X

كيف تختار هاتفك القادم بنظام أندرويد [الدليل الكامل]

يُعد التنوع الكبيرفي الأجهزة المتوفرة بنظام أندرويد، واحدًا من أبرز ما يتمتع به أندرويد من ميزات، حيث يوجد في السوق الهاتف المُناسب لكل مُستخدم، سواء من حيث حجم الشاشة، ميزات الكاميرا، سعة البطارية، السعر، وغير ذلك.

لكن لا يُمكننا أن ننكر بأن التنوع الهائل بأجهزة أندرويد المتوفرة له سلبياته كذلك بالنسبة للمُستخدم، حيث يؤدي إلى حيرة كبيرة بالنسبة لمن يعتزم شراء هاتف جديد بنظام أندرويد، إذ تتوفر آلاف الطرازات المُختلفة من جميع شركات الهواتف التي يُمكن أن تتخيلها تقريبًا، منها شركات تعرفها ومنها ما لم تسمع باسمها من قبل، بشاشات مُختلفة من حيث الدقة والتقنيات، ومعالجات متنوعة، وذواكر من أحجام وأنواع عديدة.

لا عجب أن يُسبب موضوع اختيار هاتف جديد بنظام أندرويد حيرة كبيرة للمُستخدم، لكننا في هذا الدليل سنقدّم شرحًا كاملًا لأبرز العوامل التي ينبغي على المُستخدم وضعها بعين الاعتبار لدى اختيار هاتفه القادم، بحيث يُصبح لدى المستخدم تصوّر واضح حول التوجّه الصحيح لاختيار الهاتف. لن نقوم هنا باقتراح أية هواتف معينة، بل سنقوم بمساعدة المستخدم في معرفة كيفية اختيار الهاتف الأنسب له. كما سنقوم بالنسبة لبعض العوامل المذكورة بتنبيه المُستخدم إلى أهمية عامل معيّن على حساب الآخر لدى اختيار الهاتف. على سبيل المثال دقّة الشاشة قد تكون أكثر أهمّية من تردد المعالج، كما سنرى بعد قليل.

إن كنت تعتزم شراء هاتف جديد قريبًا وأنت في حيرة من أمرك، لا تقلق فلستَ وحدك، الكثير من المستخدمين يقعون في نفس الحيرة، وهذا الدليل سيساعدك في كشف الكثير من الغموض المتعلّق باختيار هاتفك الذكي القادم.

سنحاول الاختصار ما أمكن مع المحافظة على تقديم شرح وافٍ. مع الملاحظة بأن هذا الشرح مقدّم للمُستخدم المُبتدىء وليس المُحترف، والهدف هو تسهيل العملية وليس تعقيدها، لهذا لن نخوض في تفاصيل عميقة مثل أنواع المُعالجات ومعمارياتها وما إلى ذلك، بل سنتحدث بشكل عام كيف يمكن للمستخدم اختيار هاتفه بأفضل طريقة ممكنة ودون الكثير من التعقيدات.

فيما يلي شرح العوامل الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار لدى شراء الهاتف الذكي:

دقّة الشاشة:

لو كان لي تحديد عامل واحد فقط يجب أخذه بعين الاعتبار لدى شراء هاتف جديد، فهذا العامل هو دقّة الشاشة بكل تأكيد. في النهاية فالشاشة هي ما تتعامل معه دائمًا وبشكل مُستمر لدى استخدامك لهاتفك، وكلّما كانت دقة الشاشة أفضل وجودتها أعلى، كلّما كان استخدام الهاتف أكثر راحةً ومتعةً وأكثر سهولةً للقراءة.

تتوفر الهواتف بدقّات شاشة مختلفة، كلّما ازدادت دقة الشاشة كلّما ازداد سعر الهاتف، لكن لحسن الحظ فقد بدأنا نشهد هواتف ذات دقّات شاشة مُرتفعة وبأسعار مُنخفضة أو متوسطة. ليس بالضرورة أن تشتري الهاتف الأعلى ثمنًا كي تحصل على أفضل شاشة. تتوفّر الهواتف بدقّات شاشة مُختلفة هذه أكثرها استخدامًا من الأقل إلى الأعلى دقة:

