أعلنت شركة ون بلس أخيرًا عن هاتفها المنتظر OnePlus 3. ويعرف القارئ المتابع لموقعنا، علاقتنا “الشائكة” مع هواتف شركة ون بلس OnePlus الصينية، من مراجعة إيجابية جدًا نشرناها قبل عامين للجيل الأول من هاتف الشركة المثيرة للجدل، إلى ندم وقرار بعدم شراء أي هاتف آخر من الشركة.
لا شك أن الشركة تعرضت للكثير من الانتقادات، أولًا بسبب نظام الدعوات الذي يفرض عليك الحصول على دعوة خاصة لشراء الهاتف مما أدى إلى صعوبة شديدة في الحصول عليه، وثانيًا بسبب التخبط البرمجي الذي عانت منه الشركة بسبب خلافها مع سيانوجين.
ثالثًا، فقد وجد الكثير من المستخدمين بأن إطلاق الشركة لقب “قاتل الهواتف الرائدة” Flagship Killer على هواتفها، وخاصةً هاتفها الثاني OnePlus 2 كان فيه الكثير من المبالغة، خاصة بعد أن رفعت الشركة سعر هاتفها العام الماضي، وغابت عنه بعض الميزات المفترض وجودها في الهواتف الرائدة مثل الشحن السريع و NFC واستخدام المعدن في صناعة الهاتف.
لتجربة الهاتف ومعرفة ما الجديد، قمنا بإلقاء نظرة أولية على OnePlus 3 خلال حدث إطلاقه في العاصمة الألمانية برلين، وهذا ما وجدناه:
تصميم معدني أنيق، لا غُبار عليه!
لم تحاول ون بلس أن تلعب أية لعبة خارجة عن المألوف فيما يتعلق بتصميم الهاتف وفضلت أن تبقى على بر الأمان من هذه الناحية، وهذا تحرّك ذكي برأينا. لهذا يأتي الهاتف بتصميم معدني بات مألوفًا جدًا ومحبوبًا هذه الأيام. لن ندخل في نقاشٍ حول التشابه بين تصميم الهاتف وتصميم هواتف اتش تي سي، وهو تشابه واضح بالطبع، دعنا نتجاوز هذه النقطة ونقول بأن التصميم أنيق وجميل جدًا والهيكل. هذا هاتف ذو مظهرٍ فخم وملمس ممتاز ومريح.
شخصيًا كنتُ أُفضّل أن تقوم الشركة بزيادة سماكة الهاتف لزيادة حجم البطارية وإلغاء بروز الكاميرا، لكن تفضيل الشركة الاتجاه نحو التصميم النحيف على حساب بروز الكاميرا، ليس بالمشكلة التي قد تمنعني أو تمنع الكثيرين من شراء الهاتف. مع العلم أن حجم البطارية يبلغ 3000 ميلي أمبير وهو أقل مما جاء به الهاتف في الجيلين السابقين. وتبلغ سماكته 7.4 ميليمتر.
الشاشة ممتازة
كما في الجيلين السابقين من الهاتف، جاء OnePlus 3 بشاشة من قياس 5.5 إنش وبدقة Full HD لكنها هذه المرة أتت بتقنية أطلقت عليها الشركة اسم Optic Amoled وهي عبارة عن شاشة Super AMOLED من سامسونج بتعديلات على الألوان والتباين قامت بها ون بلس.
الشاشة جميلة وممتازة، وكوني ممّن يميلون إلى شاشات AMOLED أكثر من LCD فهذا يعني نقطة إضافية لصالح الهاتف بالنسبة لي. بالتأكيد، لا تظهر الشاشة بألوانها الفعلية في الصورة أعلاه، لهذا سأحاول وصفها: بشكلٍ ما، وجدتُ بأن الشاشة تُعطي انطباعًا بأنها مزيج غريب ما بين Super AMOLED و LCD. لو قلتَ لشخصٍ لا يعرف مواصفات الهاتف بأن ما يراه أمامه هي شاشة LCD، يُمكن أن يُصدقك إن لم يُدقق ويعتقد أنها بالفعل شاشة LCD من نوع ممتاز جدًا. وهنا يمكن أن نفهم ما الذي فعلته الشركة بتقنيتها التي أطلقت عليها Optic AMOLED، حيث لن ترى هنا نفس حرارة (وتوهّج) الألوان التي تراها في شاشات هواتف سامسونج، فالألوان أكثر برودًا بشكلٍ عام، وهذا قد يعجبك أو لا يعجبك، وفقًا لذوقك.
