X

اختبار الانحناء HTC U11 – إتش تي سي قدمت هاتفًا مُبتكرًا، ولكنها خسرت إحدى أبرز ميزاتها!

حصلت إتش تي سي على كمٍ جيدٍ من المراجعات الخاصة بهاتفها الرائد الجديد HTC U11، سواء بفضل التطوير الذي قدمته من ناحية سرعة أداء الهاتف وتحسين استهلاك البطارية، أو عبر تطوير الكاميرا وابتكار ميزاتٍ صوتية فريدة غير متوفرة بأي هاتفٍ آخر، وأخيرًا – وبكل تأكيد – تقديم ميزة الأطراف المتحسسة للضغط Edge Sense.

ترافقت التقييمات الإيجابية للهاتف مع أخبارٍ مشجعة تتعلق بمبيعاتٍ أفضل من تلك الخاصة بهاتف العام الماضي HTC 10 أو ما قبله One M9 ليبدو أن الشركة التايوانية وجدت أخيرًا الطريق المفقود الذي ستتمكن عبره من كسب ثقة المستخدمين (والأهم نقودهم).

أمام هذه الدفعة الإيجابية برز أمرٌ واحدٌ عكر صفو المشهد: اختبار الانحناء الشهير الذي يجريه صاحب قناة JerryRigEverything على اليوتيوب أثبت أن إتش تي سي لم تقدم الصلابة والمتانة المعهودة، بعد أن فشل في تحمل الظروف القاسية التي يتضمنها هذا الاختبار. (للاطلاع على مراجعاتنا الخاصة باختبارات الانحناء: اضغط هنا).

بالنسبة للاختبار نفسه، فهو ليس اختبارٌ واحدٌ فقط، بل يتضمن عدة تجارب واختبارات تهدف لفحص المواد التي تم تصنيع الهاتف منها، بالإضافة لتحديد مدى صلابته ومتانته وقدرته على تحمل الظروف الميكانيكية القاسية.

الاختبار الأول هو الخدش، حيث يتم استخدام رؤوس مدببة تمتلك قساوات مختلفة بحسب مقياس موس للقساوة، والفكرة هنا هي معرفة مدى قدرة طبقة الحماية الخاصة بالشاشة على تحمل الخدوش من المواد المختلفة (كالمفاتيح والقطع المعدنية). تمكن هاتف HTC U11 من الصمود ضد الخدوش حتى الدرجة السادسة، وهو ما يتفق مع معظم الهواتف الرائدة حاليًا.

مع الاستمرار بخدش اللوحة الخلفية، تبين أنها مقاومة كليًا للخدوش، مع حماية الكاميرا الأمامية والخلفية بطبقةٍ من الزجاج المقاوم للخدوش، وتبقى نقطة الضعف هنا هي الفلاش المغطى بطبقةٍ بلاستيكية. أطراف الهاتف مصنوعة من المعدن، وكذلك أجزاؤه العلوية والسفلية، وحتى هذه النقطة، كل الأمور تدل على عنايةٍ واهتمامٍ كبيرين من إتش تي سي باختيار المواد الخام التي استخدمت بتصنيع الهاتف.

الاختبار التالي هو حرق الشاشة عبر تعريضها للهب بشكلٍ مباشر، وظهرت البقع السوداء (المميزة للشاشات من نوع LCD) بعد حوالي 8 ثواني من التعرض، ولكنها اختفت تمامًا بعد إزالة مصدر اللهب، ولم تؤثر أبدًا على قدرة الشاشة على العمل.

الاختبار الأخير هو الانحناء، حيث يتم تطبيق ضغط شديد على طرفي الهاتف من الناحية الأمامية والخلفية لمعرفة مدى صلابة هيكله وقدرته على تحمل الضغط. تمكن المجرب من حني الهاتف وتشويه شكله عند الضغط عليه من الخلف، وعند تطبيق الضغط من الأمام، لم تتمكن الشاشة من تحمل الضغط المطبق عليها وانكسرت لتفقد وظيفتها وقدرتها على العمل. لم ينهار هيكل الهاتف بالكامل، إلا أنه لم يكن قادرًا على تحمل الضغط الشديد ما أدى لخسارة الشاشة.

التحليل الأوليّ لهذا الفشل يشير إلى التصميم الزجاجيّ الجديد للهاتف الذي لا يمتلك متانة وصلابة مثل الهواتف المعدنية. بكل الأحوال، استخدام الزجاج ليس السبب الوحيد، فقد شاهدنا صمود هاتف Galaxy S8 أمام اختبارات الانحناء، المشكلة هي بالدعم الذي ستلقاه الطبقات الزجاجية من هيكل الهاتف نفسه. (للمزيد من التفاصيل، يمكنكم مشاهدة فيديو فك الهاتف بالكامل: اضغط هنا).

في هاتف HTC U11 استخدمت إتش تي سي هيكلًا ذو أطرافٍ معدنية، حيث من شأن هذه الأطراف دعم الزجاج الخارجيّ، وشاهدنا هذا سابقًا في هاتف U Ultra الذي لم يفشل في اختبار الانحناء، ولو أن أدائه لم يكن بالمستوى المعروف عن إتش تي سي. ما تغير في الهاتف الجديد هو أن الأطراف المعدنية أصبحت أكثر مرونة، ومن المرجح أن تكون كذلك بسبب ضرورة تضمين حساسات الضغط الخاصة بميزة Edge Sense الجديدة، ومع أطرافٍ معدنية بمرونةٍ أعلى، وهيكلٍ زجاجيّ حساس للضغط، ستكون النتيجة فقدان صلابة الهاتف ككل.

لست هنا للقول أن هاتف HTC U11 سيء، ولكن يبدو أن إتش تي سي لم تتقن كيفية صناعة هاتف بهيكلٍ زجاجيّ مع متانةٍ وصلابةٍ عاليتين. أتذكر اختبارات الانحناء والسقوط التي تم تعريضها لهاتف HTC 10 من العام الماضي، وكيف تجاوزها بسهولةٍ وبدون أي عناء، حتى استحق لقب أكثر هواتف 2016 صلابة ومتانة. بكل الأحوال، يبقى HTC U11 أحد النصائح الممتازة لكل من يفكر بشراء هاتف أندرويد رائد هذا العام، ولكن في حال قررت شرائه، فإن اقتناء غطاء حماية خارجيّ سيكون أمرًا ضروريًا بالنسبة لك.

هل يستحق التصميم الزجاجيّ الجميل وميزة Edge Sense التضحية بالصلابة والمتانة العاليتين؟ شاركونا رأيكم ضمن التعليقات.

 

Leave a Comment