  • 240×320 بيكسل أو QVGA
  • 800×480 بيكسل أو WVGA
  • 960×540 بيكسل أو qHD (لا تخلط بينها وبين QHD الواردة في الأسفل)
  • 1280×720 بيكسل تُعرف اختصارًا بـ 720p أو HD
  • 1920×1080 بيكسل تُعرف اختصارًا بـ 1080p أو Full HD
  • 2560×1440 تُعرف اختصارًا بـ 2K أو QHD
  • 2160×3840 تُعرف اختصارًا بـ 4K أو UHD (ليست متوفرة بعد في أي هاتف ذكي أثناء كتابة هذه السطور)

إذًا ماهي الدقة التي يجب أن تختارها؟ أعلى دقّة ممكنة تسمح بها ميزانيتك، نصيحتنا هي ألّا تشتري هاتف بدقة أقل من 720p. تُعتبر هذه الدقة ممتازة وأكثر من كافية كي نعتبرها دقّة (مُحترمة) لشاشة هاتف ذكي. حاليًا يُمكن شراء هاتف مثل Moto G بسعر يبدأ من حوالي 180 دولار بشاشة من دقة 720p. قبل عامين كنت تحتاج لدفع أكثر من 500 دولار لشراء هاتف بنفس هذه الدقة. لهذا حاول أن تضع هذه الدقة كمعيار للحد الأدنى المتوفّر من دقة شاشة هاتفك الذكي القادم.

بالتأكيد إن كانت ميزانيتك تسمح بشراء هاتف ذو دقّة أعلى فهذا أفضل. تُعتبر حاليًا دقة 1080p هي الأكثر شيوعًا في الهواتف القوية، لكن دقة QHD بدأت تصبح الدقة المعيارية للهواتف وستنخفض على الأغلب أسعار هواتف 1080p. إن كانت ميزانيتك قد لا تحتمل هاتفًا بدقة QHD فلا داعٍ للضغط على نفسك وشراء هاتف بهذه الدقة. في الحقيقة الفرق مابين 1080p و QHD ليس بالفرق العظيم. لا تنسَ أننا نتحدث عن شاشة هاتف ذكي وليس شاشة تلفاز، الفارق المرئي بالعين قد يكون صغيرًا جدًا وغير ملموس أثناء الاستخدام العادي.

قبل إنهاء هذه الفقرة يجب التنويه إلى موضوع كثافة الشاشة. الكثافة هي عدد البيكسلات في كل إنش، هذا يعني أنه كلّما أصبح قياس الشاشة أكبر كلّما قلّت الكثافة لو افترضنا أن الدقة ثابتة. لتوضيح المعنى، فإن هاتفًا يحمل شاشة بدقة 1080p بقياس 4.7 إنش فهذا يعني بأن كثافة الشاشة فيه تبلغ حوالي 469 بيكسل في كل إنش، وهاتف آخر يحمل نفس الدقة 1080p لكن شاشة بقياس 5.9 إنش فحينها تبلغ كثافة شاشة الهاتف الثاني حوالي 373 بيكسل في الإنش. هذا يعني أنه ورغم الهاتفين يحملان شاشة بنفس الدقة إلّا أن الأول يقدم كثافة بيكسلات أعلى لأن الشاشة أصغر، وبالمحصّلة فهذا يعني بأن الأوّل يقدّم شاشة أكثر وضوحًا رغم تطابق الدقّة.

للمقارنة بين الشاشات من حيث القياس والدقة والكثافة تستطيع استخدام أدوات المقارنة مثل تلك التي يقدمها موقع GSMArena ووضع الهواتف التي تريد الاختيار بينها جنبًا إلى جنب لمشاهدة فارق الكثافة بوضوح. الصورة التالية هي مثال عن مقارنة بين هاتفي HTC One و LG G Pro 2 اجتزأنا فيه الجزء المتعلق بالشاشة. لاحظ تفوق هاتف HTC من حيث الكثافة رغم أن الشاشتين تحملان نفس الدقة، وذلك لأن الأول يحمل شاشة بقياس 4.7 إنش والثاني بقياس 5.9 إنش.

لو أردنا وضع مُلخص أو نصيحة نهائية لفقرة دقة الشاشة فهي: أعطِ دقة الشاشة الترتيب الأول في قائمة الأولويات لدى شرائك لهاتف جديد.

