقياس أداء الجهاز لعدّة مرات متتالية في تطبيق Antutu، ومع ذلك لم أشعر بأي بطئ أو مشكلة في أداء الجهاز مهما كانت المهام.
البطارية
أغلب مستخدمي هاتفي Galaxy S6 و S6 Edge اشتكوا من بطارية الهاتف، ولحسن الحظ قامت سامسونج بتكبير سعة البطارية إلى 3000 ميلي أمبير لنسخة Galaxy S7 وإلى 3600 ميلي أمبير لنسخة Galaxy S7 Edge.
قبل الحديث عن بطارية الهاتف، أود أن أذكر قراءنا الأعزاء بأن أداء البطارية يختلف من شخص لآخر بسبب احتياجاتنا المختلفة، فهنالك من يقضي عدّة ساعات على الألعاب، مشاهدة الفيديو، الاستماع للأغاني وغيرهم، وهنالك من يقضي وقته مع الهاتف للقيام باحتياجات مختلفة.
لذلك، قمت بعمل سيناريوهين مختلفين لقياس عمر البطارية:
الأول أنني قمت باستخدام الهاتف بشكل عادي، فمثلاً استخدمت نظام الملاحة لنصف ساعة في اليوم وسمعت الموسيقى لما يقارب الساعتين، ولعبت لعدّة دقائق، طبعاً إضافة للمهام الدورية كقراءة البريد، وتبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية. في هذا السيناريو استطعت أن أنهي اليوم وتبقى في بطارية الهاتف ما يقارب 25%.
السيناريو الثاني أنني قمت باستخدام الهاتف بشكل مكثف، فاستخدمت نظام الملاحة لساعة ونصف، وسمعت الموسيقى لمدة خمس ساعات ولعبت لما يقارب الساعة والنصف واستخدمت الكاميرا إضافةً للمهام الدورية. في هذا السيناريو اضطررت أن أشحن الهاتف بعد 12 ساعة.
بشكل عام أداء البطارية جيد جداً، ولن تحتاج لإعادة شحنه خلال اليوم إلا إن كنت من الناس الذين يستخدمون الهاتف المحمول بشكل مكثف. تدعم البطارية الجيل الثاني من الشحن السريع، واحتاج الهاتف لمئة دقيقة فقط ليشحن من 0% إلى 100%، مع العلم أن الهاتف لا يحتاج سوى لنصف ساعة لشحن البطارية إلى 45%، وباستخدام الشاحن اللاسلكي ستحتاج لمئتي دقيقة لشحن الهاتف من 0% إلى 100%
الكاميرا
عودتنا سامسونج في كل عام أن تقوم بتزويد هواتفها بكاميرات ممتازة، وهذه السنة لا تختلف عن السنوات السابقة. حيث قامت سامسونج بتخفيض دقة الكاميرا إلى 12 ميغابيكسل، لكنها في المقابل زادت حجم البيكسل الواحد إلى 1.4 ميكرون، مما يعني امتصاصًا أكبر للضوء وتفاصيل أكثر حدة وتصوير أفضل في ظروف الإضاءة الليلية، كما حسنت من سرعة التركيز التلقائي بفضل تقنية البيكسل الثنائية Dual Pixel وزادت من فتحة العدسة إلى 1.7/F.
قمت بتجربة الكاميرا في الليل بإضاءة خفيفة جداً وفعلاً كانت النتائج أفضل بكثير من الجيل السابق.
خلال النهار لم أواجه أي مُشكلة تُذكر، الصورة واضحة والألوان متوازنة والتركيز التلقائي سريع للغاية ولن تحتاج لأكثر من ثانية ونصف لفتح التطبيق والتقاط صورة ما وخصوصاً أن سامسونج أضافت اختصاراً لفتح تطبيق الكاميرا عن طريق كبس الزر الرئيسي مرتين ممتاليتين.
إذا كنت من أصحاب هاتف Galaxy S6/Edge فلن تختلف عليك واجهة الكاميرا التي تتميز ببساطتها وسهولة الانتقال بين أنماط التصوير وستلاحظ وجود نمط جديد بإسم Hyperlapse الذي يسمح للمستخدم بتسجيل مثلاً 5 دقائق وعرضها خلال 15 ثانية بشكل سريع. كما أضافت سامسونج خيار الصور المتحركة التي تسمح للمستخدم بتسجيل مايحدث قبل أخذ الصورة، وهذه الميزة تُساعد على اختيار اللقطة الأفضل.