شخصيًا، وجدتُ أن شاشة سامسونج على هواتف مثل جالكسي اس 6 و اس 7 ما زالت أجمل، لكن هذا لا يعود إلى حرارة الألوان فقط بكل تأكيد، إذ أن شاشة سوبر اموليد على هاتف مثل جالكسي اس 7 ايدج بدقة QHD تعطي كثافةً أعلى تبلغ 534 بيكسل في الإنش، مقابل 401 بيكسل في الإنش لشاشة ون بلس 3 وهي بدقة 1080p.
وهنا يأتي سؤال المليون: رغم أني أُقر بأن شاشة Super AMOLED بدقة QHD كانت برأيي أجمل من شاشة Optic AMOLED بدقة 1080p، سواء كان ذلك يتعلق بالألوان أو بالدقة أو بكليهما معًا، فهل يبقى سيناريو شراء OnePlus 3 واردًا بالنسبة لي من حيث المبدأ؟ الإجابة واضحة وسهلة ولا تحتاج إلى تفكير، وهي: نعم بالتأكيد!
السبب هو أنك لن ترى الفرق بين الشاشتين إلّا إن كان الهاتفان جانب بعضهما البعض، ولأن 1080p ما زالت دقة عالية وأكثر من كافية بالنسبة لشاشة هاتف ذكي إلا إذا كنت تقضي يومك مُستخدمًا الهاتف ضمن نظارة الواقع الافتراضي فهذا حينها موضوعٌ آخر، ولأن -وهذا الأهم- جودة الشاشة تتناسب وأكثر مع السعر الذي يبلغ حوالي 400 دولار. باختصار، لا أرى عيبًا في كون الشاشة بدقة 1080p.
أداء رائع
يقدّم الهاتف أداءً خرافيًا، بفضل معالج Snapdragon 820 مع 6 غيغابايت من الذاكرة العشوائية. لن تُصدق مقدار سرعة فتح التطبيقات والتبديل بينها. عند الضغط على أيقونة متصفح كروم مثلًا، سيفتح كروم أمامك بفارق زمني معدوم ما بين الضغط على الأيقونة وفتح التطبيق بشكل كامل، ستشعر وكأنه تم فتح كروم قبل ضغطك على الزر!
لكن يجب ألّا ننسى بأن هذه كانت تجربة لهاتف جديد من دون أية تطبيقات إضافية مثبتة عدا التطبيقات الافتراضية، وأنها كانت تجربة لفترة قصيرة. اختبار أداء الهاتف يحتاج إلى استخدام ووقت أطول، لكن نظرًا إلى المواصفات العالية والتجربة الأولية وتاريخ ون بلس بتقديم هواتف ذات أداء جيد، يمكن أن نقول بأنك -وبكل تأكيد- ستحصل على واحدة من أسلس التجارب على الهواتف الذكية مع هذا الجهاز.
قاتل الهواتف الرائدة؟
هل نجحت ون بلس هذا العام بتقديم “قاتل” للهواتف الرائدة فعلًا؟ لو كان علينا أن نجيب بنعم أو لا، فالإجابة ستكون بنعم، لأن الشركة أصلحت على ما يبدو مشاكل هواتفها السابقة.
الآن يمكن لرأيك الشخصي أن يكون لا، لمجرد أن الشاشة ليست بدقة QHD. لكن دعنا ننسى موضوع الشاشة قليلًا ونستذكر المواصفات، نحن نتحدث عن هاتف معدني مع أقوى معالج موجود حاليًا في الأسواق، و 6 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و 64 غيغابايت من مساحة التخزين الداخلية، وتقنية Dash Charge للشحن السريع تُنافس ما هو في الأسواق، وكاميرا ممتازة جدًا وفقًا للصور التي تم نشرها، نعم يمكن أن نعتبره قاتلًا للهواتف الرائدة بسعر 399 دولار.
شاهد مجموعة الصور الأخيرة، ودعنا نعرف رأيك ضمن التعليقات:
Leave a Comment