المُعالج الأساسي والمُعالج الرسومي

يُمثل المُعالج بالطبع جزءًا رئيسيًا من أي هاتف، لكن على عكس الشاشة التي نصحناك في الفقرة السابقة بأن تحصل على شاشة بأعلى دقة ممكنة، لن نقول لك بأن تحصل على مُعالج بأعلى سرعة ممكنة. كي لا تفهم النقطة بشكل خاطىء دعنا نوضح: بالتأكيد من الأفضل بشكل عام أن تحصل على أفضل هاتف بأفضل مواصفات نسبةً إلى ميزانيتك، بما في ذلك تردد المُعالج (أو سرعته)، لكن ما نريد قوله هو أنه لو كان عليك الاختيار بين هاتفين بمعالجين متقاربين من حيث القوّة وعدد الأنوية (المزيد عن هذا لاحقًا)، لكن إحداهما يتفوق على الآخر ببضعة مئات من التردد (200 إلى 300 ميغاهرتز مثلًا) فحينها لا تضع هذا الفارق بعين الاعتبار كثيرًا، فهذا لن يترك فارقًا كبيرًا على الأداء بسبب وجود عوامل عديدة أُخرى تتدخل للتأثير الفعلي في الأداء، من بينها مثلًا الناحية البرمجية (واجهات الهاتف)، والخدمات التي تعمل ضمن الهاتف، والمواصفات العتادية الأخرى.

معالجات الهواتف منها ماهو أُحادي النواة، ثُنائي الأنوية، رُباعي الأنوية، وثُماني الأنوية. كل نوع من هذه الأنواع يتوفر منه الضعيف والمتوسط والقوي، أي أنك قد تجد مُعالجًا ثنائي النواة ينتمي إلى فئة قوية هو في الحقيقة أقوى من مُعالج رُباعي النواة ينتمي إلى فئة خفيفة أو متوسطة. عدد الأنوية بحد ذاته ليس معيارًا وحيدًا على قوة المعالج لكنه معيار رئيسي. كما أنه وبالإضافة إلى كل معالج، هناك ما يُسمى بالمعالج الرسومي أو وحدة المعالجة الرسومية GPU وهي الوحدة المسؤولة عن معالجة المهام الغنية بالرسوميات مثل الألعاب.

لن ندخل هنا في تفاصيل المُعالجات فهذا موضوع يحتاج إلى صفحات طويلة لتفصيله، هدفنا هنا هو تسهيل الأمر على المُستخدم وليس تعقيده. لهذا سنقوم بوضع خطوط عامّة لمساعدة المستخدم غير المُتخصص بالاختيار:

  •  إن كانت ميزانيتك مفتوحة وهدفك هو شراء واحد من أقوى الهواتف المتوفرة في الأسواق، حينها لا تُشغل نفسك كثيرًا بالمقارنة بين المعالجات، واتجه لاختيار الهاتف الذي يقدم شاشة أفضل أو متانة أعلى وغير ذلك. لأنك ستضمن أنك ستحصل على هاتف بأحد أحدث المعالجات في السوق، وصدّقني سيكون كافيًا وأكثر لتأدية كافّة مهام استخداماتك اليومية مهما كانت
  •  إن كانت ميزانيتك منخفضة أو متوسطة، حينها يجب أن تكون حذرًا قليلًا، ننصحك بالابتعاد عن الهواتف أُحادية النواة. ستجد هواتف بمعالجات أُحادية النواة بأسعار رخيصة جدًا، لكن بفارق سعر بسيط ستجد هواتف خفيفة ومتوسطة بمعالجات ثُنائية أو رُباعية.
  •  إن كنت تريد شراء أحد الهواتف الرخيصة أو المتوسطة، تأكد بأن تشتري هاتفًا حديثًا نسبيًا، أي توفر في الأسواق قبل عام واحد على أبعد تقدير، لأنك بذلك ستضمن قدر الإمكان بأنك ستحصل على معالج حديث وجيد نسبيًا حتى لو كان معالجًا من فئة متوسطة. لمعرفة موعد طرح أي هاتف قم بالبحث عن اسمه في موقع GSMArena وانظر حقل Status الذي يُذكر فيه تاريخ الإصدار وحاول الابتعاد عن الهواتف التي تم الإعلان عنها قبل أكثر من عام

الذاكرة العشوائية:

ذاكرة الوصول العشوائي RAM هي المساحة المؤقتة التي يتم تحميل التطبيقات فيها أثناء تشغيلها، كلّما ازداد مقدار الذاكرة العشوائية في الهاتف، كلّما أصبحت قادرًا على تشغيل مجموعة أكبر من التطبيقات في وقت واحد والانتقال بسلاسة. مقدار الذاكرة العشوائية هو عامل بالغ الأهمية في الهاتف، ويمكن أن نقول أنها قد تكون أهم من المُعالج نفسه.