بالنسبة للكاميرا الأمامية فلا جديد أبداً عن الجيل السابق، الكاميرا جيدة لا أكثر. أما تصوير الفيديو فبات من الإمكان استخدام المثبت التلقائي الذي يخُفف من اهتزاز اليد عند التصوير، ولكن لسوء الحظ لا يمكن استخدام هذه الميزة عند التسجيل بدقة 4K أو بدقة 1440×1440 بيكسل. كما يمكن استخدام تقنية HDR، ومؤثرات الفيديو إضافة لتتبع التركيز التلقائي ولكن للأسف فقط عند التسجيل بدقة FHD بالسرعة العادية (وليس بسرعة 60 إطاراً في الثانية)
نظام التشغيل
يأتي الهاتف بنظام أندرويد مارشميلو ولكن بنكهة واجهات سامسونج TouchWiz. ويبدو أن سامسونج تستمع للمستخدمين لو بشكل بطيء أن عليها التخفيف من واجهاتها والاتجاه نحو نسخة أقرب ماتكون للأندرويد الخام. يأتي الهاتف مُحملاً بتطبيقات جوجل الرئيسية إضافة لعدّة تطبيقات من سامسونج مثل S Health, S Voice, Gear S, Samsung Pay وغيرهم.
أهم الميزات الجديدة في نسخة TouchWiz هي الشاشة الدائمة Always On Display، ومن الواضح أن الميزة مازالت في مراحلها الأولى ومن المتوقع أن تقوم سامسونج بتحسينها مع الوقت، فحالياً يمكنك فقط عرض الساعة، أو التقويم أو صورة.
أضافت سامسونج أيضًا خدمة Game Launcher أو مُشغل الألعاب والهدف منه هو تحويل الهاتف لمنصة ألعاب وتحمل هذه الخدمة عدد من الميزات:
- توفير الطاقة أثناء اللعب وذلك من خلال تقليل عدد الإطارات المعالجة بالثانية إلى 30 إطار وتخفيض دقة الشاشة أثناء اللعب
- تعطيل الأزرار الجانبية والتنبيهات أثتاء اللعب
- تسجيل الشاشة أثناء اللعب بدقات مختلفة مع القابلية لاستخدام الكاميرا الأمامية للتسجيل والمايكروفون أيضاً
- تصغير نافذة اللعبة ووضع أيقونة مؤقتة للعبة
شاشة الإيدج
قامت سامسونج بتحسين شاشة الإيدج عن الجيل السابق، فبات من الإمكان التحكم بحجم شاشة الإيدج ومدى شفافيتها وتغيير مكان الشاشة. وفي نفس الوقت أصبحت الشاشة مفيدة أكثر من الجيل السابق، حيث أن الشاشة لن تقتصر على عرض عدد من التطبيقات أو وضع جهات اتصال معينة، وبات من الإمكان أيضاً معرفة الطقس، قراءة الأخبار وإضافة التقويم. أيضاً قامت سامسونج بالسماح للمطورين بتطوير تطبيقات خاصة لشاشة الإيدج يمكن للمُستخدم تحميلها.
ملاحظات
سأقوم بهذه الفقرة بسرد بعض الملاحظات التي وجدتها أثناء استخدامي للهاتف:
- يبقى جسم الهاتف مُحبًا للبصمات بسبب اعتماد سامسونج على الزجاج في تصميم الهاتف
- أتمنى أن تقوم سامسونج بدعم تقنية Adaptable Storage الموجودة في نسخة المارشميلو وترك الحرية للمستخدمة إن أراد تفعليها أم لا
- مازلت بحاجة للضغط على زر البصمة قبل فتح الهاتف (مُجرد لمس الزر عندما تكون الشاشة مُغلقة لا يفتح الهاتف)
- ما زلت لا تستطيع حذف معظم التطبيقات المثبتة مسبقًا بل تعطيلها فقط، علماً أن حجم النظام المُثبت مع تطبيقاته يتجاوز 8 غيغابايت
- لا يمكن تغيير مكان درج التطبيقات إن كنت ستعتمد على واجهات سامسونج
- تطبيق Samsung Pay لا يعمل سوى في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وقريباً في كندا وانجلترا.
- الهاتف يدعم الجيل الثاني من تقنية الشحن السريع بدل الجيل الثالث، مع العلم أن معالج كوالكوم يدعم الجيل الثالث، بيد أن سامسونج لم تقم بتفعيل الميزة بسبب عدم دعم معالج Exynos للجيل الثالث من الشحن السريع.
لحسن الحظ أغلب الملاحظات من الممكن معالجتها عن طريق التحديثات وأتمنى من سامسونج معالجة بعض النقاط المذكورة.
حسناً.. هل أقوم بشراء الهاتف؟
الإجابة بشكل مقتضب نعم بكل تأكيد إن كنت تملك هاتف Galaxy S5 أو ما يعادله، وإن لم تكن لديك أي مشكلة في استخدام واجهات سامسونج. أما إن كنت من الأشخاص الذين يملكون الجيل السابق من الهاتف أو حتى هاتف +Galaxy S6 Edge والذي يشابه بشكل كبير الهاتف الجديد، فربما عليك التريث قليلاً والتفكير جيداً قبل شرائه وننصحك بانتظار Galaxy Note 6.
الهاتف رائع وجميل وبلاشك أنه سيكون من أفضل الهواتف في العام الحالي، ونُرحب بأسئلتكم حول الهاتف ضمن التعليقات.
Leave a Comment