من الواضح لكل من تابع المراجعات الأولى التي بدأت بالظهور لهاتفي Pixel 2 و Pixel 2 XL أن الهاتفين رائعان بكل المقاييس. وعلى عكس الأجيال السابقة من هواتف جوجل (سلسلة Nexus والجيل الأول من Pixel) والتي كانت تنقصها بعض الميزات العتادية المُنافسة، جاء Pixel 2 كي يسد جميع الثغرات فلدينا هنا مُكبرات صوت أكثر من ممتازة، هيكل معدني فخم في الوقت الذي عادت فيه سامسونج وآبل إلى الزجاج، أفضل كاميرا على الإطلاق، وشاشة عريضة في حالة Pixel 2 XL وهو ما افتقدناه في الجيل الأول من الهاتف. ولا ننسَ أن جوجل ستضمن تحديث الجهاز بإصدارات أندرويد الرئيسية لثلاث سنوات قادمة وليس سنتين كما جرت العادة.
لكن في ذات الوقت أشارت العديد من المراجعات إلى وجود “مشاكل” في الشاشة. بشكل أكثر تحديدًا فنحن نتحدث عن ألوان “باهتة”، وعن ظهور تأثير “رملي” لدى التمرير نحو الأسفل أثناء استعراض صفحات الويب ذات الخلفية البيضاء، وعند درجة إضاءة معينة. فما حقيقة هذا الأمر وهل هذه هي مشاكل فعلًا؟ وكيف علقت جوجل على الموضوع؟
في البداية دعنا نتحدث عن الشاشة. شاشة Pixel 2 هي من نوع P-OLED وهي من صنع إل جي. وعلى غرار شاشات AMOLED من سامسونج تعتمد الشاشة على تقنية OLED التي تقدم لونًا أسود حقيقيًا يؤدي إلى درجة تباين عالية جدًا. يرى الخبراء أن شاشات سامسونج ما زالت تسبق شاشات إل جي بخطوة من الناحية التقنية وهذا صحيح إلى حد ما. لكن هذا ليس السبب في ظهور الألوان بشكل “باهت” على شاشة Pixel 2.
السبب هو أن جوجل اختارت مُعايرة الشاشة كي تُغطي 100% من النموذج اللوني DCI-P3 في Pixel 2 XL و 95% من النموذج في Pixel 2. النموذج الذي يُعرف اختصارًا بـ P3 هو المعيار المستخدم لتجميع الألوان الأساسية لتوليد طيف كبير من الألوان وعرضها على شاشات الأجهزة الإلكترونية. هذا يعني أن الشاشة تستطيع عرض جميع الألوان الممكنة، أي أعلى دقة ممكنة في عرض الألوان.
ما حدث هو أن جوجل كانت تستطيع زيادة إشباع الألوان كما تفعل سامسونج (هاتف Galaxy S8 يُغطي أيضًا كامل الطيف اللوني لـ P3 لكن سامسونج ترفع درجة الإشباع اللوني بشكل كبير نسبيًا). في حالة جوجل فقد فضلت المحافظة على الدقة اللونية وترك الألوان دون تعديلها. لكنها أضافت أيضًا خيارًا في إعدادات الهاتف باسم Vivd mode يقوم بزيادة الإشباع بنسبة 10% لمن يرغب، وهي نسبة إشباع ما زالت أقل مما تراه في شاشات الهواتف الأخرى ويقول من جربها بأنها لم تساهم في تحسين الوضع بشكلٍ ملحوظ.
في الحقيقة فإن زيادة الإشباع اللوني بشكل مُبالغ فيه سواء في شاشات الهواتف أو شاشات التلفاز هو أمر لجأت إليه جميع الشركات تقريبًا لأنه يخطف أبصار الزبون المحتمل ويوحي بأن الألوان أجمل وأكثر غنىً حتى تمّت في النهاية (برمجة) عقل المُستخدم بأن الألوان فائقة الإشباع هي ما يجب ان تكون عليه أي شاشة، وما دون ذلك هو ألوان (باهتة).
لو كانت لديك شاشة تلفاز وأردت معايرتها للحصول على أفضل صورة وقمت بالبحث عن أفضل الإعدادات لشاشتك، سترى أن آراء الخبراء تنصح بدرجة إشباع قليلة، وإضاءة منخفضة نسبيًا للشاشة. يقول الخبراء أنك لو طبقت الإعدادات المنصوح بها ستعتقد بالبداية أنها إعدادات سيئة إذ ستبدو لك الصورة شاحبة، لكنهم سيؤكدون لك بأن تترك الإعدادات كما هي لمدة يومين وتسمح لعقلك (المعتاد على الإشباع اللوني العالي) أن يعتاد على الألوان الجديدة لأنها أكثر دقة في الواقع.
إذًا ما فعلته جوجل هو أنها سبحت عكس تيار الإشباع اللوني وفضلت عليها الدقة. وبالفعل فقد بينت معظم المراجعات أنك على الأغلب لن تلاحظ “المشكلة” إلا لو وضعت شاشة Pixel 2 أمام شاشة هاتف آخر وقمت بالمقارنة، حينها ستبدو ألوان شاشة Pixel 2 أكثر شحوبًا بالفعل.
في تصريح لموقع CNET قالت جوجل تعليقًا على هذا بأنها تُفكر بإضافة المزيد من “خيارات الألوان” في تحديثات قادمة في حال رأت الكثير من الطلب على هذه الإمكانية. هذا يؤكد أن الموضوع ليس مشكلة عتادية في الشاشة بل هو موضوع معايرة للألوان. أتوقع أن تقوم الشركة بإضافة خيار لرفع درجة الإشباع اللوني بشكل أعلى ضمن الإعدادات خلال تحديثٍ قادم.
أما بالنسبة لما يُقال عن ظهور تأثير يُشبه حبات الرمل لدى تمرير الشاشة فهذا التأثير لم يظهر لدى البعض حتى لدى محاولة (إظهاره) عمدًا، في حين ظهر لآخرين ضمن ظروف إضاءة معينة وهو لا يبدو أنه مشكلة فعلية على أية حال.
سنقوم نحن بتجربة الهاتف وتقديم مراجعتنا والتطرق لهذه النقطة بمجرد وصول نسختنا الخاصة من الهاتف. لكن بشكلٍ عام لا يبدو أنه توجد مشكلة فعلية في الشاشة قد تمنعك من الحصول عليه.
Leave a Comment