تتوفر هواتف أندرويد عادةً بالمقادير التالية من الذاكرة العشوائية: 512 ميغابايت, 1 غيغابايت, 1.5 غيغابايت, 2 غيغابايت, 3 غيغابايت، وقريبًا 4 غيغابايت.

لن نتحدث كثيرًا، سنقدم هنا النصائح الهامة المتعلقة بالذاكرة العشوائية:

  • كما هو الأمر بالنسبة لدقة الشاشة، اشترِ الهاتف الذي يحمل أعلى مقدار ممكن من الذاكرة العشوائية يُمكن أن تحتمله ميزانيتك. بمعنى آخر، أعطِ مقدار الذاكرة العشوائية أهمية كبيرة لدى اختيار الهاتف
  • إن كنت ستشتري هاتفًا رخيصًا يحمل 512 ميغابايت من الذاكرة العشوائية لا بأس، لكن تأكد حينها بأن الهاتف يعمل بنسخة أندرويد 4.4 على الأقل لأن غوغل حسّنت أندرويد في هذه النسخة للعمل بشكل أفضل ضمن هذا المقدار من الذاكرة
  • في النسخ الأخيرة من أندرويد حسّنت غوغل نظام التشغيل كثيرًا لتقليل استهلاك الذاكرة، وفي الحقيقة يعمل أندرويد بشكل ممتاز على 1 أو 2 غيغابايت من الذاكرة العشوائية. لكن تبقى نصيحتنا هي أن تحصل على هاتف بأعلى مقدار ممكن من الذاكرة وذلك لضمان حفاظ الهاتف على سلاسته لأطول فترة ممكنة إذ أن التطبيقات تكبر حجمًا والألعاب تزداد ضخامةً مع مرور الوقت وتصبح بحاجة إلى مقدار أكبر من الذاكرة مع تطوّرها. عندما تشتري هاتف بأعلى ذاكرة ممكنة تضمن بأنه سيخدم جميع استخداماتك لمدة عامين قادمين على الأقل.

المساحة التخزينية:

تأتي جميع الهواتف بمساحة تخزينية داخلية تتراوح غالبًا من 4 إلى 64 غيغابايت. هناك هواتف تدعم بطاقات الذاكرة الخارجية من نوع microSD وبالتالي فهي تتيح لك إضافة المزيد من المساحة التخزينية. تتوفر بطاقات microSD بسِعات تصل إلى 128 غيغابايت. لكن انتبه بأن بعض الهواتف تدعم البطاقات بسعة 64 غيغابايت كحد أقصى.

اختيار المساحة التخزينية الداخلية ودعم بطاقات الذاكرة الخارجية من عدمه، هو أمر عائد لك بشكل كامل، إن كنت من النوع الذي يستخدم هاتفه لتصفح الويب والتقاط بعض الصور واستخدام بعض التطبيقات الأساسية وتخزين بعض الملفات الصوتية، فقد تكون مساحة 16 غيغابايت كافية لك. أما إن كنت ممن يحبون وضع كامل مكتبة ملفاتهم الصوتية على هاتفهم، وربما تحميل بعض الأفلام عالية الوضوح والكثير من الألعاب، فحينها يجب أن تنظر إلى هاتف بمساحة داخلية عالية مع دعم لبطاقات الذاكرة الخارجية.

بعض الهواتف القديمة تحتوي على مقدار قليل جدًا من مساحة التخزين الداخلية (مثلًا 1 غيغابايت لكن المساحة الفعلية المتوفرة للمستخدم تكون حوالي 320 ميغابايت أو ما شابه). إحذر شراء أحد هذه الهواتف بأي شكل من الأشكال حتى لو كانت تدعم بطاقات الذاكرة الخارجية. لأن مساحتها الداخلية قليلة جدًا ولن تكفي حتى لتخزين التطبيقات التي تقوم بتحميلها، خاصةً أن بعض التطبيقات لا تدعم إمكانية التخزين على البطاقة الخارجية.

بشكل عام، أصبح المعيار لأقل مساحة تخزينية ممكنة في الهواتف الحديثة المُحترمة هو 4 غيغابايت، وهذه الهواتف تأتي عادةً بدعم بطاقات microSD. لا مشكلة هنا. أما بالنسبة للهواتف التي لا تدعم بطاقات microSD فلا ننصح بالاتجاه إلى تلك التي تقدم 8 غيغابايت من مساحة التخزين الداخلية، قد تكون 16 غيغابايت هي أقل مساحة مثالية مُناسبة للهواتف التي لا تدعم بطاقات الذاكرة الخارجية.

الكاميرا:

أهمية الكاميرا في الهاتف هي من الأمور التي تتفاوت بشدة بين مُستخدم وآخر. هناك من يريد كاميرا مقبولة وكفى، وهناك من يريد أفضل كاميرا يُمكن الحصول عليها بأعلى دقة وأفضل مواصفات، ولكأنه يشتري كاميرا وليس هاتفًا ذكيًا. لن نقوم هنا بالحديث بشكل تفصيلي عن الكاميرات وأنواعها وميزاتها فهذا يحتاج إلى موضوع منفصل.

بشكل عام، يتطلع المُستخدم قبل شراء الهاتف إلى معيار دقة الكاميرا والتي تُقاس بالميغابيكسل. الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المستخدمين هو الاعتقاد بأن الكاميرا ذات البيكسلات الأعلى هي الأفضل بالضرورة. بمعنى أن الكاميرا التي تأتي بدقة 16 ميغابيكسل هي أفضل من تلك التي تأتي بدقة 13 ميغابيكسل. هذا غير صحيح بالضرورة وسنشرح لك الآن لماذا:

مُصطلح الميغابيكسل يُشير إلى عدد البيكسلات في الصورة وقياسها (طول الصورةxالعرض). الميغابيكسل يعني مليون بيكسل. على سبيل المثال فإن كاميرا بدقة 5 ميغابيكسل يمكن أن تُنتج صورة بخمسة ملايين بيكسل وإذا أردت طباعة الصورة على الورق ستُنتج صورة بقياس 10×8 إنش، أما صورة بدقة 16 ميغابيكسل فيُمكن طباعتها بقياس يبلغ حوالي 16×10 إنش (قياسات الطباعة تفترض الطباعة الورقية بدقة 300 نقطة في الإنش).

معنى هذا، أنه كلما كانت دقة الميغابيكسل للكاميرا أعلى كلّما أمكن طباعتها بقياس أكبر مع المحافظة على جودتها. لكن السؤال هنا، هل تريد فعلًا طباعة الصور التي تلتقطها بهاتفك؟ أم أنك ستكتفي بمشاهدتها على شاشة الهاتف أو شاشة الكمبيوتر ومشاركتها مع الأصدقاء على فيسبوك؟ الميغابيكسل ليس العامل الحاسم لدقة الكاميرا. لا تتجه إلى هاتف لمجرد أن كاميرته بدقة 20 ميغابيكسل دون الأخذ بعين الاعتبار ميزات الكاميرا الأخرى.

الميزات الأخرى تتضمن قياس الحساس ونوعه، كلما كان الحساس أفضل كلما كان قادرًا على امتصاص كمية أكبر من الضوء وإنتاج صور بألوان أكثر دقة وأقل ضجيجًا وخاصة في ظروف الإضاءة المُنخفضة. في الحقيقة فإن قدرة الحساس على امتصاص الضوء وقدرة المُعالج على مُعالجة الألوان هي عوامل أكثر أهمية بكثير من الدقة بالميغابيكسل.

هناك كذلك عوامل برمجية تتدخل فيها الشركات المطوّرة للهواتف من حيث معالجة الصورة والألوان. كما باتت الشركات تتفنن في تقديم برمجيات خاصة للكاميرا لتحرير الصور وإضافة التأثيرات وغير ذلك.

خلاصة الموضوع: يصعب أن تُقرر مدى جودة الكاميرا من خلال الأرقام التي تُقدمها الشركات ضمن المواصفات العتادية للكاميرا، لهذا ننصحك وقبل شراء الهاتف البحث في غوغل عن بعض العيّنات من الصور المُلتقطة بكاميرا الهاتف، وستجد العديد من الهواتف التي تقدم المقارنات بين الكاميرات المختلفة لأبرز الهواتف. اطّلع على الصور واقرأ المراجعات وقرر بنفسك. في الحقيقة لا يوجد شيء اسمه أفضل كاميرا في هاتف ذكي، لأن كل كاميرا قد تتميز عن الأخرى بعوامل مختلفة، فمنها ما يُنتج ألوانًا أكثر واقعية، ومنها ماهو أفضل للتصوير الليلي، ومنها ما هو سيء في الإضاءة الداخلية وممتاز في الخارجية، ومنها ما هو العكس. كل كاميرا من كاميرات الهواتف -مهما كانت- لها نقاط قوة ونقاط ضعف.

البطارية:

البطارية هي أحد أهم العوامل في اختيار الهاتف الذكي، وغالبًا ما لا ينتبه المُستخدم إلى اختيار حجمها بحرص قبل شراء الهاتف، كي يندم لاحقًا. تتوفر الهواتف المختلفة ببطاريات ذات سِعات مُختلفة. تُقاس سعة البطارية بالميلي أمبير الساعي mAh. وكلما ازدادت سعة البطارية كلما أصبحت قادرة على تقديم ساعات عمل أطول.

بالتأكيد هناك عوامل أخرى عديدة تؤثر على استهلاك البطارية مثل قياس الشاشة ودقتها ونوع المعالج وطريقة عمله ونظام التشغيل نفسه وطريقة استخدامك للهاتف. لكن في النهاية، فمن الأفضل الحصول على هاتف ببطارية ذات أعلى سعة ممكنة.

حاول اختيار هاتف بأعلى سعة بطارية ممكن بالنسبة لمواصفاته. حاليًا تتراوح سعة البطارية بالنسبة للهواتف الحديثة قوية المواصفات مابين 2800 ميلي أمبير (مثل بطارية Galaxy S5) و 3200 (مثل Xperia Z2). في حين أن هاتف Nexus 5 رغم مواصفاته العالية المُقاربة للأجهزة المذكورة يحمل بطارية بسعة 2300 ميلي أمبير وهي سعة منخفضة نسبةً للمواصفات، وبالفعل فأداء البطارية فيه سيء نسبيًا. لكن كما قلنا فسعة البطارية الأكثر انخفاضًا قد تكون مقبولة بالنسبة لهاتف ذو مواصفات أقل لا تستهلك الكثير. على سبيل المثال يملك هاتف Galaxy S5 Mini بطارية بسعة 2100 ميلي أمبير وهي سعة جيدة بالنسبة لهاتف بمثل مواصفاته المتوسطة.

عادةً ما تقدم الشركات تقديرًا لأداء البطارية بحسب وقت التحدث المستمر بالهاتف (مثلًا  19 ساعة) أو وقت تشغيل الموسيقى. لا ننصحك بالاعتماد كثيرًا على مثل هذه الأرقام، إذ قد يُفاجئك الهاتف بمقدار امتصاصه الهائل للطاقة أثناء وضعية الانتظار في حال كان مُتصلًا بالـ 3G مثلًا أو بعد الاستخدام المحدود للـ GPS. لهذا فالنصيحة هي أن تحصل على هاتف بأعلى سعة بطارية يمكنك الحصول عليها. سعة البطارية بالميلي أمبير تكون مدوّنة عادةً ضمن مواصفات الهاتف في موقعه الرسمي أو المواقع الأخرى التي تقدم مواصفات الهواتف.

أمر آخر يجب التنويه له وهو قابلية البطارية للتبديل. بعض الهواتف تقدم بطارية قابلة للتبديل بسهولة، وهذه ميزة هامة لمن يرغب بشراء بطارية ثانية احتياطية من أجل استخدامها في حال انتهاء شحن البطارية الأولى. لكن ليست جميع الهواتف تقدم هذه الميزة. عدا عن هواتف سامسونج تتجه معظم الشركات الأخرى إلى تقديم هواتف غير قابلة لاستبدال البطارية من قِبل المُستخدم وذلك في الهواتف القوية بشكل خاص، وذلك كي تتمكن تلك الشركات من تقديم تصاميم أكثر جاذبية في هواتفها. إن كنت ممن يستهلكون الكثير من البطارية ويحتاجون بالفعل إلى إبقاء بطارية احتياطية معهم طوال الوقت، لا تنسَ الانتباه إلى إمكانية تبديل البطارية في هاتفك الذي تعتزم شراءه.

الميزات الإضافية:

هناك ميزات إضافية تقدمها بعض الهواتف، قد لا تكون هامّة بالنسبة لجميع المستخدمين، لكن توفّر إحداها قد يُعطي هاتفًا دونًا عن الآخر أولوية بالنسبة لك في حال كنت تحتاج بالفعل إلى مثل هذه الميزة:

  • دعم شريحتين: للأسف غالبًا ما تأتي الهواتف التي تدعم شريحتي اتصال بمواصفات منخفضة إلى متوسطة، يصعب أن تجد أحدث وأقوى الهواتف بدعم شريحتين إلا بعض الهواتف المخصصة للأسواق الآسيوية والتي قد لا تدعم العمل في بلدك
  • دعم LTE: وهو اتصال الجيل الرابع السريع بالإنترنت. حاليًا لم تعد هذه الميزة حكرًا على الهواتف مرتفعة المواصفات والثمن بل باتت متوفرة في العديد من الهواتف المتوسطة. لهذا إن كان اتصال LTE متوفرًا لدى شركات الاتصالات في بلدك، فمن الأفضل شراء هاتف يدعم LTE للاستفادة من هذه الميزة إن أمكنك ذلك
  • مقاومة الماء: تقدم بعض الهواتف نسبًا متفاوتة من مقاومة الماء، منها ما يمكن أن يُقاوم رذاذ الماء بنسبة معينة ومنها ما يمكن أن يغرق كاملًا بالماء دون أن يتأثر. هذه ميزة إضافية متوفرة عادةً في الهواتف القوية مرتفعة الثمن لكنها بدأت بالتوفر مؤخرًا على نحو ضيق ببعض الهواتف المتوسطة. نعتقد بأن هذه الميزة ستصبح خلال عام أو عامين شبه قياسية في جميع الهواتف، لكن حاليًا إن كنت تعتقد أنك تحتاج بالفعل إلى هاتف مضاد للماء فيجب إن تنظر إلى بعض هواتف سوني وسامسونج الأخيرة التي يوفر بعضها هذه الميزة.
  • مقاومة الصدمات: بعض الهواتف تأتي مُحصّنة خصيصًا لمقاومة الصدمات والغبار وظروف الاستخدام الصعبة. إن كانت ظروف عملك واستخدامك تتطلب هاتفًا قويًا يحتمل السقوط والصدمات فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار بعض هذه الهواتف من سامسونج وموتورولا وغيرها، لكن هذه الأجهزة لا تقدم عادةً أقوى المواصفات العتادية
  • دعم NFC وهي شريحة الاتصال قريب المدى التي تتيح لك تبادل المعلومات والبيانات مع الأجهزة الأخرى المدعومة بلمسة واحدة. معظم الهواتف باتت تأتي بهذه الشريحة وحتى المتوسطة منها. ننصحك بالحصول على هاتف يدعمها ما أمكن
  • فتح الهاتف عن طريق البصمة: ميزة جديدة بدأت بالظهور في بعض هواتف أندرويد من إتش تي سي وسامسونج. الميزة مُثيرة للجدل مابين مدى أمنها الفعلي ومدى سهولة استخدامها في تأمين الهاتف. وهي حاليًا تُعتبر ميزة كمالية، وموضوع اختيار هاتف دونًا عن الآخر لأنه يقدم هذه الميزة هو أمر عائد لك بشكل كامل

نظام التشغيل والواجهات:

رغم أنك قررت شراء هاتف بنظام أندرويد، فهذا لا يعني بأن جميع هواتف أندرويد تُقدم نفس الواجهات ونفس تجربة الاستخدام بشكل مُطابق لبضعها البعض. حيث تقوم الشركات المُختلفة باستخدام واجهاتها الخاصة فوقَ نسخة أندرويد الأساسية وإضافة برامجها وتطبيقاتها وميزاتها البرمجية الخاصة. وقد يكون أحد أبرز العوامل لدى شراء هاتفك هي الواجهات المُستخدمة فيه.

سنقدم لك هنا شرحًا مُبسطًا عن الموضوع، على أن نقوم لاحقًا بطرح موضوع شامل عن الواجهات المُختلفة وأنواعها:

أندرويد هو نظام مفتوح المصدر من غوغل، يُتيح ترخيص استخدامه للشركات التعديل عليه وإعادة بيعه. بشكل أساسي يُقدم أندرويد واجهات خاصة به تُعرف بنسخة غوغل الأساسية أو الصافية أو الخام، يُشار إليها أحيانًا بالإنكليزية بنسخة الـ Vanilla مثل تلك الظاهرة في الصور أدناه:

الشركات التي تقوم بإنتاج هواتف بنسخة أندرويد الصافية دون أية تعديلات قليلة جدًا، لكن من أبرزها بالطبع غوغل نفسها التي تقوم بإنتاج ما يُعرف بسلسلة هواتف Nexus بالتعاون مع شركات مُختلفة. أحدث هذه الهواتف الموجودة حاليًا في الأسواق هو LG Nexus 5. وهو يقدم نسخة أندرويد الخاصة بغوغل مُباشرةً. بعض الشركات الأخرى مثل موتورولا وأسوس تقوم بإدخال تعديلات بسيطة على نسخة أندرويد الصافية، أي أنها تُحافظ على الشكل العام وعلى نفس التصميم لكنها تُضيف بعض الميزات البرمجية الإضافية.

ميزات هواتف Nexus أنها تحصل على التحديثات أولًا بأول من غوغل مُباشرةً، مما يعني أنك تضمن حصولك دائمًا على أحدث نسخة من أندرويد في هاتفك.

لكن بعض الشركات الأخرى تُريد تمييز أنفسها عن المُنافسين، لهذا تلجأ إلى تعديل أندرويد لتقديم واجهات مُختلفة، وتقوم بإضافة ميزات برمجية وأحيانًا عتادية جديدة غير موجودة في نسخة أندرويد الصافية. لهذا تُلاحظ بأن هواتف سامسونج تختلف من حيث الواجهات والميزات عن هواتف إل جي أو سوني مثلًا. بالتأكيد جميع الهواتف العاملة بنظام أندرويد (والمُرخصة من غوغل) تقدم نفس تجربة الاستخدام العامّة، أي نفس أسلوب الواجهات الرئيسية، نفس أسلوب استقبال التنبيهات والتعامل معها، نفس تطريقة تثبيت التطبيقات … الخ. أي أنك وفي حال قررت تغيير هاتفك من سامسونج إلى سوني مثلًا، لن تشعر بأنك على نظام تشغيل جديد. لكنك ستحصل على واجهات مُختلفة وسترى ميزات إضافية جديدة فيه، وقد تفتقد إلى ميزات كانت في هاتفك القديم ولن تجدها الآن.

فيما يلي مثال عن واجهات TouchWiz من سامسونج:

من مساوىء الأجهزة ذات نسخ أندرويد المخصصة هي بطىء الحصول على التحديثات، لأن الشركات وبعد إصدار غوغل لنسخة جديدة من أندرويد تحتاج إلى بعض الوقت كي تقوم بتعديل النسخة كي تتلاءم مع واجهاتها وميزاتها البرمجية قبل أن تقوم بإطلاق التحديث للمستخدمين. لهذا ترى بأن أصحاب الهواتف التي تعمل بنسخة أندرويد الصافية أو القريبة من الصافية يحصلون على تحديثات نظام التشغيل بشكل أسرع من أصحاب الهواتف التي تعمل بواجهات الشركات المُخصصة.

البعض يُفضل الهواتف التي تعمل بنسخة أندرويد الصافية لأنه يُريد البقاء دائمًا على آخر نسخة من أندرويد، ولأنه ببساطة يُحب الواجهات وتصميمها. ويرى البعض أنها حتمًا أخف وأكثر سرعة. في حين يُفضل آخرون واجهات سامسونج أو سوني أو إل جي وغيرها المليئة بالميزات الإضافية.

كما ذكرنا أعلاه، من الصعب الاستفاضة في شرح الفروقات بين الواجهات فهذا موضوع مستقل بحد ذاته. لكن نعدكم بالعودة إلى هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلًا، وسنقوم حينها بتحديث هذا الدليل بالرابط المُناسب.

إن كانت لديك أية نصائح أخرى لمن يريد شراء هاتف بنظام أندرويد، دعنا نعرفها ضمن التعليقات.

The post كيف تختار هاتفك القادم بنظام أندرويد [الدليل الكامل] appeared first on أندرويد بالعربي | أردرويد.

Leave a Comment